عاصفة الغرائب!
الأحد 29 مارس / أذار 2015 - 16:33
سالم مشكور
إعلامي ومحلل سياسي
غريب أن نسمع الرئيس المصري يقول أن ما حدث في اليمن هو انقلاب على الشرعية، وإنه مستعد لارسال قواته لإعادة الحكم الى الشرعية . فلو كانت كل «شرعية» لا يجوز الانقلاب عليها، فان حكم الرئيس المخلوع محمد مرسي كان شرعيا (بذات المعيار) أيضا، والسيسي أطاح به. هل يعني ذلك ان حكم السيسي الان غير شرعي ؟ وهل ان من حق دول معادية له مثل قطر وتركيا استخدام أموالهم لاستخدام قوات باكستانية لمهاجمة مصر و»إعادة الشرعية»؟.
غريب أيضا أن نسمع التصريحات السعودية وهي تتباكى على الشرعية والديمقراطية في اليمن، وتستنفر قوات دول أخرى لـ»إنقاذ « الديمقراطية في هذا البلد ، فيما الحكم في السعودية تتداوله عائلة واحدة، يتقاسم ثرواته أفرادها من دون اكتراث بمصالح الشعب.
غريب أيضا أن يدعو الرئيس التركي كلا من إيران و»الميليشيات الشيعية» الى الانسحاب من اليمن. ونحن نتساءل: هل ثمة وجود عسكري أيراني في اليمن؟ لم أحداً يتحدث عن ذلك حتى أعتى أعداء إيران الخليجيين. ثم من هي الميليشيا الشيعية؟ إذا افترضنا أن الحرب هي ضد الحوثيين فهل هم ميليشيا وهل هم أجانب في اليمن أم هم يمنيون أصلاء؟ وإلى أين يذهبون؟
غريب أيضا أن يجتمع الاعداء، قطر وتركيا من جانب، والسعودية ومصر من جانب آخر، في جبهة واحدة ضد جزء من الشعب اليمني. مصر تهاجم الحكم التركي الاخواني على مدار الساعة لكنها تقف الى جانبه عسكريا وسياسيا في حرب لاشأن لها بها. صحيح ان القاهرة ترد الجميل للسعودية ودول خليجية اخرى لدعمها المالي المقدم في مؤتمر شرم الشيخ الاخير، الا انها – أي القاهرة- تقدم خدمة للمشروع السياسي التركي الذي يريد تزعم المحور المعادي للمحور الايراني اليوم، والهادف الى بسط سيطرة الاخوان المسلمين كذراع للعثمانية الجديدة في المنطقة.
هذا غيض من فيض غرائب الهجوم الكبير على اليمن الذي يستحق اسم «عاصفة الغرائب»، بدل «عاصفة الحزم».. حزم لم يظهر يوماً لحماية دولة عربية بل فقط في المشاركة في تدمير دول عربية خدمة لمشروع خارجي.