الدعي (علاوي)
    الأحد 1 فبراير / شباط 2015 - 22:06
    سهام أحمد
    تصريحات أياد علاوي لاتأتي بجديد، فكما قلنا سابقا ان حكومة الشراكة الوطنية (المحاصصاتيه) ما هي الا محاولة للاشتراك في الحكومة وفي نفس الوقت اضعافها من الداخل ان لم نقل تخريبها. هذا المشهد تكرر مرات عديدة ومن نفس الجهات (تحالف القوى  الوطنية برئاسة علاوي)، انها سياسة الضغط المستمر على الحكومة والحصول على المكاسب الشخصية والفئوية. رجع إلينا علاوي بتصريحاته (الى صحيفة الشرق الأوسط) الى نفس الأسطوانة المشخوطة التي أسقطت بها الحكومة السابقة برئاسة المالكي، بحجة ان الحكومة  لم تنفذ اتفاق أربيل والإتيان بحكومة المقبولية الوطنية، وقد أصبحت تلك الاتفاقية مثل قميص عثمان يرفعها الفرقاء المتخاصمون متى هددت مصالحهم. اما حكومة الأقوياء التي أتوا بها بتلك الصفقة المشبوهة بعد الإستعانة بالدواعش فالظاهر ان العد التنازلي لنهايتها قد بدأ، وهذا ما يشير اليه علاوي بقوله ان حكومة العبادي لم تنفذ لحد الان مسألة الحرس الوطني الذي يستقتل عليه هو وبقية الرهط في الدفاع عنه باعتبارها المخرج من هذا الوضع الذي يمر به البلد. سوف نتفهم اصرار علاوي على الحرس الوطني (حتى االتسميه تذكرنا بالحرس القومي السيئ الصيت) حين نقرأ الفقرة الثانية من مشروع القانون هذا والتي تنص على (ان تكون الأولويه لمنتسبي الجيش العراقي السابق من الضباط والمراتب لغاية رتبة عقيد، واستثنائهم من  القوانين او الضوابط الأمنيه او السياسية كقانون المسائلة والعدالة، وعلى ان تتم إعادتهم برتبة اعلى من التي كانوا يحملونها اكراما لهم)، اما المادة الخامسة فتنص على انه (لا يجوز لقوات الحرس الوطني ان تُمارس عملها خارج حدود المحافظة مطلقا كما لا يجوز دخول قوات من خارج المحافظة سواء من الجيش العراقي او الحرس الوطني لمحافظات اخرى)!!

    واستمرارا لاسطوانته المشروخة عن الترويع والتهجير وخاصة في حزام بغداد فإن الانتصارات التي حققها الحشد الشعبي والقوات المسلحة في جرف الصخر والمدائن والمناطق القريبة من ابو غريب ما هي من وجهة نظره وحسب تصريحه سوى عمليات تقوم بها ميليشيات وناس خارجون عن القانون وجهات غير معروفة أصلا، وهم من يقوم بالتهجير العرقي (خلصنا من التهميش الان جاء دور الترويع).  يريد علاوي والأخوة في متحدون والقوى الوطنية ان تستقبل تلك الوحوش الحاضنة للإرهاب والمدافعة عنه بالورود والرياحين (مقالة للأخ قاسم مهدي المنشورة في صوت العراق ٢٨/١/٢٠١٥). لقد قلنا سابقا، ان كل تنازل سوف تتبعه تنازلات اخرى لانهاء العملية السياسية برمتها وإرجاعها الى المربع الأول حتى تكون ثانية بيد الصداميين. ويستمر هذا الدعي بالهذر والأكاذيب كأي بعثي اخر متبعا مقولتهم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس او تصدق نفسك، وكالعادة في كل مقابلاته التي تنم عن نرجسية مفرطة  فقد جاء في تصريحه ايضا انه اختير رئيس للوزراء وطلب منه تأجيل الإنتخابات لمدة سنتين ولكنه رفض ذلك. الكل يعلم ان المرجعية في حينها هي التي اصرت على اجراء الإنتخابات وقت عمل علاوي وجماعته المستحيل لتأجيل الإنتخابات ولكن اصرار المرجعية حال دون ذلك. الحقيقة التي يمكن ان نستشفها هي ان اصرار المرجعية على تلك الإنتخابات وما تمخض عنها من نتائج هي التي قلبت الموازين، وهو ايضا ما ادى الى اصطفاف قوى الإرهاب من بقايا صدام والقاعدة للوقوف في وجه عملية التغيير. وليس لدينا علم من الذي طلب من علاوي ان ينضم الى قائمة طائفية لكنه رفض ذلك،  فهل هم الأمريكان ام السعوديون؟ فالحقيقة التي أتت على لسانه والتي تشير بوضوح الى  انه مجرد منفذ، لا أكثر ولا اقل، لأجندات خارجية لا يهم من تكون، واعتقد ان هذا منتهى الوطنية التي يتشدق بها امثاله من الأدعياء.

    سهام احمد
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media