اللذة الكبرى هي أغلى من الدهر بكامله.
    الأثنين 2 مارس / أذار 2015 - 23:37
    بنيحيى علي عزاوي
    ناقد مسرحي مغربي الدراماتورج
    إذا سألت عني أو تساءلت عن هويتي ،فأنا مواطن مغربي يدرك جيدا مفهوم المواطنة والوطنية ذات اختلاف وائتلاف وتجانس  رائع بحسبان ، البشرية في المغرب تعيش متجانسة منسجمة منذ قرون من الزمان،.. في قاموسنا المغربي لا جهوية ولا قبلية تذكر،.. ولا ملل ولا نحل ولا عقائد تفرض، ولا شوفينية عنصرية بين أبناء المغرب الكبير وساكنته تعيش في أمن وأمان.. الكل يمارس حق المواطنة فعليه حقوق وواجبات باسم سلطان حقوق الإنسان..أماز يغ وعرب وأفارقة وأوربيون وأسيويون ومن قارات أخرى لهم مساواة بالقسطاس والميزان.. رجل أنا مغربي، إنساني  الطبع والطباع ، محمًل  بمشاعر جياشة مفعمة بسمو الحنان والهيام الروحي المكمم بروعة الأفنان، ومن خلال فلسفتي الإنسانية التي ترتكز على مبدأ إنسانة الإنسان تجدني سابقا إلى إزاحة الستار على عالم الأنفس في عالمي المسرحي بالتمام، لأن البشرية خلقت من نفس واحدة كما يقول القرآن الكريم ، وقال تعالى" : يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها" (( وبث منهما رجالا كثيرا ونساء. (( ..أجل،أنا مغربي إنساني رجل بحاثة في علم الجمال المسرحي الكثارسيسي العظيم الذي هو حفل واحتفال في المكان المقدس بحسبان. تجتمع فيه الأرواح والأنفس المختلفة الأشكال والأنواع الواعية بواقعها في الحال والمحال.. جمال عروضي المسرحية تحمل أسئلة التساؤل عن كل ما يتعلق بجوهر الإنسان..هذا الإنسان الذي هو محور الحدث تكمن في ذاته جمالية سمو التناقض والنقيض والتضاد في كمون سرية الخلق والكمال ..ومن شعاع/الجمال/ استثمر طقوسية الاحتفال الجدلي الذي يعتبر الناموس لفعل الدؤو والمحاكاة وعنصر التعرف هو مفكك الوحدات و الكثارسيس البديع في التشويق والاشتياق...ومن خلال مجموعة من القوانين اللينة  والمطاطية أستطيع تفيك الحكاية وتطويع رموز وحدات  الموضوع في البحث عن جوهر الصراع الطبقي للإنسان.. أجل بالطقس الاحتفالي "الكثارسيسي " الروحاني الذي هو عالم سحري عجيب، يغزو المبدع الصانع العاطفة بتقنيات لا حصر لها... ثم يستطيع بسهولة مخاطبة العقل باللغات الجميلة من: فن علم السيميولوجيا بشتى أنواعها وعلوم إنسانية ذات أكمام وأفنان ..((إيه يا العزاوي..رحل قطار الغربة بالعزاوي فلا رجع ولا رجع القطار ما يقارب عقد من الزمان..وسيعود بإذن الله القطار بالعزاوي محملا بالحنين الوجود وأريج الحنان إلى الوطن الأم في أقرب الآجال))....ستة عقود شمسية دارت دورة زمنية حلزونية من عمر فنان عاش غريبا غربة الغرباء،.. في وطنه عاش غربة صراع  وجودي وصراع بشري ملفف بالأحزان وخارجه عاش صراع غربتين متداخلتين على مستوى الواقع والمتوقع حتى تذوق مرارة الحنظل واكتشف أسرار..صحيح لم يشبع – العزاوي - من لذة الحياة ولم يعرف لذة نسائم سلسبيل ماهيتها مع القمر الساطع،.. أسئلة وجودية كثيرة وضعتها في ينابيع كوثر تموجان الحياة وتسنيم الجمال أستأنس بها تحت مظلة الحنين "البذرة المغروسة في نواة قلبي" ..نعم، هذا الحنين الذي استنتجته من الفعل الإنساني النفسي للخير..حنيني ليس لامرأة بشرية بعينيها بل هو أصلا لروح التوأم العظيم الذي لازال النجم الطارق يبحث عنه في كل مكان، جاريا نحو السير قدما بسرعة الزمان .. ثم حنيني هو حنين وجودي جميل يحتفظ لي بأسئلة وجودية مغلقة الأبواب لا أعرف أجوبتها في اللحظة والآن...ربما مستقبلا بإذن من النجم الطارق أكتشف العجب العجاب في سجل مرقوم له كتاب.. أحس في بعض الأحيان أن نورا مزركش الألوان يشع براقا في بصيرتي ويسرح بخيالي سرحا مبينا ، ثم يشرَع على مصراعيها أبواب أجوبة عن ماهية هذا الكون العظيم، البديع الصنع في الخاصية والتدقيق والجمال .. كنت دوما أردد بعفوية وبصولة الحكيم: "سبحان الخالق الرحمن.الذي خلق للإنسان روعة الخيال" ....ما أجمل وأحلى تنسيم وسلسبيل الحب العذري المتوازن مع روعة الفكر الراقي الذي له ضوابط  حنان صادقة كفردوس الجنان..حين يجمع الحب العذري توائم الأرواح من أنثى وذكر بصدف القدر الميمون، أكيد بسرعة تتقارب الأفكار بينهما ثم تتماسك قلوبهما بالخيط الزئبقية للهيام الروحي ثم يولد الغرام العذري وينعمان بأريج السعادة المثلى بالتمام... وانسيابيا يتم التلاقي للوصول والوصال إلى اللذة الكبرى التي تعتبر أعظم وأجمل وألذ وأغلى من الدهر بكامله في قياس صيرورة الجمال والكمال...
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media