العمل هو سر الحياة
    السبت 31 يناير / كانون الثاني 2015 - 05:19
    سيد صباح بهبهاني
    المقدمة|
    حث الإسلام  على العمل وحارب الكسل والاتكالية  ودعي إلى الجد
    وبذل الجهد من اجل تحصيل الرزق والانتفاع  بطيبات الحياة  وأعمار الأرض

    وإصلاحها . وقد ضرب الرسول (صلى الله عليه وآله) وخلفاؤه رضوان الله عليهم

    أروع الأمثلة في الجد  وممارسة العمل والنزول إلى ميدان  الحياة

    فلم  يستخفوا بالعمل  ولم يحتقروا العاملين ، بل كرموا العمل والعاملين

    واستنكروا الخمول  والا تكالية والكسل ، لأن العمل في عرف الإسلام هو بذل

    الجهد  من اجل إشباع حاجة إنسانية محللة .. وهو ضرب  من ضروب العبادة

    وتحقيق لإرادة الله وحكمته في الأرض  والسعي لبناء وفق مشيئته تبارك وتعالى

    ..ولكي يحقق الإسلام فكرته هذه جعل إشباع الحاجات الشخصية واجبة من حيث الأساس على

    الإنسان نفسه ،لكي لا يتوانى عن الكسب ومباشرة العمل بنفسه ولذلك وضعت الشريعة

    الإسلامية فروض ..على إعطاء الزكاة للفقراء القادرين على العمل والكسب ..إلا إذا

    خرجوا للكسب ولم يحصلوا على شئ ..فان هو عجز عن توفير حاجاته كاملة  انتقلت

    مسؤولية  إشباع هذه الحاجات  إلى الداخلين معه في علاقات النفقة

    والتكافل  كالآباء  والأبناء والأرحام فإذا  تعذر النهوض بمسؤولية

    الكفالة هذه وإشباع الحاجات  الضرورية انتقلت المسؤولية إلى المجتمع ..أو

    الضمان الاجتماعي للدولة .

    التفاصيل |

    بسم الله الرحمن الرحيم

    المقدمة| ﴿فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل

    الله﴾. الجمعة

    10

    (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا

    في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور) الملك /15

    (هو أنشأكم من

    الأرض واستعمركم فيها ) هود/61

    بعض وصايا النبي الأكرم لأباذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه

    يا أباذر: اخفض صوتك عند الجنائز وعند القتال وعند القرآن

    يا أباذر: إذا تبعت جنازة فليكن عقلك فيها مشغولا بالتفكر والخشوع واعلم أنك لاحق به .

    يا أباذر: اعلم أن كل شئ إذا فسد فالملح دواؤه فإذا فسد الملح فليس له دواء. واعلم أن فيكم خلقين: الضحك من غير العجب، والكسل من غير سهو .

    يا أباذر: ركعتان مقتصدتان في التفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه

    يا أباذر: الحق ثقيل مر والباطل خفيف حلو. ورب شهوة ساعة توجب حزنا طويلا

    يا أباذر: لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس في جنب الله أمثال الاباعر ثم يرجع إلى نفسه فيكون هو أحقر حاقر لها .

    يا أباذر: لا تصيب حقيقة الأيمان حتى ترى الناس كلهم حمقى في دينهم وعقلاء في دنياهم .

    يا أباذر: حاسبك نفسك قبل أن تحاسب فهو أهون لحاسبك غدا. وزن نفسك قبل أن توزن، وتجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا تخفى منك على الله خافية .

    يا أباذر: استح من الله، فإني والذي نفسي بيده لا أزال حين أذهب إلى الغائط مقنعا بثوبي أستحي من الملكين الذين معي .

    يا أباذر: أتحب أن تدخل الجنة ؟ قلت نعم، فداك أبي، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): فاقصر من الأمل، واجعل الموت نصب عينيك. واستح من الله حق الحياء، قال: قلت: يا رسول الله، كلنا نستحي من الله، قال: ليس ذلك الحياء ولكن الحياء من الله أن لا تنسى المقابر والبلى، وتحفظ الجوف وما وعى، والرأس وما حوى. ومن أراد كرامة الآخرة فليدع زينة الدنيا، فإذا كنت كذلك أصبت ولاية الله .

    يا أباذر: يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح .

    يا أباذر: مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتر .

    يا أباذر: إن الله يصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده ويحفظه في دويرته والدور حوله ما دام فيهم .

    يا أباذر إن ربك عزوجل يباهي الملائكة بثلاثة نفر: رجل في أرض قفر

    فيؤذن ثم يقيم ثم يصلي، فيقول: ربك للملائكة: انظروا إلى عبدي يصلي ولا يراه أحد غيري، فينزل سبعون ألف ملك يصلون وراه ويستغفرون له

    إلى الغد من ذلك اليوم. ورجل قام من الليل فصلى وحده فسجد ونام وهو ساجد، فيقول الله تعالى: انظروا إلى عبدي روحه عندي وجسده

    ساجد. ورجل في زحف فر أصحابه وثبت هو يقاتل حتى يقتل

    يا أباذر: ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له بها يوم القيامة. وما من منزل ينزله قوم إلا وأصبح ذلك المنزل يصلي عليهم أو يلعنهم

    يا أباذر: ما من صباح ولا رواح إلا وبقاع الأرض ينادي بعضها بعضا يا جارة هل مر بك من ذكر الله تعالى أو عبد وضع جبهته عليك ساجدا لله ؟ فمن قائلة: لا، ومن قائلة نعم، فإذا قالت: نعم اهتزت وانشرحت وترى أن لها الفضل على جارتها .

    يا أباذر: إن الله جل ثناؤه لما خلق الأرض وخلق ما فيها من الشجر لم يكن في الأرض شجرة يأتيها بنو آدم إلا أصابوا منها منفعة فلم تزل الأرض والشجر كذلك حتى تكلم فجرة بني آدم بالكلمة العظيمة، قولهم: " اتخذ الله ولدا " فلما قالوها اقشعرت الأرض وذهبت منفعة الأشجار .

    يا أباذر: من لم يأت يوم القيامة بثلاث فقد خسر. قلت: وما الثلاث، فداك أبي وأمي ؟ قال: ورع يحجزه عما حرم الله عزوجل عليه، وحلم يرد به جهل السفهاء، وخلق يداري به الناس .

    يا أباذر: إن سرك أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله عزوجل. وإن سرك أن تكون أكرم الناس فاتق الله. وإن سرك أن تكون أغنى الناس فكن بما في يدالله عزوجل أوثق منك بما في يدك .

    يا أباذر: لو أن الناس كلهم أخذوا بهذه الآية لكفتهم: " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره ".

    للشاعر الفذ المرحوم محمد مهدي الجواهري من أرض العراق من النجف الأشرف كان يحب العرب والمسلمين وكان وطنياً لا يقبل بالظلم شديداً سريع البديهية وله الكثير من القصائد التي تغير أنفاس الثوار والموطنين رحمه الله, ولكم أجمل قصيدة عن فلسطين : ونعم ما قال المرحوم السيد محمد مهدي الجواهري في هذا الصدد :

       فلسطين الدامية

    لو استطعتُ نشرتُ الحزنَ والألما

    على فِلسْطينَ مسودّاً لها علما

    ساءت نهاريَّ يقظاناً فجائعُها

    وسئن ليليَ إذ صُوِّرْنَ لي حلما

    رمتُ السكوتَ حداداً يوم مَصْرَعِها

    فلو تُرِكتُ وشاني ما فتحت فم

    أكلما عصفت بالشعب عاصفةٌ

    هوجاءُ نستصرخُ القرطاسَ والقلما ؟

    هل أنقَذ الشام كُتابٌ بما كتبوا

    أو شاعرٌ صانَ بغداداً بما نظما

    فما لقلبيَ جياشاً بعاطفةٍ

    لو كان يصدقُ فيها لاستفاضَ دما

    حسب العواطف تعبيراً ومنقصةً

    أنْ ليس تضمنُ لا بُرءاً ولا سقما

    ما سرني ومَضاءُ السيفِ يُعوزوني

    أني ملكتُ لساناً نافثاً ضَرما

    دم يفور على الأعقاب فائرُهُ

    مهانةٌ ارتضي كفواً له الكلما

    فاضت جروحُ فِلَسْطينٍ مذكرةً

    جرحاً بأنْدَلُسٍ للآن ما التأما

    وما يقصِّر عن حزن به جدة

    حزن تجدده الذكرى إذا قَدُما

    يا أُمةً غرها الإِقبالُ ناسيةً

    أن الزمانَ طوى من قبلها أمما

    ماشت عواطفَها في الحكم فارتطمت

    مثلَ الزجاجِ بحد الصخرة ارتطما

    وأسرعت في خطاها فوق طاقتها

    فأصبحت وهي تشكو الأيْنَ والسأما

    وغرَّها رونقٌ الزهراء مكبرة

    أن الليالي عليها تخلع الظُّلَما

    كانت كحالمةٍ حتى اذا انتبهتْ

    عضّتْ نواجذَها من حرقةٍ ندما

    سيُلحقون فلسطيناً بأندلسٍ

    ويَعْطفون عليها البيتَ والحرما

    ويسلبونَك بغداداً وجلقةً

    ويتركونِك لا لحماً ولا وضما

    جزاء ما اصطنعت كفاك من نعمٍ

    بيضاء عند أناسٍ تجحد النعما

    يا أمةً لخصوم ضدها احتكمت

    كيف ارتضيتِ خصيماً ظالماً حكما

    بالمِدفع استشهدي إن كنت ناطقةً

    أو رُمْتِ أن تسمعي من يشتكي الصمما

    وبالمظالمِ رُدي عنك مظلمةً

    أولا فأحقر ما في الكون مَنْ ظُلِما

    سلي الحوادثَ والتأريخَ هل عرفا

    حقا ورأياً بغير القوةِ احتُرما

    لا تطلُبي من يد الجبار مرحمةً

    ضعي على هامةٍ جبارةٍ قدما

    باسم النظامات لاقت حتفَها أممٌ

    للفوضوية تشكو تلْكم النظما

    لا تجمع العدلَ والتسليحَ أنظمةٌ

    الا كما جمعوا الجزارَ والغنما

    من حيث دارتْ قلوبُ الثائرين رأتْ

    من السياسةِ قلباً بارداً شبما

    أقسمتُ بالقوة المعتزِّ جانبُها

    ولست أعظمَ منها واجداً قسماً

    إن التسامح في الاسلام ما حصدت

    منه العروبة الا الشوكَ والألما

    حلتْ لها نجدة الأغيار فاندفعت

    لهم تزجي حقوقاً جمةً ودما

    في حين لم تعرف الأقوامُ قاطبةً

    عند التزاحم الا الصارمَ الخذما

    أعطت يداً لغريبٍ بات يقطعُها

    وكان يلثَمُها لو أنه لُطِما

    أفنيتِ نفسَكِ فيما ازددتِ مِن كرم

    ألا تكفّين عن أعدائك الكرما

    لابَّد من شيمٍ غُرٍّ فان جلبت

    هلكاً فلابد أن تستأصلي الشيما

    فيا فِلَسْطينُ إن نَعْدمْكِ زاهرةً

    فلستِ أولَّ حقٍ غيلةً هُضِما

    سُورٌ من الوَحْدةِ العصماءِ راعَهُمُ

    فاستحدثوا ثُغْرَةً جوفاءَ فانثلما

    هزّت رزاياكِ أوتاراً لناهضةٍ

    في الشرق فاهتَجْنَ منها الشجوَ لا النغما

    ثار الشبابُ ومن مثلُ الشباب اذا

    ريعَ الحمى وشُواظُ الغَيْرَةِ احتدما

    يأبى دمٌ عربيٌ في عروقِهِمُ

    أنْ يُصبِحَ العربيُّ الحرُّ مهتضما

    في كل ضاحيةٍ منهم مظاهرةٌ

    موحدين بها الأعلامَ والكلما

    أفدي الذينَ إذا ما أزمةٌ أزَمَتْ

    في الشرق حُزناً عليها قصَّروا اللِمَما

    ووحدَّتْ منهُمُ الأديانَ فارقةً

    والأمرَ مختلفاً والرأيَ مُقتَسمَا

    لا يأبهون بارهابٍ إذا احتدَموا

    ولا بِمَصْرَعِهِمْ إن شعبُهم سَلِما.. وبعد ما تمتعنا من أبياته التي تشد العوم علينا اليوم نحن أن نتحد ونتعاون ونتآخى ونتعاون لنصرة الدولة والجيش والعشائر التي تقف مع الدولة لأنقاذ الوطن من العملاء والمجرمين الإرهابيين الذين , ويداً بيد للتعاون ودعم المهجرين الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق ودعم الأيتام والأرامل والمعوقين والمسنين وخصوصاً اليوم نحن جميعاً  بحاجة للتقشف لسبب هبوط أسعار النفط وخصوصاً أن أكثر بلداننا النفطية اعتمادها بين 69% إلى 85 % على النفط ولهذا نقول يا دول المصدرة للنفط اتحدوا انصروا شعوبكم وأوطانكم وكفوا عن النعرات الطائفية والتنابز والخديعة وعيدوا الزراعة لأوطانكم لأن الزراعة نفط دائم والعمل و أصل أتعاش بني آدم وقالوا العراقيون القدماء : بني آدم ملح الكاع وملح بني آدم العمل ! .. وأن العمل والتعاون وحفظ حب الوطن والتآخي وترك الفتن هي التي تعيدكم للعلم والفرحة التي كانت في صدر الإسلام الكل  متعاوين وخذوا بعض الأحاديث المروية عن النبي محمد صلى الله عليه وآله  وخذوا كما ورد عنه : فصل في ذكر بعض الأحاديث التي وردت في الفتن وما يقع في آخر الزمان :

    عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قاَلَ: إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكم أَن يَعْلَم أَصَابَتْهُ الفِتْنَة أَمْ لا؟ فَلْيَنْظُرْ فَإْنِ كَانَ رَأَى حَلالاً كَانَ يَرَاهُ حَرَامًا فَقَدْ أَصَابَتْهُ الفِتْنَةُ، وَإِنْ كَانَ يَرَى حَرَامًا يَرَاهُ حَلالاً فَقَدْ أَصَابَتْهُ. رَوَاهُ الحَاكِمُ .

    وَعَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ   يَوْمًا فَزِعًا، مُحْمَرًا وَجْهُهُ، يَقُولُ: «لا إِلَهَ إِلا الله، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليوم مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوَجَ مِثْلُ هَذِهِ» وَحَلَّقَ بأصْبُعِهِ الإِبْهَامَ وَالتِّي تَلِيهَا، قَالَتْ: فَقُلْتَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَهْلَكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالبُخَارِيّ، وَمُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذيّ، وَابْنُ مَاجِة .

    وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ  : «وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، يَبِيعُ قَوْمٌ دِينَهُم بِعَرضٍ مِنَ الدُّنْيَا». رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، وَمُسْلِمٌ .

    وَعَنْ عَبْدُ اللهِ بنِ عَمْرُو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ   قَالَ: «سَتَكُونُ فِتَنٌ يُفَارِقُ فِيهَا الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأَخَاهُ، تَطِيرُ الفِتْنَةُ فِي قُلُوبِ رِجَالٍ مِنْهُمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، حَتَّى يُعَيَّرَ الرَّجُلُ فِيهَا بِصَلاتِهِ، كَمَا تُعَيَّرُ الزَّانِيَةُ بِزِنَاهَا». رَوَاهُ الطَّبَرَانِي .

    قُلْتُ: وَهَذَا الحَدِيثُ فِيهِ عَلَمٌ مِنْ أَعْلامِ نُبَوَّتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ   وَصِدْقِ رِسَالَتِهِ، فَإِنَّهُ قَدْ وَقَعَ مَا ذُكِرَ فَفَارَقَ رِجَالٌ آبِاءهُم بِسَبِبِ فِتْنَةِ التلفزيون، وَبِسَبَبِ فِتْنَةِ الكُرَةِ، فَارَقَ رِجَالٌ آبَاءهمُ وَإِخْوانهُم وَزَوْجَاتِهِمْ، نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَعْصِمَنَا مِنْهَا، وَوَقَعَ فِي زَمَانِنَا أَيْضًا أُنَاسٌ يَتَهَكَمُونَ وَيَسْخَرُونَ بِالمُصَلِّينَ، وَمَنْ عَلَيْهَا سِيِّمَا الصَّالِحِينَ مِنْ إِعْفَاءِ لِحْيَةٍ، وَاقْتِنَاءِ كُتُبِ السَّلَفِ، وَكَثرةِ تَلاوَةٍ لِكَلامِ اللهِ، وَالبُخَارِيّ وَمُسْلِم، وَيَرْمُونَهُم بِأَنَّهُم رَجْعِيُّونَ وَمُتَأَخِّرُونَ وَمُنْحَطُّونَ، وَضِدَّهُمْ مِمَّنْ لا يَشْهَدُونَ الصَّلاةِ، حَالِقي اللِّحَى، شُرَّابِ الدُّخَانِ، أَهْلِ الخَنَافِسِ وَالتَّوَالِيتَ، يُسَمُّونَهُم المُتَمَدِّنِينَ المُثَقَّفِينَ، وَهَذَا انْعِكَاسٌ نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ وَالثَّبَاتَ عَلَى الإِسْلام: {وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}، {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ} .

    وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدَرِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَا أَعْرَابِيٌّ فِي بَعْضِ نَوَاحِي الْمَدِينَةِ فِي غَنَمٍ لَهُ عَدَا عَلَيْهِ الذِّئْبُ فَأَخَذَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، فَأَدْرَكَهُ الأَعْرَابِيُّ فَاسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ وَهَجْهَجَهُ فَعَانَدَهُ الذِّئْبُ يَمْشِي، ثُمَّ أَقْعَى مُسْتَثْفِرًا بِذَنَبِهِ يُخَاطِبُهُ، فَقَالَ: أَخَذْتَ رِزْقًا رَزَقَنِيهِ اللَّهُ، قَالَ: وَاعَجَبًا مِنْ ذِئْبٍ مُقْعٍ مُسْتَثْفِرٍ بِذَنَبِهِ يُخَاطِبُنِي، فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَتْرُكُ أَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَمَا أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ  فِي النَّخْلَتَيْنِ بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ، يُحَدِّثُ النَّاسَ عَنْ نَبَإِ مَا قَدْ سَبَقَ وَمَا يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالَ: فَنَعَقَ الأَعْرَابِيُّ بِغَنَمِهِ، حَتَّى أَلْجَأَهَا إِلَى بَعْضِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ مَشَى إِلَى النَّبِيِّ  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حَتَّى ضَرَبَ عَلَيْهِ بَابَهُ، فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ   قَالَ: «أَيْنَ الأَعْرَابِيُّ صَاحِبُ الْغَنَمِ» فَقَامَ الأَعْرَابِيُّ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ  : «حَدِّثْ النَّاسَ بِمَا سَمِعْتَ، وَبمَا رَأَيْتَ» فَحَدَّثَ الأَعْرَابِيُّ النَّاسَ بِمَا رَأَى مِنْ الذِّئْبِ، ومَا سَمِعَ مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: «صَدَقَ آيَاتٌ تَكُونُ قَبْلَ السَّاعَةِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ أَحَدُكُمْ مِنْ أَهْلِهِ فَتُخْبِرَهُ نَعْلُهُ أَوْ سَبوطُهُ أَوْ عَصَاهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ >>.

    رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَعَنْ سَهْل بنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ  قَالَ: «اللَّهُمَّ لا يُدْرِكْنِي زَمَانٌ أَوْ لا تُدْرِكُوا زَمَانًا لا يُتْبَعُ فِيهِ العَلِيم، وَلا يُسْتَحْيَ فِيهِ مِنَ الحَلِيمِ، قُلُوبُهُم قُلُوبُ الأَعَاجِمِ، وَأَلْسِنَتُهُمْ أَلْسِنَةُ العَرَبِ». رَوَاهُ أَحْمَدَ .

    وَعَنْ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادٌ كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلا مَا أُشْرِبَهُ مِنْ هَوَاهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَأَحْمَدُ .

    وعن عبدِ اللهِ بن عَمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا قُعُودًا عَنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ  فَذَكَرَ الفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرَهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الأَحْلاسِ قَالَ: «هِيَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ»، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ: «دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمِيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ قَرْيَتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسِ مِنِّي، وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي المُتَّقُونَ، ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرْكٍ عَلَى ضَلْعٍ»، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاء: «لا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلا لَطِمَتْهُ لَطْمَةً، فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، حَتَّى يَصِيرُ النَّاسُ عَلَى فِسْطَاطَيْنِ، فَسْطَاطِ إِيمَانٍ لا نِفَاقَ فِيهِ، وَفِسْطَاطَ نِفَاقَ لا إِيمَانَ فِيهِ، فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ غَدِهِ». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالحَاكِمُ .

    وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ  قَالَ: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، وَتَكُونَ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَة عَظِيمَةٌ، وَدَعْوَاهُمَا وَاِحدَةٌ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .

    وَعَنْ أبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا نَنْقُلُ لَبِنَ الْمَسْجِدِ لَبِنَةً لَبِنَةً، وَكَانَ عَمَّارٌ يَنْقُلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، فَمَرَّ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَمَسَحَ عَنْ رَأْسِهِ الْغُبَارَ وَقَالَ: «وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، عَمَّارٌ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ». رَوَاهُ البُخَارِيّ .

    وعن حَبَّةَ العُرَنِي قَالَ: دَخَلْنَا مَعَ أَبِي مسْعُودٍ الأَنْصَارِيّ عَلَى حُذَيْفَةَ بنِ اليمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَسْأَلُهُ عَنِ الفِتَنِ فَقَالَ: دُورُوا مَعَ كِتَابَ اللهِ حَيْثُ ما دَارَ، وَانْظُرُوا الفِئَة التِي فِيهَا ابْنُ سُمَيَّةِ فَاتبعُوهَا، فَإِنَّهُ يَدُورُ مَعَ كِتَابَ اللهِ حَيْثُ مَا دَارَ، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: وَمَنْ ابْنُ سُمَيَّة؟ قَالَ: عَمَّارُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ  يَقُولُ: «لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، تَشْرَبُ شَرْبَةَ ضِيَاحٍ تَكنْ آخِرَ رِزْقَكَ مِنَ الدُّنْيَا». رَوَاهُ الحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ وَقَالَ: صَحِيحٌ .ومرة أخر يجب أن نتعاون ونتآخى جميع مكونات الأوطان وكما في كل الدول من خليط والخليط هو مكمل للعوب المنطق اتحدوا يا أبناء المنطقة  من اليهود والصابئة والمسيحيين والأيزيدين والأقباط والعلويين والدروز والشبك والتركمان والأباظية والزيدية وكل مكونات شعوب بلدانكم وأن العراقيين هم الدروز والأزيدين والتركمان والأكراد والتبعات غير العثمانية منها الإيرانية والهندية والباكستانية والشبك والمسلمين كلهم بكل مسميات ومذاهبهم والله ولي التوفيق ونهدي للجميع ثواب الفاتحة مقرونة بالصلوات على محمد وآل محمد ولروح أمي وأبي وللمؤمنين والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.

    أخوكم المحب
    سيد صباح بهبهاني
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media