النفط هو الإرهاب!!
الجمعة 26 سبتمبر / أيلول 2014 - 21:25
د. صادق السامرائي
النفط هو الإرهابي رقم واحد في المجتمعات العربية النفطية قاطبة وبلا إستثناء!!
فمن آبار النفط يولد الإرهاب وبواسطته تدار لُعَبُ محاربته , وبسببه يعيش المجتمع العربي دوامة مفرغة من الصراعات الإستنزافية الإهلاكية الإنقراضية .
وعندما يتم مزج الدين بالنفط فأن أقصى درجات السلوك الإرهابي يتحقق في أرض العرب.
قد يستهجن هذا القول مَن يستهجن , فمنذ إكتشاف النفط , أو بعد أن كشف عن نفسه في حقول بابا كركر العراقية , وحتى اليوم , يعيش العرب في أتعس الأحوال , وهم يمتلكون معظم الثروات النفطية الأرضية , والعلة الجوهرية تكمن في إحتكار النفط من قبل أصحاب الكراسي وإثرائهم الفاحش به , وإستخدامه كوسيلة للحفاظ على وجودهم السلطوي , وإحكام القبضة على العباد , وقهرهم بالحاجات والصراعات والحروب والفاقة والحرمان.
ففي المجتمع العربي أعلى درجات الفقر والإفقار في الدنيا وهي في تفاقم وإنفجار.
فأزمات السكن في كل مكان , وتردي خدمات التعليم والرعاية الصحية والماء الصالح للشرب , وغياب المدارس المعاصرة والنقل المريح وتصريف المياه , وفقدان جمال الطرق والمدن والعمارات في مجتمعاتنا هو السائد , إلا في القليل منها.
ولا يمكن العمل على مشاريع القضاء على الإرهاب وإغفال دور النفط في صناعة الإرهاب.
فبلدان النفط فيها من الفقراء والمعوزين والمحرومين ما لا يمكن تصديقه وقبوله , وفي أغنى الدول النفطية العربية يوجد بشر بلا مأوى وطعام ورعاية صحية , وهناك عشوائيات بائسة قاسية تصنع التعاسة , والقابضون على ثروات النفط يعيشون في قصور مشيدة من المرمر , ويتمتعون بأرقى معطيات الحياة المعاصرة , وكأنهم لا يشاهدون ما حولهم من البؤس والحرمان , والضيم والقهر المروع الشديد.
وأولاد القابضين على النفط وعوائلهم في بروج عاجية , وفي دول غربية وربما في جزر يمتلكونها , وثراء فاحش يبذلونه في بلاد الآخرين , ومن يريد حقه من النفط يتحول إلى حالة لابد من القضاء عليها.
والأطفال في دولنا النفطية يتعلمون في مدارس لا تصلح كزرائب للحيوانات , وكأنهم بهذا يريدون صناعة البشر الإرهابي المشحون بالمشاعر السلبية والأفكار الإنتقامية , التي تولدت عنده بسبب ما يعانيه ويعيشه منذ طفولته.
فقر ما بعده فقر , وقهر ما بعده قهر , وإمتهان للإنسان من قبل أثرياء النفط , الذين جلسوا على كرسي السلطة , وصاروا في عالم آخر لا يحسبون فيه البشر إلا أرقاما.
ووفقا لهذا فأن النفط يصنع الإرهاب , لأن عائدته ليست تحت المراقبة , ولايحكمها قانون وطني , بل هو ملك مشاع للذين في الحكم , فيستأثرون بها على حساب أبناء الشعب ويسخرونها لقتل الشعب , والبقاء في كراسيهم النفطية الفاحشة الثراء.
ولا يمكن القضاء على الإرهاب إلا بوضع العائدات النفطية تحت طائلة القوانين الوطنية العادلة , التي تستثمرها لصالح المواطن , وتسعى لتوفير جميع الخدمات والحاجات الضرورية لصيانة كرامته وحقوقه الإنسانية.
فهل يصح أن تكون دولة نفطية فيها أكبر مخزون للنفط في الأرض , والناس تعيش في مقاساة تتفوق على مقاساة أي مجتمع فقير في العالم.
أيها العقلاء , أيها الحكماء , إن الإرهابي الحقيقي هو النفط , لأنه وقود أمّارة السوء الجالسة على الكراسي!!
وما دام العرب قد فشلوا فشلا ذريعا في تحقيق السعادة الوطنية بثروات النفط , فعلى المجتمع الدولي ان يكون حاسما , ويعيد للقابضين على آبار النفط رشدهم , ويدينهم ويُعلمهم بأن النفط ملك الشعب وليس ملكهم الشخصي أو الحزبي أو العائلي!
فهذا جوهر الإرهاب وأصل جذره وينبوع رفده!!!
د-صادق السامرائي