حرب الخليج الثالثة
    الأحد 29 مارس / أذار 2015 - 19:21
    أبو فراس الحمداني
    كاتب ومحلل سياسي
    انها الحرب الطائفية تطل برأسها من جديد لتنشر الموت وتُعيد توزيع النفوذ والاصطفافات على حساب الاوطان والشعوب ،، حرب دفعنا ثمنها غاليا وابعدتنا عن ركب التطور والبناء حينما تطور الجميع على حسابنا ،،، كلنا يتذكر الحرب العراقية الايرانية وكيف تحولت السعودية مرة واحدة من المركز المتقدم للرجعية العربية (حسب التصنيف الثوري  البعثي آنذاك) الى الشقيقة الكبرى للنظام الصدامي….. حرب استنزفت ايرادات النفط الهائلة دفع  العراقيون ثمنها من ابناءهم واموالهم ومكانتهم ….الحرب القذرة عادت مرة اخرى بقيادة الشقيقة !!!! السعودية ايضا ؟؟؟ تحالف  طائفي  جديد تموله ممالك البترول  شمل دول الخليج ومصر والاردن والسودان والمغرب مهمته الاجهاض على الاستحقاق الديمقراطي في المنطقة….. السعودية وباقي المشايخ في الخليج يدخلون المعركة بمسمياتهم الصريحة هذه المرة بعد ان فشلت القاعدة والنصرة وداعش وانصار السنة  في تحقيق الاهداف ؟؟ لأول مرة  يُطرح  في التاريخ السياسي إن دول ترى في الديمقراطيات الناهضة تهديدا لامنها القومي ،،، لذلك استنفرت  السعودية كل امكانياتها المادية والاعلامية والسياسية لمحاربة الثورات العربية ..!!

    بدأت مهمتهم  بإطلاق رصاصة الرحمة على  التجربة المصرية واعادوا الحرس القديم وفرضوه على المجتمع الدولي !!!! وحولوا اكبر واقدم  تيار سياسي  اسلامي في المنطقة (الاخوان المسلمين  ) الى حركة ارهابية!!! قياداتها في السجون تنتظر المحاكمات والاعدام ؟؟

     مشيخة قطر هي الاخرى أعلنت  العداء للشعب الليبي والشعب التونسي منذ اليوم الاول للثورة معتبرةً ان التغيير انحرف عن المخطط الشيطاني لامارة آل سعود وال ثاني الذي كان يهدف الى أن تتحول هذه الدول الى اماراتٍ  وهابية متلائمة مع الحكم البدوي لمشايخ الخليج  وماتشهده ليبيا من جرائم ارهابية تتحمله المخابرات القطرية حسب ماتصرح به يوميا الحكومة الليبية المنتخبة والشرعية؟؟؟؟

    وبما ان اليمن تُمثل خاصرة الامارات النفطية فقد كان التدخل كبيرا لكسر الارادة اليمنية ، حيث فُرضت المبادرة الخليجية على اليمنيين  وتم الالتفاف على الثورة  ومنجزاتها ودُعم السلفيون بقوة في الشمال وفرض عبد ربه منصور هادي الرجل الثاني للنظام الساقط كأمرٍ واقع على اليمنيين ،، مما اضطر الشعب اليمني وقواه الحية الى العودةِ  للثورةِ  من جديد لكي يفشلوا المؤامرة الرجعية  التي يقودها نظام آل سعود في المنطقة !!!

     هذا النظام الذي وصفته المملكة الاكثر تحضرا في العالم مملكة السويد على انه يحكم بعقلية القرون الوسطى… ويُطبق  قضاءً شرعيا وفق الفقه الوهابي المطابق تماما لممارسات داعش  ، حيث اعقبت هذه التصريحات الاعلامية ازمة دبلوماسية حادة بين البلدين وتعتيم اعلامي كبيرعلى الوصف السويدي للسعودية من الميديا الصهيونية التي تجد في الممارسة الوهابية للملكة نصيرا وداعما كبير؟؟؟

    هذا السيناريو الشيطاني تحرك في سوريا ….. الوضع مشابه تماما حيث ركب الخليجيون موجة الاحتجاجات السلمية المشروعة للشعب السوري ليحولوها الى جيش ارهابي يطالب باقامة امارة اسلامية تستمد شرعيتها من أمارة الوهابية الكبرى في المملكة ؟؟، وتحول الصراع من انتفاضة شعب سلمية ضد نظام الحزب الواحد  الى جهاد للقوى التكفيرية ضد نظام نصيري رافضي  كما وصفته هيئة كبار علماء الوهابية في مملكة ال سعود؟؟؟

    وتمتد اذرع الاخطبوط السعودي نحو التجربة العراقية  حيث يتجلى التدخل السعودي بأوضح صوره ….السعودية كما اسلفت لاتعترف بالاستحقاق الديمقراطي ولايمكن ان تقبل بمعادلة الديمقراطية التي تجعل الشيعة العرب على صدارة الحكم في العراق،،، فتآمرت بكل الطرق ….دعمت  الخط البعثي الذي يترأسه علاوي منذ ان كان بالمعارضة وبعد ان اصبح بالعملية السياسية بالمليارات لكي تزيّف المعادلة ولم تسطع…!!! راهنت على الارهاب التكفيري عبر دعمها لكل القوى السلفية في العراق بالفتاوى التي كانت تبثها القنوات السعودية  لسليمان العودة ومحد العريفي وكبار آل الشيخ (العوران) الذين يفتون بمحاربة الامريكان في العراق  (فتاوى  التكفير اساسا ضد الشيعة)  ويعتبرون الامريكان انفسهم  اصدقاء وحلفاء في المملكة والخليج!!!!!!

    القائمة تطول للمؤامرات السعودية القذرة ضد الشعب العراقي ،، كان اخرها الاعتراض على نتائج الانتخابات واشترطت تغيير المشهد السياسي بما ينسجم مع اجندتها الطائفية  لكي تُطبع  علاقاتها مع العراق ،، وأستجاب البعض لتلك المطالب طٓلباً للسلام وكعادتها السعودية  ماضية بمخططها لاتعبأ بأي تعهدات او تنازلات تُذكر  ؟؟؟ وها هي الان تشرط تحييد وتجريم الحشد الشعبي واعتباره المعادل الاجرامي  لداعش ،، وهنالك من  المهزومين الفاسدين في  المنطقة الخضراء من يتناغم مع ذلك  ،، جرائم آل سعود لم تشمل  المكون الشيعي فقط بل تجاوزت ذلك الى السنة العرب حين اختزلهم بالبعثيين والتكفيريين  معتبرةً  عودة الحرس القديم الى الحكم بمثابة حصول السنة على حصتهم من السلطة في العراق وهي بذلك تدافع عن عملاءها وليس عن العرب السنة،،،

    وبعد كل هذه الجرائم التي احدثتها  الامارات النفطية بحق العراق والديمقراطيات الناشئة في المنطقة لابد لنا ان نؤكد على ان  الانسانية اسقطت الطغاة والمستبدين في كل انحاء المعمورة في افريقيا وامريكا اللاتينية واوربا الشرقية  ولم يبق الا  طغاة جزيرة العرب  الذين يحتمون بنفطهم لشراء الذمم  وارهابهم  الذي يهددون به الامم  والشعوب ؟؟

      التاريخ لم يسجل ابدا هزيمة الشعوب و انتصار الطغيان ؟؟؟؟؟ بل سنن التاريخ تسير عكس ذلك!!!!  لايمكن ايضا لدول دكتاتورية ليس لديها برلمان او دستور او فصل للسلطات،، لا يمكن لهذه الدول ان تقود الديمقراطية وتضع اشتراطاتها في المنطقة ؟؟؟ هذه الدول انتهى مفعولها وعمرها الافتراضي وهي تشبه عمليات الترقيع والتجميل التي قامت بها الفنانه الراحلة صباح !!! الى ان اصبح وجهها غير صالح للعرض!! ومن يرى سعود الفيصل في مؤتمر القمة الاخير يعرف ذلك ،،، لايمكن لاي طرف أن يكسر ارادة الشعب العراقي بعد ان اخذ المبادرة على الارض ،،، كسر قوات الحشد في المعركة سيجعلها تلجأ الى اساليب ثورية اخرى تثبت شرعيتها وتسحب البساط من المؤامرة الطائفية التي تحاك للعراق ،،، نتمنى ان لايتكرر النموذج الحوثي  في العراق لانه الوحيد المتوفر على ارض الواقع السياسي ،،،


    أبو فراس الحمداني
    Firas65firas@yahoo.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media