العبادي وتطهير الجيش من الخونة والمرتشين
    الثلاثاء 23 سبتمبر / أيلول 2014 - 15:34
    سهيل نجم
    كثيرا كنا نسمع عن حل الجيش العراقي السابق والبكاء على اطلال هذا الجيش من قبل الكثير من المشاركين في العملية السياسية تعود انتماءاتهم الى خلايا البعث وارتباطات اكيدة باجندات خارجية عملت على تمزيق العراق طيلة السنوات التي تلت سقوط النظام السابق وهذه التوجهات عملت على ان تكون هناك عملية تواجد للكثير من البعثيين في اطار الدولة العراقية الجديدة وتم فرضهم تحت مفهوم المصالحة الوطنية واشراك كل المكونات العراقية في الحكومات التي تعاقبت بعد العام 2003 وهذا الامر لم يكن بتخطيط وتنسيق داخلي فقط وانما كان التدخل الخارجي العربي له الاثر الكبير في ترسيخه وبالذات الدول الخليجية ومنها السعودية وقطر اضافة الى التدخل التركي وجميع ذلك تم عبر ضخ الكثير من الارهابيين العرب ومن دول اخرى الى الداخل العراقي فعملت آلة التفجير والتفخيخ بالسيارات الملغومة والتهجير الطائفي عملها حتى اوصلتنا ما اوصلتنا اليه من وضع مأساوي .

    للاسف كان القبول بهذا الوضع امر لا يمكن أن يجعل من المصالحة الوطنية فاعلة كما كان يظن السيد المالكي فجلب الى مكتب القيادة العامة للقوات المسلحة عديد من الضباط المشبوهين الذين عليهم علامات شبهة وقد كتبنا في حينها عن هذه الخروقات كما حصل ايضا في الكثير من قادة الفرق وامراء الافواج والالوية العسكرية العاملة في القطعات المختلفة وقلنا ايضا ان مناصب القيادة في الجيش كانت تباع كما تحدث الكثير من الكتاب عن ذلك ولكن لا احد يسمع ما نقول ، لماذا ؟ هذا السؤال المحير هل هناك ايدي كانت تعبث في داخل مكتب القائد العام للقوات المسلحة او من يحيطون بالسيد المالكي وقد اخفوا الكثير  عن هؤلاء الضباط الى ان وقعت المصائب كلها على رؤوس العراقيين .

    وردت اليوم كثير من المعلومات عن ان السيد العبادي يتجه نحو تنظيف جميع هذه الوحدات والقيادات العسكرية من اولئك الضباط الفاسدين الذين اظهرت الاحداث انهم يريدون تمزيق العراق ووحدته من خلال خيانتهم والتحالف مع التنظيمات الارهابية وتنفيذ مطالبها بالتنسيق مع الدول الداعمة لهذه التنظيمات الاجرامية ، كما ان قرار الغاء مكتب القائد العام للقوات المسلحة الذي اقره اليوم السيد العبادي خطوة بالاتجاه الصحيح من اجل قطع منابع المرتشين والباحثين عن المناصب وشرائها بالاموال والتي كانت تغيب للاسف عن الحكومة السابقة بل عن القائد العام للقوات المسلحة السابق فكيف يمكن السكوت على هؤلاء وهم مثل السرطان الذي يدب في الجسم ، وقد اشارت المعلومات الى ان العبادي قام باعتقال عدد من امري الافواج في محافظة الانبار والبحث والتحقيق معهم على خلفية حصار الجنود في الصقلاوية (امر القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، اليوم الاثنين، بحجز امري الافواج المقصرين في حادثتي منطقتي الصقلاوية والسجر شرقي الفلوجة والتحقيق معهم، فيما اكد ان المعركة مع تنظيم "داعش" ستنتهي بالنصر القريب) ونأمل بشكل جدي ان يقوم العبادي بتلك الخطوات المتسارعة لتطهير الجيش العراقي وجعله جيشا نظاميا مهنيا يحمي العراق وشعبه وهذه الاجراءات التي يقوم بها رئيس الوزراء بالتأكيد سيؤيدها الشعب العراقي بالكامل.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media