ما يطلبه المثقفون من وزير الثقافة الجديد !
    الأحد 28 سبتمبر / أيلول 2014 - 11:54
    يوسف أبو الفوز
    قدم الاخ أحمد جبارغرب سؤالا لمجموعة من المثقفين، لاستطلاع نشرته صحيفة الزمان الاحد 28 ايلول ، وكان هذا جوابي الكامل :
    أن وجود وزير جديد، من القومية الكردية، وكونه صحفي محسوب على  المثقفين عموما، يدفعني للتفاؤل قليلا ، فهو يفترض ان يكون وزيرا لكل العراقيين وليس وزيرا للشعب الكردي فقط، او لحزبه الاتحاد الوطني الكردستاني، كما عرف عن سلوك معظم الوزراء خلال الحكومات السابقة وفق آليات المحاصصة، مما تدفع الوزراء للتحزب والتخندق الطائفي والقومي ، وان هذا الامر ربما يدفعه للاجتهاد وبذل المزيد من الجهود للنهوض بواقع الوزارة المتردي . واملي ان لا يعتبر وزارته وزارة هامشية، او غير سيادية ، فمع كل احترامي لشخصه فأن كان أهلا لمهمته وهي جسيمة، سيدرك ان ليس غير المثقف العراقي قادر على دعم الدولة لانجاز وبفعالية ومن جديد مهمة بناء العراقي الذي خربته سنوات ديكتاتورية صدام وما تبع من سنوات احتلال واحتراب طائفي، فيجب ان يعمل بروح سيادية معبرا عن كون الثقافة هي المفتاح الذهبي لابواب التطور ونهوض اي شعب. واملي ان يحارب وبنزاهة كبيرة الفساد المالي والاداري المستشري في وزارة الثقافة ومؤسساتها ، واذا كان قد صرح بأنه "لا يمكنه القيام بمعجزات "، فهو ان حارب الفساد فهذه ستكون معجزته وعصاه السحرية لينجز الكثير، وبدون ذلك ــ ومع الاحترام لشخصه ــ سيكون واحدا من قطع الدومينو التي سبقته في  لعبة السياسة . ان المثقف العراقي ليس بحاجة الى فتات الدعم المالي لاسكاته كرشوة، ان الوزارة بحاجة لانشاء مجلس للثقافة والفنون يأخذ على عاتقه تنفيذ مشاريع تكفل للمثقف احتراما وتقديرا لجهدة وابداع وشخصه. اضافة الى وضع خطط تحمي الثقافة العراقية وصروح الثقافة ، وتنشط وتشجع الفنون والاداب بكل الوانها وترصد لاجل ذلك ميزانيات انجازية وفق أليات شفافة لا يمكن سرقتها والتلاعب بها وفتح الباب للتعامل  والانفتاح على ثقافات الشعوب ، وبث روح التأخي بين مكونات الشعب العراقي من خلال النشاطات الثقافية المتنوعة المشتركة ، فالثقافة العراقية واحدة بلغات متعددة. وفي بلد مثل فلندا حيث اقيم من سنوات طويلة ، كل سنة في الاحتفال بيوم العيد الوطني للبلاد ، يستقبل رئيس الجمهورية  في القصر الرئاسي المبدعون والرياضيون واصحاب الانجازات الفكرية والعلمية والرياضية والاجتماعية وفي اخر الصف يدخل السياسيين . ان الدول المتحضرة تعرف برقيها من خلال احترامها للمثقف ، فالثقافة سلوك حياتي والمثقف جدير بخلق ذلك من خلال رعايته والاهتمام به وابداعه .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media