انطلاق مرحلة إعادة إعمار كوباني
    انتشار مئات جثث عناصر «داعش» في الشوارع يهدد بتفشي الأوبئة
    الأحد 1 فبراير / شباط 2015 - 03:43
    دورية نسائية مقاتلة لوحدات الدفاع الكردية في كوباني التي تقع على مقربة من الحدود السورية تستعد للخروج من المنطقة أمس بعد انسحاب «داعش»
    بيروت: بولا أسطيح «الشرق الأوسط» - انطلقت عمليا مرحلة إعادة إعمار مدينة عين العرب (كوباني) بعد تحريرها بالكامل مطلع الأسبوع الحالي ودحر عناصر تنظيم داعش إلى القرى المحيطة حيث تستمر المواجهات بينهم وبين وحدات حماية الشعب الكردي.
    وأعلن يوم أمس السبت عن تشكيل «هيئة إعادة إعمار كوباني» خلال مؤتمر صحافي عقدته ما تسمى بـ«حكومة الإدارة الذاتية الكردية» في المدينة بالتزامن مع السماح لـ67 صحافيا من وكالات عالمية مختلفة بالدخول إلى شوارع كوباني بريف حلب لمدة 6 ساعات صوروا خلالها ووثقوا حجم الدمار الذي لحق بالمدينة جراء شهور من الاشتباكات الدامية بين عناصر «داعش» من جهة ووحدات حماية الشعب الكردي والبيشمركة والجيش الحر من جهة أخرى.
    وقال المسؤول في حزب الاتحاد الديمقراطي أنور مسلم لـ«الشرق الأوسط» إن «نحو 90 في المائة من كوباني غير صالحة للسكن وبحاجة لإعادة الإعمار»، لافتا إلى أن «وحدها المنطقة الغربية قد تكون غير مدمرة وقد يسمح لأهلها بالعودة إليها بعد تنظيفها». وأطلق مسلم نداء للمنظمات الدولية ولهيئات الأمم المتحدة ولدول العالم للمساهمة بإعادة الإعمار باعتبار أن «كوباني تحولت إلى رمز لمحاربة الإرهاب الداعشي وبالتالي من واجب كل الجهات الدولية العمل على إعادة إعمارها». وأشار مسلم إلى أن الهيئة التي تم تشكيلها أخيرا، ستقوم بإحصاء الأضرار وتقديرها، معتبرا أن «حجم الكارثة كبير جدا». وقال: «هناك ما بين 200 و300 ألف شخص نزحوا من كوباني والقرى المحيطة التي لا تزال تشهد اشتباكات عنيفة بعد سيطرة التنظيم الإرهابي على عدد منها وخصوصا تلك ذات الموقع الاستراتيجي والتي لا يبعد بعضها إلا 10 كلم عن المدينة». وأكد مسلم أن «كوباني باتت مدينة آمنة، لكن التخوف الأساسي هو من انتشار الأوبئة ومنها الإيبولا جراء انتشار مئات جثث عناصر (داعش) في الشوارع»، وقال: «استدعينا المنظمات الصحية الدولية لإخراج الجثث أو إيجاد حلول لها».
    ولا تزال بعض الشوارع خطرة لإمكانية وجود أبنية مفخخة فيها أو ألغام غير منفجرة. وقد نقل مراسل وكالة «رويترز» الذي دخل كوباني عن مقاتل من وحدات حماية الشعب الكردية قوله: «العودة إلى كوباني ستكون أصعب من مغادرتها»، وأضاف: «تحتاج المدينة إلى أن يعاد بناؤها من البداية». أما مقاتل آخر كان يحرس ميدانا في الوقت الذي تقوم فيه مجموعة من زملائه بدوريات في الشوارع المحيطة على دراجات نارية، فقال: «ما زالت قذائف المورتر تسقط هنا.. لا تتجولوا في المنطقة فالوضع خطير». وذكر المرصد أول من أمس الجمعة أن وحدات حماية الشعب الكردي تقدمت مجددا في الريف الغربي للمدينة عقب اشتباكات مع تنظيم داعش، وتمكنت من السيطرة على 14 قرية خلال 3 أيام في الأرياف الغربية والجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية، حيث وصل مقاتلو الأخير إلى مسافة ما لا يقل عن 10 كلم بالريف الغربي ليرتفع بذلك عدد القرى التي سيطرت عليها الوحدات منذ 24 يناير (كانون الثاني) الحالي إلى 16، تاريخ سيطرة وحدات الحماية على أول قرية في محيط المدينة.
    في هذا الوقت، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن إنشاء «جيش الجهاد» في حوران والقنيطرة، لافتا إلى شريط فيديو مصور تلقاه تعلن فيه عدة كتائب اجتماعها تحت لواء هذا الجيش الذي يضم: سرايا الجهاد، جماعة جند الإسلام، جماعة أبو بصير، لواء ذو النورين، حركة مجاهدي الشام، جماعة شباب أهل السلف وجماعة البنيان المرصوص. وقد نصب أبو يوسف «أميرا عاما» لهذا الجيش وحدد «عدوه الأول النصيرية ومن شايعهم»، لافتا إلى أن «العلاقة مع الفصائل المقاتلة على الأرض، تقوم وفقا لما تمليه علينا الشريعة الإسلامية، وكما نسعى إلى تشكيل محكمة تحكم بما أنزل الله نكون السيف العادل بيدها». وفي حمص، قال «مكتب أخبار سوريا» إن «فصائل المعارضة أفشلت محاولة من الجيش السوري النظامي للتسلل إلى بلدة تلبيسة الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف حمص الشمالي». ونقل المكتب عن أحد الناشطين قوله إن «مجموعة من الجيش النظامي مدعومة بقوات الدفاع الوطني حاولت التسلل إلى بلدة تلبيسة من جهة قرية جبورين الخاضعة لسيطرتها غرب بلدة تلبيسة، ولكن قوات المعارضة المتمركزة في الكتيبة 743 غرب تلبيسة كشفت عملية التسلل وتصدت لها مما أدى إلى اندلاع اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة استمرت لساعتين». وأوضح المكتب أن كتائب المعارضة تمكنت من صد عملية التسلل وقتل 4 عناصر من القوات النظامية وجرح 12 آخرون.
    من جهته، أعلن المرصد عن تعرض مناطق في مدينة تلبيسة لقصف من قبل قوات النظام، وعن سيطرة هذه القوات والمسلحين الموالين لها على منطقتي خطاب والمشيرفة بريف حمص الشرقي عقب اشتباكات مع مقاتلين من فصائل معارضة. وأشار المرصد إلى معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي تنظيم داعش في محيط مطار دير الزور العسكري، متحدثا عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، في حين دارت اشتباكات بين الطرفين في محيط منطقة حويجة صكر بأطراف مدينة دير الزور، ترافقت مع قصف لقوات النظام على مناطق الاشتباك.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media