تمنيتها لبلاد المسلمين
    الجمعة 26 سبتمبر / أيلول 2014 - 21:26
    ياووز عزت
    كنت اتبضع مساء امس المواد الغذائية الضرورية للمنزل من احد المحلات المزدحمة. وحينما وقفت في الصف الطويل  لدفع الحساب كان يقف امامي مباشرة شخص لم انتبه اليه في بداية اﻻمر، ولكن احسست اﻻلفة في ملامحه وصوته بعد ذلك. واردت التأكد من خلال تفحص نظرات الفراد في ذللك الزحام علَ احدهم سوف يلقي اليه بنظرات اهتمام في اقلها متميزة عن نظراته للاخرين. ولكن لم احس باي اهتمام قبيل من ذلك نحوه.فظننت بانني اشتبهت فيه وبان الشخص الذي يتقدمني ليس اﻻ شبيها بمن تصورت. وزادت يقيني في ذلك حينما وصل دوره لدفع الحساب لما تبضع، فقد كانت المحاسبة تعامل معه مثل اي شخص اخر من غير مراوغة وﻻ تملق... ولكن شائت الصدف انه كان قد نسي محفظته في السيارة فاضطر الي اﻻعتذار من المحاسبة اﻻسيوية (ﻻجئة هندية اﻻصل) على ذلك وطلب منها ان تمهله بعض الوقت لكي يذهب وياتي بمحفظته من السيارة و يدفع ما يتحتم عليه دفعه. ووافقت المحاسبة على ذلك وهرع هذا الشخص مسرعا خارجا من المحل نحوا سيارته. ثم اعتذرت المحاسبة بكل ادب مني ﻻضاعة بضع دقائق من وقتي وقالت مازحة انه شخصية الوزير بنفسه مرموقة كما تعلم... حينها فقط تيقنت ان الذي يتبضع بدون حماية ويحمل اغراضه بنفسه ويَعامل مثل اي شخص اخر هو رئيس حزب المحافظين البريطاني الذي كان مرشحا لرئاسة الوزراء في الدورة السابقة ويشغل منصب وزير العمل والمتقاعدين في الحكومة الحالية السيد ايان دنكن سمث... وقد ﻻ يصدقني احد اذا قلت قبل اسابيع فقط من هذا الحدث كدت ارتطم بالسيدة زوجة توني بلير في يوم ماطر حيث كنت مسرعا ﻻتفادى التبلل, وهي كما ثبينت كانث متبضعة تمشي باتجاه منزلها تصاحبها امراة على اﻻكثر كانت افريقية او اسيوية وكما طريقة المصاحبة بينهت ثشير بانهما صديقتان لاغير. ليس هذا فحسب ففي الشوارع المزدحمة في لندن كثيرا ما ترتطم باشخاص ﻻتدري من هم ولكن ﻻشك بينهم من المشهورين من ﻻتتخيل ...
    بيت القصيد ليست هنا ولست اكتب ما اكتب للتباهي اﻻحمق بان الفرص قد سنحت لي ﻻن اكون وجها لوجه مع شخصيات مرموقة مثل اوﻻئك...والله العالم بانني ﻻ احب التملق ﻻحد وﻻ افرق بين البشر على مثل تلك القياسات وانما قياساتي استنادا للحديث ' خيركم عند الله اتقاكم'..
    ولكن ما يثير اسغرابي من كل ذلك هو هل فعلا هذه الشعوب متحظرة الى هذه الدرجة بان العامة ﻻيتملقون للمشاهير وان مرموقيهم يَزاولون حياتهم اليومية كما كان المسلمون اﻻوائل...حيث كان الرسول (ص ) العظيم والخليفاء يتبضعون لانفسهم ويحملون اغراضهم بانفسهم دون تكليف معين او حماية وﻻ خوف من مظر. ام هؤﻻء ليسوا اﻻ مقلدين للمتحظرين كالقردة..فتعاملهم في بلدانهم يختلف مع الاخرين بل يتحولون الى وحوش في بلدننا واﻻ فكيف يتسببون في الدمار الهائل الذي احدثوه في الدول الفقيرة والنامية مثل العراق وغيرها. وانه ﻻ يمكن لوم احد حتى داعش بالدمار الذي يلحق بالعراق اكثر من اﻻنكليز واذنابها من اللذين بذروا بؤر الفساد في العراق بعد احتلالهم لها وتمزيقهم للجسد اﻻسلامي.. اما قادة العرب ففي هذه البلدان يتحولون الى اغنام والعاقل يفهم!
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media