خبراء أتراك: الدولة الكردية غير مسموحة والاكراد استفادوا من داعش بطريقة انتهازية
    احباط لدى الاكراد،لان الزعماء الاكراد أفادوا تركيا اقتصاديا لكن الموقف التركي لم يتغير
    الأحد 1 فبراير / شباط 2015 - 10:34
    بغداد (المسلة) - اعتبر محللون سياسيون أتراك، أن جهات كردية في سوريا تسعى إلى فرض أمر واقع، وتشكيل إقليم "شمال سوريا"، على غرار إقليم "شمال العراق"، لا سيما عقب طرد تنظيم داعش من مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب.

    وأوضح الدكتور  مسعود حقي جاشين ، من جامعة "أوز يغيين"، للأناضول، أن تركيا لا يمكن لها أن تسمح بإقامة إقليم "شمال سوريا"، على غرار إقليم "شمال العراق"، واندماج الإقليمين، وتشكيلهما دولة واحدة، تفصل تركيا عن سوريا، والعراق.

    وكان رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، أعلن في تصريحات نقلتها الصحف التركية.. "لا نريد تكرارا للوضع شمال العراق، ولا يمكننا الآن أن نقبل نشوء ذلك في شمال سوريا".

    بدوره لفت  محمد شاهين، نائب رئيس معهد الفكر الاستراتيجي بحسب وكالة أنباء الأناضول، أن الحركات الكردية تسعى للحصول على مكسب سياسي من دحر تنظيم داعش في كوباني، مشيرًا إلى تقديم تركيا دعمًا هامًا للأكراد في إطار مواجهة التنظيم، ورغم ذلك هناك محاولات لتجاهل تركيا فيما يخص مستقبل المنطقة الكردية بسوريا، مضيفًا: "من المستحيل قيام أي كيان في المنطقة طالما لا يحظى بدعم من تركيا".

    من جهته اعتبر الدكتور شعبان كارداش، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط (أورسام)، أن الأكراد في شمال سوريا استفادوا من الصراع الدائر والأزمة في عموم البلاد "بصورة انتهازية"، مضيفًا: "تركيا تعتبر التركيز على مسألة كوباني فقط، ضعفًا في مواجهة المشكلة الأساسية في سوريا المتمثلة بالأسد".

    في سياق متصل، ذكر الدكتور محمد عاكف أوكور، المدرس بقسم العلاقات الدولية في جامعة غازي، أن هناك محاولات لإقامة دولة في شمال سوريا، وأن كوباني جرى تحويلها إلى ما يشبه رمزًا في هذا الإطار، مشيرًا إلى وجود "دعم دولي" للتوجهات الكردية لإقامة كيان في المنطقة.

    وأشار أوكور إلى أن غارات التحالف الدولي ضد داعش تركزت في كوباني، لأسباب سياسية، موضحًا أن حلب تشهد أزمة إنسانية أكبر، لكن لم تحظ بنفس الاهتمام من المجتمع الدولي، كما أن مدينة الرقة تعد معقلًا لداعش لكن مواقع التنظيم فيها لم تقصف بقدر ما قصفت مواقعه في كوباني.

    من جهته أوضح الباحث في مؤسسة الدراسات الاستراتيجية (أوساك)، محمد يغين، أن هناك كيانًا فعليًا على أرض الواقع شمال سوريا، مشيرًا إلى احتمال بقاء هذا الأمر الواقع حتى لو بقي نظام الأسد أو رحل.

    وكان رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، عوّل على أردوغان كثيرا للوقوف الى جانبه في 2014 في اوج خلافه مع الحكومة الاتحادية في بغداد.

    وبحسب تحليلات سياسية استقتها "المسلة" من متابعين للشأن الكردي، فان القول، بان "شهر العسل بين اردوغان والبارزاني قد انتهى، أمر صحيح".

    وقال محلل سياسي كردي لـ"المسلة"، ان أردوغان نجح في جذب الزعماء الكرد اليه لأجل الاستثمار النفطي، واستمرار تدفق النفط عبر الموانئ التركية، فيما كان الاكراد يأملون في "تليين" مواقفه بشأن إقامة الاكراد لأقاليم شبه مستقلة في تركيا والبلدان المجاورة.

    ويسود احباط لدى الاكراد،لان الزعماء الاكراد أفادوا تركيا اقتصاديا عبر النفط وسلسلة اتفاقات اقتصادية لكن الموقف التركي لم يتغير.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media