كاولية سنّة العراق
    الأثنين 2 مارس / أذار 2015 - 23:49
    أياد السماوي
    يقولون عن أنفسهم أمراء وشيوخ عشائر , ويظهرون على وسائل الإعلام بزي هو الأشبة للزي الذي يلبسه شيوخ كاولية العراق , ويتحدّثون للناس بألف وجه , فتراهم يوما بنفس التشكيلة والكابينة يرّحبون برجال الدولة الإسلامية ويعلنون مبايعتهم لهم أمام وسائل الإعلام , ووقوفهم إلى جانبهم ضدّ الرافضة المجوس , ويضعون كل إمكاناتهم تحت تصرّف رجال الدولة الإسلامية بدون أي خجل , وعندما تدخل القوّات المسلّحة العراقية وقوّات الحشد الشعبي البطلة لتنقذهم من إجرام هؤلاء السفلة الذين دنّسوا وفتكوا بأعراضهم , ينزعون جلدوهم ويظهرون أمام هذه القوات وقادتها بوجه آخر ويصدروا البيانات الكاذبة بإهدار دم كل من ينتمي لداعش والقاعدة , ويعلنون وقوفهم ودعمهم للقوات المسلّحة وقوّات الحشد الشعبي ويرسلوا بعض من أبنائهم مع الحشد الشعبي لاثبات أنّهم وطنيون ومقاومون للإرهاب , بعد أن كانوا يسّمون هذه القوات بقوات المالكي والجيش الصفوي ويطلقون على قوّات الحشد الشعبي ولا زالوا حتى هذه اللحظة بالمليشيات الشيعية .
    الجميع قد شاهد البيان الذي تلاه الكاولي علي حاتم السليمان مع الكاولي ناجح الميزان في ( أربيل ) وهو يضع الشروط على الحكومة العراقية والقوّات المسلّحة العراقية وقوّات الحشد الشعبي البطلة ومطالبته رئيس الوزراء بإلقاء القبض على نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي ومحاكمته , متوهما أنّه قائدا سياسيا وعسكريا فاعلا ويملك قوّات فاعلة على الأرض , ومن موقع القوّة يعلن عن شروطه , فهذا الكاولي المنحط والعشرات من أمثاله الكاولية الذين يدّعون أنّهم شيوخ عشائر , هم سبب هذه المأساة وهذه الحرب وهذا القتل والدمار الذي عمّ كل محافظات الغرب العراقي , فهؤلاء الكاولية هم من أدخلوا هذه الجراثيم القاتلة إلى مدن العراق وقصابته , وهم الذين حموهم ووفرّوا لهم الملاذات الآمنة وفتحوا بيوتهم واقاموا الولائم لهم , ودفعوا بأبنائهم وشبابهم للالتحاق بهم والقتال إلى إلى جانبهم بغضا وحقدا على الشيعة , وكانوا يتحدّثون إلى وسائل الإعلام والفضائيات بأعلى أصواتهم بأنهم قادمون إلى بغداد لتحريرها من الفرس والرافضة المجوس .
    اليوم وبعد أن لاحت تباشير النصر المؤزّر لقواتنا المسلّحة الباسلة وقوّات الحشد الشعبي البطلة تلوح بالأفق , واقتربت نهاية الإرهاب الداعشي البعثي وفترته المظلمة , بدأت تتقاطر على وسائل الإعلام بيانات هؤلاء الكاولية ليوهموا الرأي العام العراقي بأنّهم أشراف ووطنيون وحريصون على العراق ودماء أبنائه , وأنّهم يدعمون الجيش العراقي وقوّات الحشد الشعبي البطلة في قتالهم ضد داعش , متناسين أنّ صفحات الأنترنت تحتفظ لهم بعشرات التسجيلات والمواقف والبيانات التي وقفوا فيها مع الإرهاب الداعشي تحت مسميات ثوار العشائر ومجالس العشائر , وكأنّ العراقيين لا يعرفون من هي العشائر السنيّة التي قاتلت وتصدّت لداعش والقاعدة والبعث الصدّامي المجرم , وقدّمت المئات من خيرة ابنائها فداءا عن الوطن ودفاعا عن العرض والمقدّسات , وهل سينسى الشعب العراقي تضحيات عشائر الجبور الأبطال وخصوصا جبور العلم وعشائر آل بو نمر وآل بو فهد وعشائر عبيد وغيرها من العشائر التي تصدّت وحاربت داعش بشكل حقيقي ؟ أمّا من وقف مع داعش ورّحب بهم وساندهم ودعمهم بالسلاح والرجال , فهؤلاء هم كاولية سنّة العراق وليسوا شيوخ عشائر , وعلى رأسهم الكاولي رقم واحد علي حاتم السليمان .

    أياد السماوي / المنتدى الإعلامي الحر في العراق
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media