طهران - واشنطن..ومصلحتنا
    السبت 31 يناير / كانون الثاني 2015 - 08:09
    سالم مشكور
    إعلامي ومحلل سياسي
     يهمّنا كعراقيين ان تطبّع واشنطن وطهران علاقاتهما، فالعراق ساحة رئيسية لصراع القوتين منذ إسقاط نظام صدام في العام 2003 ، رغم أن ذلك الاسقاط جاء بترحيب إيراني عبرت عنه بعدم العرقلة.
    النقاش في واشنطن الآن يدور حول سياسة أوباما الايرانية. المحافظون المتضامنون مع إسرائيل يريدون التصعيد ولو من أجل الوصول الى توافق. يريدون اعتماد القوة، وإسرائيل تحرّض الكونغرس - بعدما بات بيد المحافظين - على فرض عقوبات جديدة على إيران، وأوباما الذي لا يزال يراهن على توافق سلمي طلب من نتنياهو الكف عن تحريض الكونغرس. لو صدرت هذه العقوبات ستفشل خطة أوباما ومساعيه للوصول الى اتفاق مع طهران في إطار اتفاق غربي ايراني شامل حول الملف النووي، وهو اتفاق تأجل مرتين حتى الآن.
    أمام الرئيس الاميركي العام الحالي فقط لانجاز مهمة التطبيع مع إيران. في العام المقبل ستنشغل واشنطن بالتحضير للانتخابات الرئاسية.
    خلال هذا العام سيخوض أوباما حربه الباردة مع الكونغرس وكتل الضغط خارجه ليصل الى إنهاء ملف الخلاف مع طهران. الاخيرة أيضا أمامها هذا العام الذي إذا مرّ من دون اتفاق فسيكون الرئيس حسن روحاني قد فشل في ما راهن على تحقيقه منذ اليوم الاول لتولّيه الرئاسة. في هذه المرحلة تناغم الرئيسان في الرغبة في التقارب بأسلوب ناعم. روحاني في نيوريورك يتلقى اتصالا وديّا من الرئيس أوباما ودعوة الى اللقاء ، فيرد بأن الوقت لا يزال مبكراً ويتمنى له نهارا سعيدا. كانت لغة جديدة على مسامع الاميركيين . ليونة وود معجونان بالكبرياء والثقة بالنفس.
    بعدها جرى اللقاء الاميركي - الايراني المباشر للمرة الاولى، ولكن بين وزيري خارجية البلدين بحضور آشتون. ضحكات متبادلة عبرت عن وجود تقدم – ولو نفسيا – باتجاه اذابة جليد لم يحل دون استمرار القناعة الاميركية التي عبر عنها العقل السياسي الاميركي هنري كيسنجر مؤخرا عندما قال :" إيران حليف تاريخي للولايات المتحدة".
    في المقابل تبدو إيران راغبة بهذه العلاقات ولكن ليس بالمواصفات التي كانت عليها في عهد الشاه، بل بمعايير ومواصفات جديدة تكون فيها قوة كبرى إقليمية غير متصادمة مع الولايات المتحدة. لو مرّ هذا العام دون تحقيق انفراج إيراني – أميركي فإن هذا الملف سيعود خطوات بعيدة الى الوراء، فالجمهوريون يبدون أصحاب الحظ الاوفر في الفوز بالبيت الابيض في الانتخابات المقبلة، وهؤلاء لهم توجهاتهم وأساليبهم المختلفة تماما عما لدى أوباما في التعاطي مع إيران حتى لو كان باتجاه التطبيع معها. ستعود حينها المناكفة وتبادل الضغط ، في ساحات عدة ستكون في مقدمتها الساحة العراقية.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media