شهادة من قلب مجزرة الدلافين!(فيديو)
    السبت 20 سبتمبر / أيلول 2014 - 09:07
    المجزرة
    (أ ف ب) - تطويق الدلافين-الحيتان ودفعها نحو الشط ثم ذبحها واحدا واحدا على التوالي....هذا هو أسلوب صيد الدلافين المسمى "Grindadrap"، وهي عادة الصيد في موسم الصيف المثيرة للجدل في جزر فارو. وتقف بالمرصاد لهذه العادة منظمة غير حكومية تدعى Sea Shepherd وتعنى بحماية البحار وقد نشرت متطوعيها هذا الصيف على الأرخبيل لمحاولة منع هذا الصيد. ولكن 14 منهم ومن بينهم مراقبتنا أوقفوا في نهاية آب/أغسطس قبل أن تبدأ أول عملية صيد.

    هذه الحيوانات من الثدييات ذات الرأس المستديرة الضخمة وتسمى الدلافين أو الحيتان وهي تأتي من حزيران/يونيو إلى تشرين الأول/أكتوبر للسباحة في المياه المجاورة لأرخبيل فارو الواقعة في بحر الشمال بين سكوتلندا وإيسلندا. وعندما يتم تحديد مكان مجموعة من هذه الدلافين تغادر مجموعة من السفن السواحل وتطوق الدلافين وتدفعها نحو الخليج. فتصاب الحيوانات بالذعر وتسرع نحو الشط فتعلق في المياه الضحلة. وعند وصولها إلى الشط يكون الصيادون بانتظارها لذبحها حية. وغالبا ما يتخذ الأمر شكل مجزرة كبيرة كما يمكن مشاهدته على هذا الفيديو المصور عام 2013.

    ويعود أسلوب الصيد هذا إلى القرن 16 على الأقل ويمارس في غرويلاند وغيرها من الأراضي في شمال الأطلسي. وإضافة إلى أن هذا الصيد كان اختبارا لإثبات الرجولة بالنسبة إلى الصيادين الشباب فقد كانت خصوصا تتيح تخزين اللحوم لفصل الشتاء. ويرى حماة هذه الحيوانات أن هذا المبرر لم يعد له داع في القرن 21 في جزر فارو المستقلة والتابعة للدنمارك والتي يعد مستوى العيش فيها من أحسن المستويات في العالم.

    وقد قامت المنظمة غير الحكومية المعنية بحماية البحار Sea Shepherd مرارا بعمليات لمحاولة منع هذه المجزرة. وأعادت الكرة هذه السنة بنشر أكثر من 500 متطوع تناوبوا طوال الصيف للقيام بعملية "وقف صيد الدلافين" أو Grindstop. وكان هدفها إبعاد الدلافين التي قد تقترب من السواحل ومحاولة إعاقة بداية هذا الصيد. واستطاع متطوعو هذه المنظمة إبعاد مجموعة من هذه الدلافين إلى عرض البحر في نهاية تموز/يوليو ولكنهم لم يستطيعوا منع ذلك تماما إذ جرى الصيد في 30 آب/أغسطس في جزيرة ساندوي. وكانت السفن على الشاطئ بعيدة جدا عن هذه المنطقة فتعذر التدخل وقبضت الشرطة على 6 متطوعين على الشط و8 على السفن وحاول هؤلاء المتطوعون تهريب 33 دلفينا ولكنهم ذبحوا في النهاية كما تحكي مراقبتنا. وستجرى محاكمتهم في جزر فارو في 25 أيلول/سبتمبر.

    أليكساندرا سيليت
    "لم أكن أظن أن ما يجري فظيع لهذا الحد وأن الدلافين تتألم هكذا"
    أليكساندرا سيليت مصممة رسوم رقمية وتعيش في روايان في فرنسا. وقد شاركت في عملية "وقف صيد الحيتان" هي من متطوعي منظمة Sea Shepherd الذين قبض عليهم في 30 آب/أغسطس.

    أنا مولعة منذ مدة طويلة بالثدييات البحرية وعندما رأيت في أيار/مايو أن منظمة Sea Shepherd تبحث عن متطوعين لمنع "شراك الصيد" لم أتردد. وكانت أول مرة أنضم فيها لمنظمة غير حكومية وما رأيته لم يزدني إلا إصرارا على حماية هذه الحيوانات.

    ذهبت لمدة أسبوعين وألقي علي القبض في اليوم الخامس. بعد الظهر أخبرنا عضوان في هذه المنظمة كانا يقومان بدورية على أحد الشواطئ بأن السفن خرجت للصيد. أتيت مع متطوعين آخرين من شاطئ قريب وكنا ستة أشخاص ووصلنا قبل الشرطة. وقد أخبرت السلطات بأن نحو عشرين من أهل فارو قاموا بتنظيم عملية صيد فأتوا إلى الشط أيضا استعدادا لذبح الدلافين. وقد شتمونا ودفعونا.

    "كانت الدلافين تصرخ وتسبح بطريقة غير اعتيادية"

    Aرأينا مجموعة الدلافين في عرض البحر هي تتجه نحو الشط تدفعها نحو 15 سفينة فتقدمنا في المياه وأخذنا نقرع القضبان الحديدية لكي نخيفها وندفعها للعودة إلى عرض البحر. لكن عددنا كان قليلا. وكانت الدلافين على ما يبدو مذعورة فقد كانت تصرخ وتسبح جزئيا على سطح الماء فيما هي تسبح عادة تحت الماء بطريقة انسيابية.

    واستطعت أن أصور أول دلفين يمسكون به ثم منعتني الشرطة من التصوير وتركتهم يقيدون يديّ دون مقاومة كما طلبت منا المنظمة. واقتادونا وراء تلة ثم أخذونا فور انتهاء المجزرة بعد ساعة ونصف. وعلى الشط رأيت العديد من الدلافين وهي ما تزال تحتضر وهذا مناف حتى لقوانين فارو التي تنص على قتلها بضربة واحدة ! وقضينا لليلة في السجن وأفرجوا عنا ف اليوم التالي.

    وفي الأيام التالية واجهنا كما كان متوقعا أهل فارو، إذ جاء بعضهم بما في ذلك الأطفال لشتمنا وكانوا يقومون بحركات غير لائقة بأصابعهم عند مقابلتنا أثناء دورياتنا. لم أكن أظن أن عمليات الصيد هذه فظيعة لهذا الحد وأن الدلافين تتألم هكذا. واكتشفت الطريقة التي تنظم بها هذه العادة. إنهم يختارون مجموعة مسؤولين وتكون عملية الصيد دقيقة، حتى أنها تدرس في الكتب. وكنا معرضين للسجن أربعة أشهر في أسوأ الأحوال لكنني لم أظن أبدا أننا سنتعرض لعقوبة قاسية هكذا. فقد عدت إلى فرنسا وأنا معرضة للمنع من الذهاب إلى جزر فارو من ثلاثة إلى خمس سنوات. وعلى كل حال إذا لم أستطع العودة إلى هناك فسيذهب متطوعون آخرون.

    أليكساندرا سيليت
    "اصطياد نوع غير مهدد بالانقراض لأغراض غذائية"

    فرانس24 اتصلت بممثلة جزر فارو لدى الاتحاد الأوروبي السيدة كيت ساندرسن التي تحدثت عن أن هذا الصيد هو لأغراض غذائية وأن الثدييات التي يتم صيدها يستهلكها السكان طوال السنة. ومن ناحية أخرى فإن هذه الدلافين ليست مهددة بالانقراض ومن ثم فصيدها لا يعرض بقاءها بالخطر. هناك إذن دعم كبير من السكان للحفاظ على هذا التقليد "القديم". وترى كيت ساندرسن أن "منظمة Sea Shepherd تضع الحيتان في مرتبة عالية ولا تفكر إلا من منظور حماية الحيوانات دون أن تراعي المبررات الآخرى. ومن الصعب جدا النقاش مع هؤلاء الناس الذين يتطرفون في منظورهم لكل ما يخص عالم الحيوان". وتؤكد الدبلوماسية أيضا أن "مجموع اللحوم تستهلك خلال السنة"، وهذا ما تعاررضه منظمة Sea Shepherd.

    "يجب أن نفهم بأن أهل فارو مثلهم مثل غيرهم من شعوب شمال الأطلسي والمحيط المتجمد الجنوبي لا يحبون المنظمات غير الحكومية التي تأتي إليهم بخطاب تشوبه نبرة استعمارية حول عاداتهم الثقافية وبغرض أن تشرح لهم الصالح من الطالح"...هذا ما جاء على لسان ميكا ميريد الذي يدير بولاريسك (Polarisk)، وهو مكتب يعنى باستشراف مستقبل القطب الجنوبي. وهو يرى أن عمل منظمة Sea Sheperd قد يكون له أثر سلبي على اقتصاد جزر فارو عبر التسبب في انخفاض عدد السياح في عام 2015.

    ويمكن أن يصل عدد الثدييات التي تذبح سنويا إلى 1000. ومع ذلك فقد انخفض استهلاك اللحوم في جزيرة فاو خلال سنوات 2000. وتتحدث عدة دراسات عن نسبة الزئبق في لحوم هذه الحيتان. أما السلطات البيطرية بفارو فنصحت عام 2011 بالحد من استهلاك هذه اللحوم بالاقتصار على وجبة واحدة في الشهر.

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media