الغلاة انتجوا الحوثية!
    الجمعة 26 سبتمبر / أيلول 2014 - 04:50
    الشيخ حسن بن فرحان المالكي
     كانت الزيدية هادئة، فقهية معتدلة، كأي مذهب فقهي، ثم قام الغلاة بإقصائهم وإذلالهم وتضليلهم حتى انفجرت الحوثية!
    زرت اليمن قبل ظهور الحوثيين، كان غلاة السلفية والوهابية يسيطرون على كل شيء.. مناهج تقف مع معاويه ويزيد.. ومؤذن يقتل لأنه أذن بحي على خير العمل!
    كان الاستعلاء السلفي واضحاً جداً، مقبل الوادعي يكفر في صعدة، والزنداني وصعتر يقود مسلفة وأخونة صنعاء، والديلمي يستبيح الدماء والأعراض
    هؤلاء الغلاة – كالوادعي والديلمي وصعتر والزنداني.. الخ – اضطهدوا الحزب الاشتراكي والزيدية حتى خرجت عنهم صعدة واليمن الجنوبي.. عاقبة الظلم وخيمة.
    هؤلاء الغلاة من المتمسلفة والمتأخونة قتلوا اليمن ونسيجه الاجتماعي وأعرافه القبلية من شيم ومروءات وحقوق ذوي القربى،  ثم هم اليوم يتباكون!
    هؤلاء الغلاة إذا استقووا ظنوا أنهم أصبحوا أقوى من الله؛ فلا يحتاج الأمر لطاعته في كف الأذى والعدوان، ثم يأتيهم الله من حيث لا يحتسبون!
    إذا رأيتم السلفية والإخوان يتباكون على بلد فاعلموا أنهم سبب نكبته، بسبب ارتكاز عقيدتهم على العقيدة الشمولية وما يلحقها من عدوان، ثم تفكك.
    يتباكون على سوريا وهم نكبتها..على العراق وهم نكبته..على ليبيا..على اليمن..على أفغانستان من قبل… الخ هم سبب رئيس – على الأقل – لهذه النكبات والمآسي.
    هم نكبة كل بلد – إذا استقووا فيه – حتى يفقدونه، لأنهم يرون قوتهم تبيح لهم محاكمة عقائد الآخرين والعدوان عليهم، هم لا يؤمنون بوجود مسلمين غيرهم، كل عقائدهم القديمة والحديثة تقول بوجوب استتابة أهل السنة من أشاعرة وصوفية، ثم قتلهم إذا لم يتوبوا، فكيف بالزيدية والإباضية والشيعة.. الخ
    وعلى هذا فمن الطبيعي أن ينفر منهم الزيدي والإمامي والإباضي والعلماني والقومي والمؤمن والفاسق والناجي والملعون.. كلهم يذوقون مر قوتهم وأذاهم.
    وهم لا يذكرون الله – ذكراً قرآنياً – فلا يرون وجوب طاعته فيما خالف العقيدة والرموز، لذلك لا يرقبون في مواطن عهداً ولا قرابة .. عقيدتهم تأبى ذلك.
    هم يظنون الله عاجزاً عن رد كيدهم في نحورهم، مكرهم عند الله لا عندهم، هو من يتصرف فيه لا هم،  فاقرءوا الآية (وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ(إبراهيم: 46))
    هم يمكرون بأنهم يستطيعون التغيير عبر المناهج، ويقضون على التنوع في أي بلد، ثم يستعجلون إذا تأخرت النتيجة،  ثم يفتكون..  ثم ينقلب المجتمع!
    وهم لا يعرفون سنن الله، يغرهم حلمه وتأخر عقوبته، فيظنون ألا تبيد هذه القوة أبداً! ثم يأتيهم العذاب من حيث ظنوا أنهم يسيطرون!
    الخلاصة:
    هب أن الحوثيين كالغلاة من داعش وغيرها من قتلة المرضى والنساء، وهذا من باب التنزل فقط.. يبقى السؤال: لماذا تسلطتم على الزيدية من قبل؟
    إذلال الغلاة للزيدية من قبل أنتج الحوثيين، كانت الوهابية تراقب كتب الزيدية بصعدة فتمنع هذا وتفسح هذا.. طيب.. والآن؟ أين أوصلتكم غطرستكم؟
    كان للزيدية مقعدان فقط في البرلمان اليمني، كانوا هادئين،  لكن لم يقتنع الغلاة، فواصلوا حتى طعنوا في الحسين ونصروا يزيد! إذاً ذوقوا فعلتكم!
    قرأت قديماً تقريراً في مجلة البيان الإخوانية عن الزيدية في اليمن، كان مليئاً بالتحريض، ويهيئ للمعركة على لا شيء،  ثم هم اليوم يطلبون الكف!
    نصيحة لغلاة اليمن خاصة:
    لا تتقمصوا ألبسة غيركم عودوا إلى إيمان اليمني وحكمته.. اتركوا القرضاوي وسعد البريك ووصال.. لن يغنوا عنكم شيئاً..اعقلوا
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media