البغدادية للسمسرة عنوان
    الأربعاء 28 يناير / كانون الثاني 2015 - 21:00
    وسام نعمان
    في العراق الجديد اخذت حرية الراي والتعبير التي كفلها الدستور حيزا مناسبا من المساحة وعلى كل الصعد اذا تحدثنا عن الصحافة المكتوبة او المسموعة او المرئية او الالكترونية وحتى اعلام اللافتات والكتابة على الحائط ناهيك عن ان تقول في اي وقت ما شئت ان تقول. لكن هذه الحرية والتي كفلها الدستور ينبغي ان تضبط بضوابط لا تنافي الذوق العام من جهة وعدم التبلي والاتهام بالباطل من جهة اخرى، والشئ الثالث المهم عدم بيع القلم من قبل الكاتب لاي شخص كان وخاصة اذا جانب الصواب وفق قاعدة عقلي ليس للبيع.

    لكن الواقع المعاش اليوم يروي روايات غريبة عجيبة فالصحف مملوكة كما الاذاعات والفضائيات فقناة افاق بالتاكيد هي لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي، كما ان قناة الفرات للسيد عمار الحكيم، والبابلية للدكتور صالح المطلك، والشرقية لمن يدفع اكثر، واخيرا البغدادية التي من المفترض انها تتبع للسيد مقتدى الصدر لكنها مارست انتهازية اكثر من الشرقية فاصبحت بحق للسمسرة عنوان.

    وانت تتابع البغدادية بكل برامجها من يسعد صباحك يا عراق الى استوديو التاسعة عبارة عن تمجيد وتبجيل للقائد الاوحد وللشخص الفريد من نوعه ولوحيد العصر والزمان عون الخشلوك والحمد لله لم يقولوا رضي الله عنه او قدس سره.

    ان الاعلام مدفوع الثمن للشخص الدافع اعلى الاجور اصبح لا ينطلي على ابناء الشعب العراقي فممارسة العهر الاعلامي والسمسرة في لباس ثوب الوطنية الزائف من القصص التي تطالعنا بها البغدادية صباح مساء. بالامس العبادي (ومن الحب ما قتل) وهو اللقاء الذي جرى بين الطرفين في مصر، الى دعوة الرئيس معصوم والتطبيل والتزمير لها في كل يوم عشرات المرات، وفي كل هذا وذاك تسويق وعرض لوحش الشاشة عون الخشلوك.

    ان المتابع المنصف للبغدادية يرى اجندات خاصة يحاول الخشلوك تمريرها بين السطور ليسوق حاله للشيعة والسنة بل حتى للمسيحيين والاقليات الاخرى، واصبح ستوديو التاسعة محطة مدفوعة الثمن يترأسها البطل عون الخشلوك ليسوقه الحمداني في كل حلقة من حلقات برنامجه بطريقة القائد الضرورة بعد ان كان يسوق غيره اكثر منه.

    للاسف في العراق اليوم من يدفع اكثر يلمع وجهه اكثر فابو مازن من تلفظه الارض لكذبه وخداعه اصبح احد من يظهر على البغدادية وكذا ناجح الميزان والصميدعي وغيرهم كثير وهم اكثر من ان يحصوا، واصبحت هذه الالة الاعلامية تؤكد سياستها المرسومة وهي تخويف هذا الطرف او ذاك حتى لو كان بالباطل.

    ما عرفنا الاعلام عبارة عن انتهازية، ولم نعرفه على انه خداع وتمويه، ولم نعرفه تزييفا للحقائق بل عرفناه مراة للحقيقة ولسان حال ابنائها وليس لسان حال السيد عون الخشلوك بصفته الواحد الاحد.

    في المقابل اصبح ستوديو التاسعة بمقدمه البعثي انور الحمداني سوقا للبيع والشراء فلم يفتح فيه ملف ايجابي بل كل الملفات سلبية وفيها باطل واضح كما ان فيها جزءا من الحقيقة.

    العراقيون اليوم اوعى من ذي قبل واجندات الخشلوك المشبوهة والتي يسوقها انور الحمداني وعبد الحميد الصائح وعماد العبادي ونغم عبد الزهرة ونجم الربيعي وغيرهم من المقدمين اصبحت مسرحيات وتمثيليات ومسلسل سرعان ما سنشاهد منه الحلقة الاخيرة ولعل اغلاقها في المرة الاولى كان مؤشرا لعدم مقبوليتها الاقليمية بانتظار عدم مقبوليتها داخليا وربما قريبا.

    هنا نحيي اصحاب الاقلام الشريفة والمستقلة وهم كثر ونشجب ونستنكر الاستخفاف بالعقل العراقي الذي تمارسه البغدادية والايام كفيلة باثبات ما ذكرت.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media