كلمة أمام المقاومة وسيدها حسن نصر الله أزالت الغصّة من نفوس العراقيين
    الأحد 29 مارس / أذار 2015 - 10:54
    أياد السماوي
    عندما كتبت مقالي (عدم إدانة العدوان على اليمن صدمة أخلاقية وتواطئ مع العدوان) يوم أمس , لم أكن قد استمعت بعد لكلمة أمام المقاومة وسيدها حسن نصر الله حول العدوان السعودي السافر والظالم على دولة اليمن وشعبها , وحتى أكون صادقا أمام الله وأمامكم أيها الأخوة والأحبة , إنّ السبب الوحيد الذي دفعني لكتابة هذا المقال ليس موقف الحكومة العراقية المائع أو موقف أحزاب شيعة السلطة الجبان والمتخاذل , بل هو التغافل المتعمّد لهذا العدوان السافر وعدم الإشارة إليه وإدانته في خطبة جمعة كربلاء , ولأكون أكثر صدقا وصراحة معكم , أنّ جميع خطب الجمعة في العراق عدا جمعة كربلاء لا تعنيني من قريب أو بعيد , بل وليس لها من الاهتمام عندي بمقدار مثقال ذرّة , وسرّ اهتمامي بخطبة جمعة كربلاء تحديدا , لأنّها وكما يقال تمّثل المرجعية الدينية العليا في العراق , ولو أنّي لا أستطيع أن أجزم بذلك , فهنالك من يقول أنّ خطبة جمعة كربلاء تعبّر عن موقف ورأي أبن المرجع الأعلى وليس المرجع الأعلى والله أعلم .
    ففي الوقت الذي كان الجميع مشدودا لخطيب جمعة كربلاء وماذا سيقول عن العدوان الغاشم على شعب اليمن , فوجئ الجميع أن خطيب جمعة كربلاء قد تغافل متعمدا ذكر أي إشارة عن هذا العدوان , فليس من المعقول ولا من المنطق أن يتمّ التغافل عن حدث وعدوان بهذا الحجم قد شغل العالم بأسره , خصوصا إذا عرفنا أنّ هذا العدوان الإجرامي السافر , تقف ورائه أسباب طائفية قذرة , وأنّ المقصودين بهذا العدوان الغاشم هم مسلمين شيعة , ولهذا عندما عبرنا عن هذا التغافل المتعمّد بالصدمة الأخلاقية , لم نكن نقصد الإساءة إلى مقام المرجعية أو خدشها لا سامح الله , بل كان القصد هو التذكير بأنّ السكوت على الظلم أبشع من الظلم , وعدم إدانة المعتدي تواطئ معه , والله سبحانه وتعالي قد أجاز لنا ردّ العدوان بمثله في قوله تعالى ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) , فالرد على العدوان وإدانته واجب مؤكد .
    فهذا التغافل المتعمّد في عدم إدانة العدوان كان غصّة في نفس كل مسلم شيعي , وأقول كل مسلم شيعي لأن كلّ السنّة في العراق قد فرحوا وباركوا لهذا العدوان الآثم إلا ما رحم ربي , حتى جائت كلمة أمام المقاومة وسيدها حسن نصر الله لتزيل هذه الغصّة من نفوس العراقيين , ولتعيد للإنسان الشيعي ثقته بنفسه وعقيدته بعد حالة اليأس التي تسببت بها عمائم شيعة السلطة في العراق , كما أنّ هذه الكلمة قد كشفت كذب وزيف عمائم السلطة المتكالبة على المال والنفوذ والسلطة , وفضحت مواقف أحزاب شيعة السلطة المتخاذلة والجبانة , فهذه هي عمامة رسول الله الحقيقية , فمن أراد أن يلبسها فعليه أن يكون بمثل السيد حسن نصر الله خلقا ودينا وجهادا وورعا وتقوى , في الختام أقول , ولكم يا عمائم السلطة في حسن نصر الله إسوة حسنة .

    أياد السماوي
    المنتدى الإعلامي الحر في العراق
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media