غريبة جدا ان نسمع من السيد دايفد كامرون رئيس الوزراء البريطاني استنهاض الهمم لمقاتلة داعش  وبدا وكأنه شيخ من شيوخ العشائر العربية من بطن مكة وربما نكون بذلك قد وصلنا الى طريق مغلق ان نتفاهم كعشائر عربية من سلالة عدنان وقحطان كما نسمي ذلك في اشعارنا واناشيدنا العربية وكيف لا ونحن نسمع ونشاهد بل نلمس ذلك بشكل مادي ان بعض العشائر العراقية في المنطقة الغربية تطلق على عشائر الوسط والجنوب بالصفوية وهذه الثقافة لم تأتي من فراغ وانما جاءت متراكمة بسبب سياسات النظام البعثي السابق الذي زرعها بقوة في نفوس البعض من تلك المناطق غرب وشمال العراق ولم تكن لتظهر لولا سقوط النظام السابق حتى ظهرت بقوة في الفترة الواقعة منذ العام 2006 والى يومنا هذا وهو الامر الذي ترتب عليه ان تكون الديمقراطية مجرد حكاية سياسية نضحك بها على انفسنا لأننا دخلنا في نفق المحاصصة نتيجة هذه التغذية الطائفية المقيتة التي زرعها صدام في نفوس الكثير من ابناء الشعب العراقي .

لو اراد السيد كامرون ان يفهم واقع بعض العشائر التي ارتضت لنفسها الهوان على يد داعش وغيرها من التنظيمات الارهابية طيلة السنوات التي تلت سقوط النظام السابق وبعد ان فقدوا سلطتهم وتمكنهم من رقاب سيجد حتما ان المعادلة صعبة ولا يمكن لتلك العشائر ان تنتفض ضد داعش طالما انها متورطة بدماء العراقيين الا في حالة واحدة سيجد امثال هذه العشائر اول المقاتلين لداعش فيما لو اعطيت السلطة والقرار في العراق بالكامل وتعود الرياح باشرعتها الى محطات سفنهم وغير ذلك فلا يمكن .

ولكن في المقابل لا نريد ان نجعل من مساعي السيد كاميرون سوداوية وضبابية فقد يكون الرجل يخاطب بعض العشائر الشريفة فلن تخلوا الساحة من هؤلاء وليس كل من في المنطقة الغربية هو على اهواء النظام البعثي او مقتنع به تماما وانما لدى تلك العشائر حب للوطن ولديها حمية عشائرية وشيمة عربية لا تسمح لهم بالقبول بمثل هذه الحثالات من داعش ومن لف لفها وهؤلاء في الحقيقة من يعول عليهم كجهد اضافي الى الحكومة العراقية والقوى الامنية من ابناء الجيش العراقي وربما هذا ما قصده دايفد كاميرون عندما قال (أعتبر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أن القضاء على تنظيم "داعش" بحاجة إلى وقوف القبائل السنية العراقية مع الحرب ضده لتكون جزءاً من استراتيجية شاملة يشارك فيها جميع الأطراف.

وقال كاميرون "بالطبع كان هناك مناسبات هدد فيها تنظيم داعش المجمعات المسيحية والإزيدية والمسلمة كذلك، نحن بإمكاننا ضرب داعش ووقف حركته، وهذا ما فعلناه لحماية الخطوطة الكردية وغيرها، لكن ما أقوله هو ننا بحاجة إلى انتفاضة من القبائل السنية لرفض هؤلاء المتطرفين". ) فعلا العراق بحاجة الى انتفاضة سنية تساند الانتفاضة الشيعية من المخلصين وليس الخونة الذين اظهرتهم اشرطة الفيديو كيف ساقوا المئات من الشباب الى هضاب الموت والقتل الجماعي وهي ذاتها سياسة البعث الاجرامي الذي خلف مئات المقابر الجماعية.