صاحبة الجلالة داعش ملاذ للمراهقين وورقة مالية رابحة دوليا
    الأحد 28 سبتمبر / أيلول 2014 - 04:17
    جينا العمو
    صحفية عراقية مقيمة في بريطانيا
    عندما تتوارد الأخبار وتجتمع الدول وتعقد التحالفات يفرض الحدث نفسه ليتم التساؤل عن عظمة وجلالة تنظيم داعش البربري والهمجي بنهجه و بأفعاله التي لم نسمع منها ما يحمد.
    في الأمس القريب استوقفتني كلمة حرص رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان يكررها وهو يدعو مجلس العموم للموافقة على توجيه ضربات جوية ضد معاقل التنظيم في العراق, كاميرون كان يسعى للحد من المقارنة بين تنظيم داعش الذي يتبنى لفظ الدولة الاسلامية ليجعل كاميرون كلما اقترب من ذكر مجازر داعش عاد ليذكر بان "الدين الاسلامي العظيم" لفظة لم ينتبه لها الكثير لكنها تشير الى اعتراف من الدول التي تشن الحملة ضد داعش ان هذا التنظيم البربري لا يمت للدين الاسلامي بصلة.
    جلالة داعش التي حركت اكثر من خمسين دولة مدعومة بقوات جوية لعظمى الدول الأوربية ومن بينها الأسطول الملكي البريطاني، هل تستحق داعش، ان يصرف على عبثها وهستريا القتل الذي تنتهجه من قبل واشنطن فقط ٥٠٠ مليون دولار وتدريب قوات وتسليح بمليارات وإزهاق أرواح أبرياء بالآلاف .
    أليس القول بقوة داعش وترهيبه هي ضرب من الخيال الاعلامي الذي منح هذا التنظيم اسم وشهرة ومقدرات معنوية للاستمرار، حرب لأ يبدوا انها عسكرية فقط وإنما إعلامية بامتياز، أدواتها التكنولوجية واللوجستية مهيأة على بساط من ذهب، الا يتسأل البعض كيف تنقل داعش أموالها وكيف تقوم بعمليات شراء لأسلحة والاهم من يشتري النفط من داعش مصدر التمويل الأهم لها، الكثير يعلم ولكن لا يتحدث اما مستفيد او يدفع ضرر محدق به، من يتفاوض مع داعش وكيف تسلم الأموال المهولة مقابل إطلاق الرهائن أليست هي ذاتها الحكومات الغربية التي يضمها التحالف الدولي ولماذا لم نعد نسمع شيء عن تنظيم القاعدة اليوم ، هل داعش هي اللعبة القادمة وان الحديث عن سنوات للقضاء عليها يجعلنا نفكر بالمستقبل المظلم الذي تذهب له المنطقة ام ان الاقتصاد العالمي يحتضر وان مخازن السلاح العالمية بحاجة  الى تفريغها بحرب عالمية ثالثة، واقف هنا  لأتذكر موقف مر بي بتركيا خلال زيارة عمل عام ٢٠١٠ عندما دعانا احد  المجتمعين لزيارة مصنعه وبالفعل توجهنا وإذا بنا نقف في حي متواضع جداً والأطفال يلعبون في الشارع والحياة من حولنا طبيعية لدرجة انني لم أتخيل ان يكون لأي عنف مكان في هذه المنطقة، لكن تخيلات لم تكن تنسجم والواقع السبب ان احد المخازن الكبيرة فتح أمامنا للدخول دخلنا ولم نفهم ما يقومون به وإذا بهم يصنعون رشاشات وبأعداد ضخمة انتقدت تواجد معمل من هذا النوع في حي مدني كما انتقدت انتاج السلاح بهذه الكميات الجنونية.
    يبدو ان ما لم أكن أدركه ذاك الوقت اليوم نعيشه بطريقة أوضح، فتجار العالم يعلمون ان الحرب قادمة في المنطقة وأن السلاح منتج مرغوب فيه في دول مجاورة تستعر نيرانها بشكل تدريجي. وان القابل من سنوات المنطقة موسوم بالدم.
    كل هذه الامتيازات لجلالة داعش ولا يزال البعض يتسأل عن الدوافع التي تأخذ بشاب بريطاني الى أراضي صحراوية بوهم الجهاد.
    نساء سبايا وأرض محروقة وهكتارات من العبث الجنوني بآثار وتراث ومقدارات بلدان عربية عمرها الآلاف السنين انها ذروة الشغف التي تلهب مراهق باحث عن مغامرة لا يتسع عقله لبحث ومناقشة اثارها وتداعياتها.
    ان ما يحدث ماهو الا لعبة تدوير الموارد المالية والبشرية من جديد في المنطقة لإعادة صناعة واقع جديد مادته الأولية المصالح الاقتصادية للغرب والسياسية لمحاور الشر المتصارعة في المنطقة والتي لن تتردد بدفع كل ما لديها لمخازن السلاح في العالم لتحقق أفكارها العقيمة وتطلعاتها الدامية في المنطقة.

    جينا العمو
    المملكة المتحدة - لندن
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media