آشور يتحدى داعش!
    الأحد 29 مارس / أذار 2015 - 06:11
    د. محمد فلحي
    أستاذ جامعي في الإعلام
    تدمير الآثار الأكدية والآشورية، وسط ذهول العالم، يمثل حلقة جديدة ضمن مسلسل الجرائم الداعشية، التي بدأت باستهداف مراقد الأنبياء والأولياء، في مدينة الموصل، ثم مشاهد عمليات الذبح والحرق، التي استفزت مشاعر الرأي العام، وكشفت عن وحشية هذه العصابات التي اختطفت بعض المدن العراقية، وجعلت سكانها رهائن وسبايا، تحت راية الدين الوهابي الداعشي الصهيوني التكفيري المنحرف!
    ضخماً يقدر عمره بنحو ثلاثة آلاف عام، أدى إلى صدمة عنيفة هزت الأوساط العالمية، بعد أن انتشرت صور الجريمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات،حيث عبّر الارهابيون عن إفلاسهم الفكري وسقوطهم الأخلاقي، ولايوجد غطاء سياسي أو دعائي لتسويغ منهجهم الوحشي، بعد أن ظل بعض المارقين يدافعون عنهم بتسميات زائفة !
    اريخ القديم هو الملك الاشوري الذي لقب بملك العالم( توفي في 627 ق.م) وكان آخر ملك للإمبراطورية الآشورية، اشتهر, بصورة خاصة, باهتمامه بالإنجازات العلمية وتشجيعها وأنشأ مكتبة ضخمة, وجمع الكثير من ألواح الطين التي دونت فيها القوانين والشرائع, وكل أنواع المواد العلمية والثقافية المكتوبة، وأسس المدارس، وشقّ الطرقات وعبّدها، وشيد المباني العامة. لم يكن آشور بانيبال شيعياً أو مسيحياً أو يزيدياً أو عربياً أو كردياً أو تركمانياً، بل كان رمزاً عراقياً شامخاً، يجسد وحدة الأرض وألق الحضارة العراقية، وكان هؤلاء الحاقدون لا يطيقون علم العراق الموحد، ويسعون لتمزيقه،عبر وسائل الكراهية والعنف والدمار،ولكن هيهات فشعب العراق رفع راية التحدي، وقد تنادى المجاهدون الحقيقيون واحتشدوا في ساحات المواجهة لصد العاصفة السوداء ورد الكائدين على أعقابهم خائبين! كان الدواعش يعبثون بأرواح الناس وممتلكاتهم ومقدساتهم، في مدينة الموصل، طوال الشهور الماضية، ويقدمون بين مدة وأخرى فلماً من أفلام الترهيب المصنوعة بتقنيات عالية، في حرب نفسية تستهدف زعزعة المعنويات وبث مشاعر القلق والخوف، بيد ان هذه الأفلام فضحت جرائم الإرهاب وأصبحت وثائق إدانة دامغة، سوف تساعد العدالة في معاقبة المجرمين،عندما يسقطون قريباً في قبضة القوات المسلحة العراقية الباسلة وفصائل الحشد الشعبي المجاهدة.
    بيعها في السوق السوداء، سوف تزيد من عزم العراقيين على تحرير أنفسهم من هذه الوحوش، التي لا تحترم أي حدود دينية أو قيم أخلاقية، وسيقف العالم كله مسانداً وشاهداً على صولات الرجال البواسل، وهم يتقدمون اليوم نحو تكريت، للقصاص من مرتكبي مجزرة سبايكر، ثم يواصلون اندفاعهم الصاعق لدك أوكار الظلام في نينوى،لتكتب صفحة مشرقة جديدة في تاريخ المجد العراقي ورموزه السامقة.

    "البيان"
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media