إنها مصر العربية؟!!
    السبت 31 يناير / كانون الثاني 2015 - 19:17
    د. صادق السامرائي
    المِصر الحد في كل شيئ  ,  أو الحد في الأرض خاصة , وتأتي بمعنى الحاجز بين الشيئين.
    والرَصم : الدخول في الشعاب الضيقة.
    ومصر المدينة التي تتميز عمّا حولها من البوادي , وهي الوطن الذي يعيش فيه المصريون. ومصَروا المكان تمصيرا جعلوه مصرا فتمصر.
    ويُفهم من ذلك أنها تعني المدينة المعاصرة ذات الملامح الحضارية المتميزة , والتمدن والقوة والثقافة الواسعة.
     ووفقا لهذا أنشأ الخليفة عمر بن الخطاب :المِصران" البصرة والكوفة , وهما الأمصار , أي المدن الحضارية المعاصرة لزمانها.
    وتُعرف مصر "توميري" أي "الأرض المحبوبة" في الهيروغليفية.

    مصر كما نعرفها , ويعرفها التأريخ وتتباهى بها الحضارات الإنسانية , بما أوجدته من أبجديات تقدم وبهاء ورقي لا مثيل له في تأريخ الأمم.
    مصر آدم ونوح ويوسف وإدريس والمسيح عيسى بن مريم وأمه , وإبن النبي محمد(ص) , إبراهيم كان من زوجته ماريا القبطية.

    وقال جهابذة الفقه والفكر في شعب مصر:
    "أنتم الأساتذة ونحن الطلاب , أنتم القواد ونحن الجنود"

    وقال نابليون:
    "لو كان عندي نصف هذا الجيش المصري لغزوت العالم"

    أما أمير الشعراء أحمد شوقي فقصائده في مصر عديدة وهو الذي يقول:

    "وطني إن شغلت بالخلد عنه   نازعتني إليه في الخلد نفسي"

    وفي القرآن الكريم:
    "...أن تبوّءا لقومكما بمصر بيوتا"يونس 87
    "وقال الذي إشتراه من مصر لإمرأته أكرمي مثواه" يوسف 21
    "...وقال إدخلوا مصر إنشاء الله آمنين" يوسف 99
    "...قال يا قوم أ ليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون" الزخرف 51
    "إهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم..." البقرة 61
    "وشجرة تخرج من طور سيناء" المؤمنون 20

    وفي التوراة:
    "مصر خزائن الأرض كلها فمن أرادها بسوء قصمه الله"

    "مصر التي في خاطري وفي (دمي)..."
    "والحق أرفع ملةً وقضيةً...من أن يكونَ رسولَه الإضرار"
    "وطني, لديكَ – وأنت سمحٌ مفضلٌ...تنسى الذنوبَ , وتُذكَرُ الأعذارُ"
    "تاب الزمان إليك من هفواته...بوزارةٍ تُمحى بها الأوزارُ"

    مصر التأريخ والحضارة والثقافة والفكر والإبداع.
    "إنّ مصراً رواية الدهر فاقرأ...عبرة الدهر في الكتاب العتيقِ"

    مصر النيل
    " من أيّ عهدٍ في القرى تتدفق؟...وبأي كفٍّ في المدائن تغدق"
     " أصل الحضارة في صعيدك ثابتُ... ونباتها حسنٌ عليك مخلّقُ"
    مصر الثائرين من أحمد عرابي وحتى جمال عبدالناصر.
    مصر رواد النهضة والمعرفة , والأدب الرفيع!!

    عاشت مصر العربية , عماد العروبة والعزة والكرامة والكبرياء العربي المجيد!!

    عاشت مصر , وحماها الله تعالى من كل سوء , وأمدها بالقوة والقدرة على السموق , والتقدم والإرتقاء والتوهج الإنساني الحضاري , لكي تستعيد الأمة هيبتها وتحافظ على هويتها وجوهر ذاتها , وتحمي حضارتها وتأريخها ووجودها القويم , فمصر قلب الأمة النابض بالقوة والكرامة والإباء!!

    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media