كيف نوقف نزف الدماء
    الجمعة 19 سبتمبر / أيلول 2014 - 14:29
    رفعت الواسطي
    مركز عراق المستقبل للدراسات والبحوث التنموية
    كثيراً ما أسمع تساؤلا مكررا من قبل الأخوة " متى يتوقف نزيف الدم في العراق ؟ . في رأيي ان نغير السؤال " كيف نوقف نزيف الدم في العراق ؟. لأننا سنقدم  الى أهلنا في الوطن آليات وقف العنف الطائفي وليس لمن يقودون العملية السياسية وقد أثبتوا فشلهم وسفاهة عقولهم . لم أعد أبالي بقديسيتهم بعد ان اتضحت رداءة أفعالهم وهم يتنازعون على وزارات فشلوا في إدارتها خلال عقد من الزمن . دائماً أخاطب العقلاء من أبناء وطني ، لا أخاطب الجهلة والمنافقين او الانتهازيين . أعيد السؤال لمن يستوعب لغة الحوار، كيف نوقف نزيف الدم العراقي؟. هنا لدينا ثلاثة قوى مؤثرة في صنع القرار رغما عن أنوف من يقودون العملية السياسية ، هذه القوى الثلاث تمثل حركة الاحتجاج المدنية في جميع المدن العراقية .
    القوة الأولى // الكتاب والنشطاء في مجال الحقوق المدنية من المستقلين سواء داخل العراق وخارجه وبتنسيق منضبط. هؤلاء عليهم مسؤولية مضاعفة تجاه مايُفترض أن يقوموا به . القضية لم تعد مجرد كتابات نقدية على الفيسبوك دون تطبيقات عملية على ارض الواقع . تعبئة الرأي العام ومخاطبتهم جزء مهم من التحرك المدني لابد ان يأخذ شكلين من الخطاب الاول توعوي بحقيقة مايجري وفق الأدلة . الثاني تحفيزي لتظاهرات، اعتصامات، إرسال وفود الى المرجعية العلمية في النجف الأشرف ، والشخصيات الاجتماعية النافذة في العشائر والشخصيات السياسية المستقلة والتكنوقراط . هذه الخطوة الاولى مهمة كوسيلة ضغط. التنسيق هنا وتوحيد الخطاب وتحديد المطالب المهمة لابد من صياغتها بصيغة قانونية ولغة محكمة غير قابلة للتفاوض والمساومة. على ان يتضمن مشروع قانون التجريم الطائفي والكشف عن حقيقة مجازر سجن بادوش وسبايكر كمطلبين مهمين من ضمن المطالب الجماهيرية.  في تصوري أن من أهم مطالب حركة الأحتجاج يفترض ان تنطلق لتحقيق الأهداف التي من أجلها انتخب الشعب ممثليه في البرلمان والحكومة وهما الأمن والخدمات. كانت هناك تجربة فاشلة مع حكومة نوري المالكي بمهلة المئة يوم التي لم يتحقق منها الا النزر اليسير في حين اهم مفاصل الحياة اليومية للمواطن العراقي لم تتحقق لها شيئ يشار اليه وهما الامن والخدمات بسبب الفسادين المالي والاداري.
    القوة الثانية // الرأي العام . هنا لابد من استيعاب شرائح مهمة في الرأي العام لتحفيزهم وتوجيههم بمايخدم وأهداف حركة الاحتجاجات المدنية .

    من اهم تلك الشرائح //
    •    ذوو ضحايا مجزرتي سجن بادوش وسبايكر وضحايا العنف الطائفي منذ العام ٢٠٠٤ والى اليوم .
    •    المهمشون لأسباب حزبية .
    •    ضحايا التهم الكيدية والفسادين المالي والإداري .
    هذه الشرائح من الرأي العام وجودها جداً مهم على ان لايتأثروا لأي ابتزاز ووعود كاذبة ولايُفرط بجميع الشروط وتجزئتها.
    القوة الثالثة // الاعلام . مهم جداً ان يكون الانفتاح على جميع وسائل الاعلام المحلية والدولية. إصدار نشرة إخبارية خاصة بحركة الاحتجاج المدنية تشرف عليها لجنة مختصة تعكس ثقافة حركة الاحتجاج المدنية. وإقامة مهرجانات خطابية وفنية وعروضا مسرحية خاصة بأهداف ومباديء حركة الاحتجاج . مع موقع ألكتروني خاص وكذلك على التواصل الاجتماعي وتويتر وأنستكرام .
    بعد الخطوة الاولى وفي حال عدم الإذعان لشروط حركة الاحتجاج المدنية ستكون هناك خطوات اخرى تتمثل بالاضراب عن العمل وفق برامج زمنية تصاعدية.
    قلتها سابقا وأعيدها اليوم ، ناقشوا الأفكار وزنوها مع تطلعاتكم الوطنية ومسؤولياتكم تجاه الشعب والوطن واختاروا ماهو مناسب لكم.

    رفعت الزبيدي/ عراق المستقبل للدراسات والبحوث التنموية
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media