حشدكم مخالبكم فلاتثلموها
    السبت 28 فبراير / شباط 2015 - 21:47
    عباس العزاوي
    لم تبق اي جهة في العالم لم توبخ الشيعة في العراق لسكوتهم وهدوءهم طوال السنين الماضية, رغم القتل والتفخيخ والذبح المستمر, ووصفوهم بالجبن والمحاباة والانكسار والهزيمة, ابناء علي والحسين والجوادين والعسكريين عليهم السلام, يخافون الموت ويهابون الارهاب وينامون على الظيم ..لا والله بل هو خذلان القريب والبعيد, واختلاط الامور والخوف من الدماء التي حرم الله اهراقها الا بالحق ,العراقي الشيعي ينتظر ويصبر ويحتسب, ولكنه لا يسكت طويلا ولايتهور دون قراءة ناضجة للاحداث ولايبدأ احد بالقتال حتى يراق دمه وتنتهك حرماته وتهدد مقدساته, فهو لايمسك عن الطعام حتى يتبين الخيط الابيض من الاسود من الفجر ولايصلي الا بعد دخول وقت الصلاة, ولايقاتل الا بعد انكشاف الحقيقة بالكامل ,كما فعل سيدهم وامامهم علي عليه السلام بشأن الخوارج حين قال "ان سكتوا سكتنا عنهم وان جادلوا جادلناهم وان قاتلوا قاتلناهم , حتى جيئ له بقتيل من جماعته , فقال الله اكبر الان حلت دمائهم والله لايهلك منكم عشرة ولا ينجو منهم عشرة " وكان ماقال بالحرف,وشيعة العراق يعيشون في رحاب وسيرة هذا الامام الخالد.

    نعم انهم فتية امنوا بربهم ورجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه, قدوتهم محمد وامامهم علي وملهمهم الحسين سيد الشهداء, لايغدرون باحد ولايطعنون عدوهم من الخلف,لايفخخون ولايقتلون الاطفال والنساء والكبار في السن ولايروعون الابرياء الامنين ابداً ,نعم انهم لايعرفون الغدر ويعلنونها حرباً في وضح النهار,لايتآمرون كاللصوص ليلاً ولا يتربصون باعدائهم على حين غفلة ,بل يبدأون صولاتهم بالاهازيج والهتافات كي يمنحوا عدوهم الوقت الكافي للاستعداد مهما كان وضيعاً وبلا اخلاق, نعم هذا ماعرفوه وتعلموه من اهل البيت عليه السلام ,فمن كان معهم ضد اهل الشر والرذيلة والتكفير سيحفظون له دمه وحقه وكرامته وامنه وكان فيهم كزعيم مكرم واخ محترم وصديق مقرب,كما حدث في الضلوعية وسامراء وغيرها ومن اختار القفز في خندق المجرمين وقاطعي الرؤوس,فليأذن بحرب ضروس لاقبل له بها ,فالموت احب اليهم من الذل والعار ولهم في الحسين الشهيد اسوة حسنة .

    فبعد انكشاف هذه الحقائق وافصاح القوم عن مكنونات قلوبهم السقيمة الحاقدة, من دواعش البعث وانصارهم او ساسة متآمرين مجاهرين بالكره والطائفية, اطلقها اسد الشيعة في العراق السيد الجليل السستاني فتوى اثلجت قلوب قوم مؤمنين ونغصت العيش على شذاذ الافاق ومن تبعهم باجرام الى يوم السحق باقدام الشرفاء,اطلقها بعد صبر طويل وحكمة بالغة, فتسارع ابناءه الاحرار الابرار والتحقوا بجبهات القتال مع اخوانهم في الجيش العراقي الباسل وفصائل الحق والغيرة العراقية وهاهم يسطرون اروع الملاحم في التضحية والمنازلات العادلة ويحققون الانتصارات تلو الانتصارات في سوح الوغى كاسود غاضبة لاتهاب الموت, قلبوا المعادلة بعزم لايلين واضاعوا على المتآمرين واسيادهم بوصلتهم, حتى سمعنا الصراخ يعلو في كل مكان وهذا لعمري دليل على الالم الذي اصابهم بسواعد الغيارى من ابناء العراق ,هؤلاء الابطال اعادوا للشيعة هيبتهم وشموخهم الحسيني الرائع ومنحوهم قوة وصلابة لاتقهر,انهم مخالب الشيعة لمن يسال عنها ومن شكك بها وببسالتها حين المحن وانيابهم التي ستمزق القتلة من ضباع سفلة البعث الداعشي وقطاع الطرق ومن جاء معهم طمعاً في النكاح والخلافة المزيفة الفاسدة.

    حشدكم وفصائل مقاومتكم الباسلة وجيشكم الغيور هي مخالبكم فلاتثلموها ياشيعة العراق, وقفوا ورائهم بكل عزم وساندوهم بكل السبل مهما كانت متواضعة, وحاربوا كل من تسول له نفسه المريضة ان يتهمهم ويستصغر افعالهم العظمية بحفظ الارض والعرض والدماء او يشوه سمعتهم بالاباطيل التي لاتصمد امام انجازاتهم الكبيرة على الارض, فلولاهم لما بقي العراق واقفاً على قدميه حتى الساعة, ولما بقي مواطناً عراقياً واحد مطمئن على روحه وعرضه وماله وولده.

    فتحية كبيرة لرجال الحشد الشعبي بكل تشكيلاته وكل الفصائل المسلحة التي تقود المعارك الان في خطوط النار, وتحية كبيرة لكل قادتهم الميامين ممن تركوا ترف العيش

    ونعومة الفراش ودفئه ليلتحقوا بسوح المواجهة الحقيقية.

    عباس العزاوي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media