الجعفري على خطى بايدن في تقديم الاعتذار
    السبت 28 فبراير / شباط 2015 - 21:52
    سامي جواد كاظم
    تعودنا على مفردة الاستنكار بشدة والتنديد بقوة والتحفظ على موقف او قرار وغيرها من مهازل مصطلحات السياسيين والتي لا تاتينا بكيلو طماطة (ممرودة) او كيلو باذنجان مر، اليوم بدا يظهر على سطح لهجة السياسيين مصطلح الاعتذار أي انه يشطح في كلامه ومن ثم يعتذر ، ولكن هل شطحاته مقصودة  ام من الهبل؟
    اول من استخدم مصطلح الاعتذار على (هفواته ) هو بايدن نائب الرئيس الامريكي وذلك عن خطاب ألقاه في جامعة هارفرد حول سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ، أن "مشكلتنا الكبرى كانت حلفاؤنا في المنطقة. الأتراك أصدقاء كبار لنا وكذلك السعودية والمقيمون في الإمارات العربية المتحدة وغيرها، الذين قدموا مئات الملايين من الدولارات وعشرات آلاف الأطنان من الأسلحة إلى كل من يقبل بمقاتلة الأسد، بعد تصريحه الصريح قدم اعتذاره للسعودية وتركيا والامارات ولكن سياسيا انه اراد ان يوصل رسالة وبالفعل وصلت فالاعتذار جاء تحصيل حاصل لانه لا يلغي الحقيقة وبايدن ليس ذلك الرجل الاهبل الذي لا يعي مايقول
    اليوم وتيمنا ببايدن استخدم وزير خارجية العراق الاعتذار لما بدر منه في مؤتمره الصحفي الاخير مع وزير خارجية ايران ذكر :" وأكد ان بلاده مستعدة للانفتاح على أي دولة تريد مساعدة العراق كما انها تنفتح على "داعش” وكل اعضائها وعلى اي دولة خارجه وتريد مساندة العراق.
     وقال "عندما زرت نيوزيلندا مؤخرا فقد ابدى مسؤولوها رغبتهم في الانضمام إلى داعش وقد رحبنا بذلك".
    بعد ان تناقلت وكالات الانباء ومواقع التواصل الاجتماعي وموقع اليوتوب ما قاله الجعفري بالاستهزاء والسخرية ظهر ثانية في تصريح اعتذار عن القول الصريح بعد صلاة التراويح ،عذرا ، ولكن كيف يكون القول صريح ؟
    فاما ان الجعفري وعلى خطى بايدن اراد ان يوصل رسالة للعالم فان العراق انفتح على السعودية وتركيا والامارات وهؤلاء هم داعش بعينها والوزير العراقي اراد ان يقول الانفتاح عليهم فقال على داعش اختصارا لاسماء هذه الدول وهذا امر لا باس به .
    والانفتاح الاخر المقصود ، فانها بصدد الغاء المساءلة والعدالة ورفع الاجتثاث عن حزب العفالقة والعفو العام عن الارهابيين وهذا قمة في الانفتاح  ، وكذلك الموظفين في الموصل من اين يستلمون رواتبهم؟ ولازالت الحكومة العراقية تمول داعش بطريقة غير مباشرة فالمليارات التي تدفعها الحكومة للعوائل النازحة بدلا من بيوتهم واموالهم التي استولت عليها داعش، فداعش تستلم والحكومة العراقية تدفع.
    يقال غلطة الشاطر بالف ، فهل انت شاطر يا سيد ابراهيم الجعفري ؟ فالالف من أي وحدة قياسية يمكن ان نقيسها ؟ التنازل  فقط عن المنصب فلو تنازلت الف مرة عن منصبك تكون لربما اعتذرت عن خطاك ، وان كنت لا تعي ما تقول فهذه الطامة الكبرى وبيدك حقيبة الخارجية العراقية ، وقد تتشبث بقول رسول الله صلى الله عليه واله: "من لم يقبل العذر من متنصل صادقا كان أو كاذبا لم ينل شفاعتي"، هذا الحديث صحيح ولكنه لا يشمل السياسيين لانهم ليسوا متنصلين .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media