سنجيبكم ...يا رئيس الاقليم ... لماذا لم تتم دعوتكم لمؤتمر لندن ...!!!
    الثلاثاء 27 يناير / كانون الثاني 2015 - 20:44
    أ. د. حسين حامد حسين
    بسبب ان السيد رئيس الاقليم ينظر الى نفسه وكأنه أحد "زعماء" العالم الكبار، فان الغضب الذي اجتاحه  لعدم دعوته الى اجتماع لندن كان تأكيدا على ان الرجل يتعامل مع الحياة واحداثها ، وخصوصا مع حكومة العبادي ، على اساس مبدأ القوة و"العفرته" والاعتقاد ان (كل مدعبل ...جوز) ...!!!
    فالسيد رئيس الاقليم وان كنا نجده مهيمنا على مقادير حكومة العبادي المنبطحة له ولغيره ، وخصوصا بعد ان نجح هو و رفيق دربه "الحميم" السيد عمارالحكيم ، على تعطيل الدستور والانقلاب على الشرعية وازاحة الحكومة المنتخبة ، وما تبديه له حكومة العبادي من اذعان في دفعها مليارات الدولارات كتعويضات للاقليم كمبادرة على "حسن النية" !!، بعد قيامه باحتلال كركوك ومدن عراقية اخرى، يقابل التصريحات المهينة ، صمت حكومي مهين . كل ذلك وغيره، أغرق قد رئيس الاقليم في وهم غرورأعمى بحيث اعتقد ، انه قد حقق لنفسه ما سيجعله قادرا على جعل العالم يعتقد انه أصبح "المفتاح" السياسي لمصير العراق من اجل كل دولة تطمح ان تجد لها مصالحا "دسمة" وسهلة من خيرات العراق. فما على تلك الدول ، سوى ان تقوم بالاعتراف بالاقليم "كقوة رئيسية" ، قادرة على ادارة شؤون الحكومة العراقية الرسمية ، ومستعدة للتفاهمات المطلوبة حول مستقبل العراق ، ذلك ان الحكومة قد وضعها في "جيبه"...!!
    ولكن ، السيد رئيس الاقليم الذي تهيمن على ذاته دوافع مبدأ الاحتفاء بالقوة ، لا يعبئ  لفهم ان الديمقراطيات الحقيقية للشعوب في دول العالم قد بناها السياسيون الوطنيون، كهؤلاء الذين ضمهم مؤتمر لندن الاخير، باخلاقهم وقيمهم الوطنية وتجردهم من الانانيات ، وبمبدئية وعفة وتعاون وتفان بين بعضهم البعض ، وان هؤلاء المؤتمرون لم يخونوا شعوبهم أو يستغلوا احداث عاديات الزمن على اوطانهم ، فيقوموا باحتلال مدن في اوطانهم ، أو يضطهدوا الاقليات ، او يهجروا الاطفال والنساء من بيوتهم ومدنهم ، كما فعل رئيس الاقليم ، الذي إغتنم ظروف فوضى الغزو لارهابي لداعش واجتياحهم المفاجئ للموصل وصلاح الدين وديالى والانبار، ليهرع لاحتلال كركوك والمدن الشمالية الاخرى!!. ولكن ، عندما يوجه السؤال لرئيس الاقليم عن عدم شرعية احتلاله لتلك المدن العراقية ، لا يتورع عن الاجابة ( ان الجيش العراقي قد انسحب منها وان البشمركة دخلت لحمايتها...!!) ... ولكن ، وبعد اسبوع من ذلك التصريح ، يصرح السيد رئيس الاقليم ثانية : (ان البيشمركة سوف لن تخرج منها، وان على الحكومة الاتحادية التعامل مع الواقع بعد احتلال كركوك"... !!! فمرحى لكم أيها "الصدوق" ...يا "سيادة" ... رئيس الاقليم ...!!! .  
     ثم بعد كل هذه الاعمال المتسمة بارهاب البشمركة للوطن العراقي وشعبه، يتوقع السيد رئيس الاقليم ، ان تقدم له الدعوة لحضورمؤتمر لندن؟؟؟
    هل فهمتم رسالة المؤتمر يا رئيس الاقليم ؟ وهل أدركتم أن عدم دعوتكم لحضور المؤتمر،هو بسبب ان المشاركين في المؤتمريعتقدون ان الاقليم ، كان في حقيقته جزءا من ذلك الارهاب الذي اجتمعوا من اجل مقاتلته ، والذي يخشونه على شعوبهم ؟ وانهم ، ربما لا يجدون حرجا من النظر الى الاقليم كجزء من هذه المؤامرة الكبرى على العالم لتحطيمه.
    فهناك حقائق لم تنسى بعد . من بينها ، ان البشمركة ما كانت لتقاتل داعش ، لولا اضطرارها لذلك. فقد كان موقفها في البداية أنها أخذت موقف "الحياد " والجلوس على التل ضد ارهابي داعش. ففي الايام الاولى من احتلالها لاجزاء من العراق ، كانت البشمركة تقف في الجانب الاخرعلى بعد مرمى حجر من الدواعش. ولكن المشكلة التي حصلت بين الطرفين، هو ان الدواعش ، كانوا يطمحون بالسيطرة على نفط كركوك لاستخدامه لتمويلهم، الامر الذي جعل من هدفهم ذاك تهديدا لوجود الاقليم الذي احتل كركوك قبل ان يصلوا هم اليه ، فاصبح القتال اضطرارا امام البشمركة ، وكانت تلك الحقيقة شاخصة أمام مؤتمرلندن . فتلك الحقيقة تعني ، انه كنت هناك "تفاهمات" بين البشمركة والدواعش، ولكن المصالح كانت أقوى من كل التفاهمات. فالحقيقة كانت تشير، أن لا فرق بين قواتكم وبين "عصابات" داعش الارهابية في الجريمة نفسها في احتلال الاراضي العراقية ، تماما ، كما فعلت البشمركة باحتلالها للاراضي العراقية لكركوك وغيرها. فهل ادركتم ألان لماذا لم تتم دعوتكم لحضور المؤتمر...؟؟؟
    لقد أثبتم يا رئيس الاقليم لجميع من حضر اجتماع لندن ، ان الاقليم يمثل خطرا على العراق ، مثلما تمثل داعش خطرا على العالم . وان خطورة الاقليم هذه قد بانت بشكلها الاساسي باحتلالكم لاراضي العراق وانتم جزءا من شعبه. وهذا يعني ، انكم لا تختلفون كثيرا كمعتدين عن الدواعش ، أو عن اسرائيل . وانكم لا تحترمون وطنكم العراقي ، وان العراق لا يهمكم بشئ ، وأن ما يغدقه عليكم به من مليارات، انما تعتقدونه خوفا منكم !!! وان كان قتالكم ضد داعش ، هو مسألة اضطرار لدفاعكم عن انفسكم لا غير. فقد أثبتم ومنذ سنين ، انكم لا تعترفوا ولا تبالوابهذا الوطن الذي أنتم جزءا منه . وانكم يا رئيس الاقليم تترفعون عن انتماؤكم له ولعراقيتكم ، ولا تتورعوا ولا تترددوا باهانة هذا لوطن وألاسائة الى ملايين العراقيين . ألستم انتم من تبنى عقد مؤتمر البعثيين المشبوه قبل فترة وجيزة ، والذي دعيتم فيه كل الانجاس من البعثيين والموتورين والاخساء ، لكي يدافع اعلامكم عنهم "كمظلومين" يطالبون "بحقوقهم" في اسقاط النظام العراقي القائم وعودة البعثيين ثانية ؟؟؟  ألستم انتم من تؤون هؤلاء المجرمين في فنادق أربيل المريحة ، ودعمهم ضد العراق ؟
    فكيف بعد كل ذلك ، تتوقعون ان مؤتمر لندن والذي تمثل معظمه دول العالم المتحضر، ان يدعوكم لحضوره ، أويعتبرونكم جديرون بالثقة ، أومنحكم "الشرعية" لتمثيل الدولة العراقية وانتم ماضون في محاولات الهيمنة على الحكومة الاتحادية ، بينما أعلام سفارات هذه الدول ترفرف فوق بغداد.....!!!  فعلى الرغم من خنوع الحكومة، ولكن ، هل سمعتم يوما أنه كان لعشيرة أكثر من شيخ واحد؟؟؟!!!   
    وعلام هذا الغضب يا رئيس الاقليم ، ولم استيائكم من عدم دعوة الإقليم للمشاركة في المؤتمر، من اجل "التعبيرعن واقعكم" كما تصرحون؟
    وما هو هذا الواقع الذي تحاولون التعبيرعنه؟ هل ستحدثون المؤتمرعن سرقة النفط وبيعه لتركيا وايران؟ وهل ان مواقفكم مع الشعب العراقي تشرف المتحدث عنها؟ ألستم انتم من أضاع صواب الحكومات المنتخبة في العراق من خلال ابتزازكم وتعنتاتكم وانانياتكم وجحودكم لليد التي تطعمكم ، وتتقاسم رغيف الخبز معكم ، وتؤثركم على الملايين العراقية التي تعيشون من خيراتها؟
    ولماذا لا تتحرجون من انفسكم عند التجاوز على السيادة العراقية والتي تغدق عليكم بالمليارات تحت احرج الظروف التي يمر بها الاقتصاد العراقي اليوم، فتتقولون أنه" يحزنكم أن تكون الشهادة والتضحية من نصيب شعب كردستان ويكون الاعتبار لأناس "آخرين"؟ الا تخجلكم هذه الافتراءات ؟ فقولوا لنا يا رئيس الاقليم ، اليست القوات العسكرية والحشد الشعبي هم الذين يقاتلون ويستشهدون دفاعا عن العراق؟ ام انكم تعتقدون ان "الايرانيين" أو العرب ، هم من يقاتلون عن العراق؟؟؟   
    أم أن الائتلاف الدولي في كثافة ضرباته الجوية على داعش في مناطق كردستان العراق التي هي أكثر كثافة وأعظم في الضربات على المناطق التي تقاتل بها القوات العراقية والحشد الشعبي ، قد منحكم ألسنة حدادا فتعتبرون قوات بيشمركة كردستان "القوة الرئيسية والمؤثرة" التي "تواجه وبشكل مباشر" الإرهاب العالمي على أرض الواقع !!؟؟".

    وختاما ، اذا ما أردتمونا هنا أن نكون أكثر صراحة معكم ، فلا يهمنا ان نقول أيضا ، إن لو حكومة العبادي كانت تهمها كرامتها وكرامة العراقيين فعلا ، لما سكتت على تجرأكم بوصفها بقولكم "أنه لا يحق لأي كان أن يمثل الإقليم لإيصال صوته في المؤتمرات والمنتديات الدولية...!!!"
    أليست هي هذه نفس الحكومة التي تعيشون من خيراتها ، فتسيؤون لها وتطعنونها من الخلف ، بل ولا يهمكم توجيه الاهانة اليها بهذا الوصف المتدني ؟؟؟!!!...
    (تجربة الدنيا وافعالها حثت أخ الزهد على زهده 
    لو عرف الانسان مقداره لم يفخر المولى على عبده)...

    حماك الله يا عراقنا السامق...
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media