دعوة لدعم الاخوة الكرد بقوة
    الأحد 1 فبراير / شباط 2015 - 14:00
    عباس العزاوي
    امثلة كثيرة حدثت في العالم توضح لنا بان فكرة الانفصال وتقسيم البلدان ليس بالامر المرعب او الخطير بل الاخطر بقاء التوترات والنزاعات المسلحة تحصد الارواح دون طائل, فلا الحكماء والحريصون على وحدة البلاد قادرون على حل جميع الاشكالات ولا بامكانهم اقناع اي طفل في اقصى الجنوب او الشمال على ضرورة الوحدة, وهم يسمعون يوميا عن الموت والاقتتال والقلق الدائم والآباء الذين لايرجعون لبيوتهم بسبب الحروب.
    فالشعب العراقي والسياسيون متفقون على فكرة ان يكون للاخوة الكرد دولة مستقلة خاصة بهم لدوافع موضوعية واخرى ذاتية, فالاحزاب الشيعية تدعمهم بقوة في كل مجال حتى بشفط الميزانية كما حدث قبل ايام واقرارها  كميزانية كردية بامتياز وتصويت الغالبية في البرلمان عليها وبشهادة السيدة حنان الفتلاوي الصوت الشجاع الوحيد الذي يشير الى هذه الجرائم من البرلمانيين واختها الشجاعة الثانية السيدة عالية نصيف والباقي نيام يحلمون بامتيازاتهم نهاية كل شهر, ولم تكتف هذه الاحزاب الدينية بدعمهم وحسب بل وتتغاضى عن اي تصريح او تحدي يطلقه صقور كردستان ضد حمائم بغداد ,فلا اعتقد بان هؤلاء يكرهون الخير للاخوة الكرد او يعترضون على قضية الاستقلال, فبعضهم يعتبر ان الكرد اقرب الى قلبه من اخيه العربي او ابن طائفته, وهذه روح انسانيه نحسده عليها ومن يتحدث عنهم بسوء وان كان في معرض بيان المواقف فانه يحمل قلب اسود ويثير البغضاء والفتن ومن جهة اخرى حتى الناقمين على سياسة حكومة كردستان ومواقفها يرون ان هناك ضرورة كبيرة بانفصال الكرد للخلاص من عمليات الابتزاز المستمرة.
    نحمد لله على هذا الاتفاق المفرح وربما لاول مرة يتفق العراقيون على امر واحد, باستثناء بعض الاصوات العاطفية والثورية العتيقة وهذه قليلة لايسعها فعل شي, لاسيما واصحاب الشأن اكثر الناس اثارة وترديداً للموضوع وباجماع كردي كبير في الداخل والخارج ومن ابسط بياع لبن في اربيل الى اكبر مثقف لديهم ,فهم يتحدثون عن الحلم الكردي ,وكردستان الكبرى , ناهيك عن كتّابهم الذين يتغنون ببطولات وتضحيات شعبهم الكردي فقط ,وهذا ليس عيباً ولا منقصه, بل وضوح وصراحة لانمتلكها نحن العرب, فهنا في اوروبا مثلا في اي محفل او مناسبة يرفع اصدقائنا الكرد علمهم الكردستاني, حتى سفراء العراق الكرد يضعون علم الاقليم على الاكتاف وليس علم العراق في رحلاتهم مع انهم بعثات دبلماسية عراقية!! واطفالهم ايضا ياخذون علمهم معهم في احتفالات المدارس وفي المناسبات العالمية ( مهرجان القرية العالمية في هلسنكي ) ينصبون خيمة باسم وطنهم كردستان وحتى عندما يسألهم احد اين تقع كردستان هذه يقولون شمال مايسمى بالعراق.
    لا اريد هنا استعراض جميع المواقف والتصريحات منذ سقوط الصنم ولحد الان فهي كثيرة وواضحة جداً,وانا شخصياً من محبي الشعب الكردي وكنت داعم له ومازلت كشعب طيب عشنا معه حزن ومعاناة اهالي حلبجة التي سمعت تفاصيل احداثها من صديقي " ابراهيم الجاف" ايام الجيش وتهجيرهم من قراهم ايام الحرب مع ايران ولكن جل اعتراضاتنا على ساستهم واسلوبهم في استغلال الازمات والسياسة الانفصالية التي يمارسونها وزعيمهم السرمدي السيد مسعود ,فلا حربنا حربهم ولا سلمنا سلمهم ,فسقوط الموصل لم يحركهم ابداً بل وجدناهم فرحين وشامتين بهذه المشكلة, ولكن تهديد مدينة كوباني  الكردية ـ السورية اشعل قلوبهم وانطلقوا لنجدتها خلال ايام, وهاهم يقولون مرة اخرى لادخل لنا بتحريرالموصل ولا نريد التوغل اكثر في الصراع ولكن مع كل هذا مازالت خلافاتنا معهم لم تتجاوز التصريحات وفرض الشروط المجحفة في تشكيل الحكومات او في اقرار الموازنة السنوية ,اي خسائرنا مازلت مادية ومعنوية في اغلبها واستقلالهم اليوم افضل من الغد.
    وفي الختام احب ان اطمئن من تعوّد على صيف كردستان الرائع وربوعها الخضراء وبنياتها الجميلة, بان الاخوة الكرد لايمانعون من استقبال اي شخص عربي او يحمل الجنسية الاجنبية في دولتهم المستقلة ربما فقط طريقة التفتيش فيها القليل من الازعاج ,فالعرب ارهابيون وفق لوائحهم للاسف غير الشديد ,وكرمهم معروف في استقبال الضيوف, فالهاشمي والسلمان وغيرهم من قيادات الارهاب والبعث دليل واضح على كرم ساسة الكرد وحفاوتهم بالضيوف وهنا اتحدث عن الساسة وليس الشعب,لذا دعونا ندعمهم وندفع باتجاه استقلالهم بقوة ونترك الاجيال القادمة تقررالوحدة مرة اخرى ان  ارادوا ذلك, فربما سيكونون اكثر وعياً وتعقلاً من هذه الاجيال القلقة والمتوترة.

    عباس العزاوي
    1.2.2015
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media