الحلُّ في النفط ؟!!
    الأربعاء 24 سبتمبر / أيلول 2014 - 16:08
    د. صادق السامرائي
    من أين للمجاميع المسلحة القدرة على إمتلاك القوة والسلاح؟
    إنه ببساطة من النفط!!
    والحل الأمثل يكون بتخفيض أسعار النفط إلى ما دون الخمسين دولار  للبرميل الواحد , وعندها  سيتحول الإرهاب إلى إعطاب!!

    ليس خيالا ولا مزحة أو جنونا ما تقدّم!!
    فمشاكل المنطقة تفاقمت في بداية الثمانينيات , عندما بدأت أسعار النفط تنتعش , وبإزدياد الأسعار ووصولها إلى ما هي عليه اليوم , نقرأ خطا بيانيا تصاعديا للويلات والتداعيات في المنطقة , وإذا بقيت أسعار النفط في تزايد فأن المشاكل ستتنامى أكثر وأكثر.

    فهل كان من الممكن أن تحصل الحرب العراقية الإيرانية , وتتواصل لثمان سنوات لولا عائدات النفط؟
    وهل كانت الحرب الثانية ستحصل لولا وجود نفس السبب؟
    وما يجري اليوم أحد أسبابه الأساسية , عائدات النفط الهائلة التي يتم تسخيرها للخراب والدمار , ونشر العقائد والضلالات البائدة , وتجنيد البشر نفسيا وفكريا وبدنيا للقيام بأعمال بشعة وسيئة , لا تتفق وأبسط معايير القيم والأخلاق الحيوانية وليس الإنسانية.

    النفط هو العامل الجوهري الذي يغذي الحركات الفتاكة الهادفة للدمار والخراب وتحويل الحياة إلى جحيم مستعر , يغيب فيها الأمن والأمان وتشيع قوانين الغاب الشرسة الفظيعة الخطايا والآثام.

    واليوم تتحدث جميع مراكز البحوث والدراسات عن تجفيف موارد الشرور , وتتجاهل المورد الحقيقي وهو النفط.

    هذه النعمة التي حولها أهلها إلى نقمة على حاضرهم ومستقبلهم , ولذلك فعلى الدول القوية المعاصرة إذا إرادت فعلا  أن تساهم في بناء المنطقة وإستقرارها وتفاعلها مع عصرها , أن تتصدى للنفط وتسعى لتخفيض أسعاره إلى أدنى ما يمكن , لكي تحرر مجتمعاته من مخاطر ثرواته الهائلة المسخرة لتدميرهم , وتشريدهم وتعذيبهم وقهرهم وتحطيم وجودهم.

    فعلى سبيل المثال , ما منفعة النفط للعراقيين ؟
    ماذا قدم لهم منذ ألفين وثلاثة وما قبلها وحتى اليوم؟

    لا كهرباء , لا طرقات لا خدمات , وما قدمته واردات النفط هو الإثراء الفاحش للجالسين على الكراسي , والدمار والخراب الهائل لمدن العراق والقتل المروع لأبنائه , وزيادة الصراعات الداخلية , وتنامي الحركات ذات التطلعات السيئة والمشاريع الشريرة الآثمة.

    لم يستفد أبناء النفط من النفط , وإنما إحترقوا فيه , وتحولت أيامهم إلى دخان وإنفجارات , وتداعيات وخراب وثبور.

    فإذا كانت الدول القوية تسعى حقا لتحقيق السلام ومساعدة أبناء المنطقة وحمايتهم من الشرور , فعليها أن تعيد النظر بأسعار النفط , وما عدا ذلك فأنه إستثمار في المأساة وتطويرها , لأن مواردها تتنامى , والعائدات النفطية الهائلة لا توجد عقول مخلصة ومدبِّرة تسعى لإستثمارها في المصلحة العامة , وإنما تحولت إلى ملك مشاع لمن يجلس على كرسي السلطة , ولكي يبقى في قلعته النفطية أطول , لابد له من إدامة لعبة الإحتراق والصراعات التي يغذيها من عائدات النفط الهائلة.

    قد يضحك مَن يضحك , ويغضب مَن يغضب , لكن الحقيقة يجب أن تقال , فالمصيبة تعاظمت وتفاقمت , والنار تتقد , والنفط ينسكب فيها بلا إنقطاع , ولكي تنطفيئ النيران لابد من إيقاف صب النفط عليها , وما دامت عائدات النفط تتدفق فالنيران ستبقى متأججة!!

    فالنفط ما هو بنعمة بل نقمة أدرك الناس ما هي!!
    والنفط مستنقع الشرور والخطايا , فأردموه حتى يستريح الناس من آفاته الفتاكة!!

    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media