الحسني مرشّحاً للـ"دفاع" من حزب "اسلامي" يعتبر قصف "داعش" مؤامرة على "السنة"
    اعتبر النقيب ان القصف يهدف الى انسحاب "داعش" من المدن تمهيدا لاحتلالها من قبل المليشيات المسلحة التي نعتها بـ"الطائفية"
    الثلاثاء 30 سبتمبر / أيلول 2014 - 15:08
    بغداد (المسلة) - اعتبر فيصل النقيب الذي يقول عن نفسه في حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بانه "قيادي" في الحزب الاسلامي العراقي، ان القصف الامريكي على معاقل تنظيم "الدولة الاسلامية" الارهابي، هو "مؤامرة" على اهل "السنة" في العراق، في تحليل يفتقر الى المنطق السياسي، بحسب مراقبين للشأن السياسي والامني العراقي.

    واعتبر النقيب، في صفحته التي تعج ببيانات الحزب وفعالياته السياسية، ان القصف يهدف الى انسحاب "داعش" من المدن تمهيداً لاحتلاها من قبل المليشيات المسلحة التي نعتها بـ"الطائفية"  .

    وبدا النقيب "ضمنا"، وكأنه يفضّل بقاء "داعش" في المدن، على تحريرها، على يد قوات الجيش العراقي وفصائل الحشد الشعبي.

    وتزامنت تصريحات النقيب، مع محاولات محلية ومساع اقليمية، لاعادة تأهيل "الحزب الاسلامي" العراقي، الذي خسر الكثير من شعبيته في المرحلة السابقة، وتخلت عنه رموزه التقليدية في خطابها وفعالياتها السياسية على رغم انها مازالت منضمة اليه "شكلا"، وتعتبر نفسها حاملة لعقديته السياسية والفكرية.

    وتجلت ملامح اعادة تأهيل الحزب، في السعي الى العمل على تبوأ رموزه، لمناصب سياسية مهمة في الحكومة العراقية الجديدة،

    اذ سوّق نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي، لتنصيب "الاسلاموي" العراقي من المكون التركماني والمدعوم من تركيا، حاجم الحسني، لتولي منصب وزير الدفاع.

     و رحب التنظيم الدولي للاخوان المسلمين في العالم باختيار قائمة "متحدون للاصلاح" للعضو السابق في الحزب الاسلامي واحد المقربين من المرشد الدولي يوسف القرضاوي، مرشحا لوزارة الدفاع.

    وقال متحدث باسم القرضاوي في بيان له على تويتر ان "الانباء التي ترد من العراق ونية الحكومة الجديدة اختيار الشيخ حاجم الحسني مرشحا لوزارة الدفاع العراقية تبعث على الارتياح وان التنظيم يدعمه بقوة لتولي هذه المهمة.

    ويعرف عن الحسني انه من ابرز قوى "التشدد السني" ويتمتع بعلاقات وثيقة مع القيادات الاخوانية في مصر وتونس.

    غير ان مراقبين للشأن العراقي يرون ان ترشيح الحسني الذي كان نائبا في "ائتلاف دولة القانون" وناطقا رسميا باسم "الائتلاف"، بانه تحقيق لهدف تركيا باختراق الحكومة العراقية الجديدة، من خلال شغل منصب مهم فيها من قبل شخص كان ينتمي لجماعة "الاخوان القريبة من حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

     الى ذك فان محللين سياسيين يرون ان تيارات "الاسلام السني السياسي" لاسيما "الحزب الاسلامي" يعاني من الاحباط جراء سحب البساط من تحت قدميه من قبل سياسيين تحولوا الى "علمانيين" وكانوا الى وقت قريب، اعضاءً فيه قبل حصولهم على المكاسب والمناصب..

    وتراجعت شعبية "الحزب الاسلامي" منذ نتائج الانتخابات النيابية في 2010، ما دفع قيادة هذا الحزب لابتكار تكتيك جديد وذلك بإنشاء كيانات تحمل عناوين واسماء ذات دلالات وطنية عامة للتمويه على ارتباطها الاصلي بجماعة "الاخوان المسلمين" التي يمثلها تنظيميا في العراق "الحزب الاسلامي".

    بل ان هناك من يرى ان قائمة "متحدون" في الاصل هي الممثل النموذجي للحزب الاسلامي، قبل ان تخرج هذه القائمة عن سيطرة الحزب والخارطة التي رسمها قادة الحزب لها.

    ويمثل سياسيون عراقيون من مثل اياد السامرائي ورافع العيساوي وسلمان الجميلي وسليم الجبوري وعمر الهيجل وآخرين من قادة "الإخوان المسلمين" في العراق، الذين ائتلفوا في "متحدون"، باعتبارها النسخة العصرية لأحزاب الاسلام السياسي السني

    يذكر ان حاجم الحسني شغل منصب عضو المكتب السياسي للحزب الاسلامي العراقي، ثم قدم استقالته من الحزب فيما بعد.

    وقام بتشكيل قائمة مستقلة أطلق عليها اسم "القائمة الوطنية" والتي ائتلفت مع القائمة "العراقية" برئاسة أياد علاوي، وسميت القائمة الجديدة "القائمة الوطنية العراقي".وفي 2008 انسحب من القائمة "العراقية" وانضم الى رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في ائتلاف "دولة القانون"، واختير ناطقا رسميا باسمه.

    والحسني يعرف عنه انه براغماتي ووصولي في السلطة , حيث جاء الى العراق مع "الحزب الاسلامي "ثم رفض الامتثال لقرار الحزب بالانسحاب من الحكومة وبقي وزيرا في حكومة بريمر ثم التحق بغازي الياور وشكلا حركة ما لبثت ان فشلت لينتقل من اقصى اليسار الى اقصى اليمين.

    الى ذلك، رد ناشط مدني في مدونة على القيادي في الحزب الاسلامي، النقيب قائلا بان على "المدن التي تحولت الى حواضن ارهابية ان تبعد التنظيمات الارهابية عنها بدلا من التباكي من دخول فصائل الحشد الشعبي والجيش العراقي اليها".

    واتهم الناشط، النقيب و دواعش سياسيين باللجوء الى العنف والاستعانة بالتنظيمات الارهابية لتعزيز مواقفهم السياسية والتخلي عن الطرق السلمية والاساليب الديمقراطية التي أتاحها القانون لتحقيق المطالب واخذ الحقوق.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media