المجد والخلود لثوار الانتفاضة الشعبية 1991
    الأحد 1 مارس / أذار 2015 - 16:40
    شوقي العيسى
    رئيس رابطة الكتاب العراقيين / أستراليا
    صرخات وصيحات وهتافات تؤرق مضاجع البعث وصوت الغضب العارم الذي اطلق من رحم الشعب العراق في آذار 1991 ذلك الصوت الذي اخترق مسامع الطغاة واوجع الظلمة. انها الانتفاضة بل انها الثورة ضد الظلم والطغيان والتعسف ، انها الثورة ضد الاستبداد والقمع والاستهتار البعثي.
    كلمة قالها الشاعر ابو القاسم الشابي : اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر.
    نعم انه شعب العراق انها صرخات ابناء الانتفاضة الشعبانية المباركة تطلق وتواجه اعتى دكاتورية في الشرق الاوسط ، فلقد استجاب القدر لابناء الانتفاضة وهرعوا لاسقاط الطاغية تحملهم عزيمة الثائر الغاضب لا يثنيه الموت واسقطوا وسيطروا على اربعة عشر محافظة عراقية ما خلا المناطق الغربية التي كانت موالية للنظام الصدامي. لذلك قيل عن الانتفاضة بانها غوغاء وشرذمة صفوية وما الى ذلك كما نسمعها من اتهامات الى وقتنا الحاضر في اتهام قوات الحشد الشعبي بالقوات الصفوية.
    لقد انطلق ابناء الانتفاضة الشعبية بعزيمة وغيرة العراقي الثائر المدافع عن حقوق ابناء جلدته المسلوبة لا يعبأ بالتحديات التي واجهها في وقوف امريكا الى جانب النظام الصدامي في اتاحة المجال الجوي لاستخامه العسكري ضد ابناء الانتفاضة رغم ان قرار الحظر الجوي واضح وصريح من قبل مجلس الامن الدولي بعدم استخدام نظام صدام للطيران العسكري، الا ان تسابق ملك السعودية في عقد قمة ثلاثية في حينها مع ملك الاردن الملك حسين ورئيس جمهورية مصر حسني مبارك والطلب من الرئيس الامريكي "بوش الاب" في توقف العمليات العسكرية ضد الجيش العراقي المنسحب اجباريا من احتلال دولة الكويت لاجل القضاء على انتفاضة ابناء الشعب العراقي خوفا من ان هذه الثورة تكون موالية لايران الدولة الشيعية.
    وبالفعل تم اجهاض الانتفاضة المشرقة من قبل اتحاد القوى الظلامية وتشريد ابناء العراق في جميع انحاء العالم ، وكان الحصة الاكبر لابناء الانتفاضة هم شريحة رفحاء الذين توطنوا في صحراء السعودية في مؤامرة قذرة استخدمت للقضاء على ثورة الشعب العراقي واندثارهم في صحراء تحيط بهم الاسلاك الشائكة ، سجون خصصها القوم لهدم احلام الشريحة الشابة وطمسها في رمال الصحراء.
    وها نحن اليوم استبشرنا خيرا بعد ان عوض صبر ثوار الانتفاضة المباركة بالتغيير وزوال شبح الدكتاتورية البغيضة التي اذاقت العراق والعراقيين شتى انواع القساوة والظلم ، تأتي حكومة من رحم الشعب العراقي وتوسمنا خيرا باتاحة المجال واستخدام النظام الديمقراطي لانتخاب حكومة عراقية ننتخبها نحن بايدينا. ولكن للاسف الشديد فكانت كل تضحياتنا تذهب ادراج الرياح في حلول حكومة عراقية هزيلة بكل المعاني فمنذ عام 2003 والى يومنا الحاضر يشهد العراق حالة من الترهل السياسية والانبطاح الغير مبرر واستقدام البعثيين وتفضيلهم على شريحة ابناء الانتفاضة الذين لولاهم لما حدث التغيير في العراق اطلاقاً.
    الى يومنا الحاضر وابناء الانتفاضة يعانون ويقاسون انواع الظلم والتهميش من حكومة تم انتخابها لعدة مرات ولازالت هذه الشريحة تعاني من التهميش وعدم منحهم حتى ابسط حقوقهم التي تم اقرارها في البرلمان العراقي عام 2013 في دمجهم في مؤسسة السجناء السياسيين.
    تحية اجلال واكبار والرحمة والرضوان على شهداء الانتفاضة الشعبانية الذين قضوا في مقابر جماعية على ايدي اقزام النظام الصدامي والذين استرجعوا كافة رواتبهم وامتيازات لا تعد ولا تحصى كونهم كانوا شريحة خدمت النظام البائد، فانا لله وانا اليه راجعون.
    تحية كبرى الى ابطال الانتفاضة الشعبانية المباركة لعام 1991 وبالاخص شريحة رفحاء الذين قضوا جل شبابهم في صحراء السعودية.

    شوقي العيسى
    استراليا/ ملبورن
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media