السعودية الوهابية ...وفخ الحرب الذي أوقعت نفسها فيه...!!!
    الثلاثاء 31 مارس / أذار 2015 - 05:53
    أ. د. حسين حامد حسين
    لا أنكراني احمل اليوم في ذاتي نوعا من غبطة طفيفة تفيض على ما أشعربه أحيانا من غصة أفعال النظام السعودي الوهابي ضد شعبنا ، إذ لا تزال هذه الغصة تجعل مذاقي علقما كلما وجدت السياسيين العراقيين يهدرون كراماتهم ويسارعون الى علاقات جديدة مع هذا النظام الوهابي المجرم والكافر لاعادة سفارته في العراق . ومصدر هذه الغبطة ان السعودية الوهابية قد ورطت نفسها في حرب في اليمن سوف لن تنتهي قريبا ، لكي تذوق مرارة الحرب الذي طالما أشعلته في اوطان كثيرة وخربتها. فالسعودية سوف تخسر كيانها ، وستضطرالى طأطت رأسها للظروف القادمة باذن الله تعالى، وربما ستضطرفي النهاية ان تهرع الى الولايات المتحد تطالب بايقاف هذه الحرب التي بدأتها هي على الشعب اليمني .

    فمنذ نشأة النظام السعودي الوهابي ، والحكام السعوديين لا دين لهم ولا أخلاق. ويكفي السعودية خزيا انها وهي تحاول ارتداء جلباب العفة والتدين والطهر المزيف، انها وعند الحديث عنها ومن خلال من عملوا في مدنها الكبيرة ، فانها لا تعتبرسوى بلد العالم الارضي للمخدرات والفسق والرذيلة. فالمذهب الوهابي ، هو حركة أصولية راديكالية تقوم على التطرف والارهاب ، والنظام في اساسه كافرا بالدين الاسلامي في عدم طاعته أوامر الله الخالق تعالى من خلال خروجه على الاسلام وأعتناقه المذهب الوهابي العنصري الطائفي. وكنظام لاأخلاقي، يكفي ان نشير أن ألارهابي المقبور بن لادن وشبكته القاعدة يعتنقون المذهب الوهابي أيضا. ويكفي النظام أيضا خسة وانحطاطا في تماديه في كراهيته للمذهب الشيعي بشكل خاص ، ذلك لأن الفكر الشيعي كان دائما المتصدي لكفر المذهب الوهابي بالدين الاسلامي الحنيف ومحاولات تشويه قيمه الايمانية الكبرى من اجل فضح ارهابه وافترائاته على الدين.
    فالنظام السعودي الوهابي ، قد وضع المذهب ألاسلامي الشيعي موضع التحقير واطلق عليه النعوت معتبرا أن الشيعة خارجون عن الاسلام ناعتا إياهم (بالصفويين والروافض) وغيرها من الالقاب. وكان هذا النظام الوهابي من أخسأ واحقر من بذخ المليارات من اجل اسقاط النظام الديمقراطي الجديد من خلال تصديره الارهابيين للعراق ، وشراءه ذمم بعض السياسيين العراقيين من الكتل السنية والبعض من الشيعة البعثيين او المواليين للبعث وتوظيفهم في المخابرات السعودية وتدريبهم ودعمهم للتصدي للديمقراطية الوليدة!!
     
    أما سلوك هذا النظام الوهابي تجاه العرب والمسلمين، فيعتبر الاسوأ ، بعد أن قدم نفسه كنظام يؤكد اصراره على الكفر والجحود بكل علاقات الاخوة العربية وألاسلامية . فنجده اليوم وبلا أدنى تردد، ومن منطلقات طائفية ، يشن عدوانا عسكريا على اليمن لتدمير الحوثيين ، لا لسبب سوى انهم من الطائفة الشيعية . كما ويغدق بامواله النجسة لشراء ذمم بعض الدول الانتهازية كمصر والسودان وغيرها من دول فقدت مصداقياتها ووجودها المعنوي من خلال مواقف بيعها وشرائها لسمعتها وسمعة شعوبها. فالنظام السعودي الوهابي ، لايزال يحاول فرض نفسه من خلال ثرائه النفطي، ولكنه لا يمتلك مع ذلك الثراء أخلاقا او قيما انسانية، فكانت مساوماته مع بعض من الحكام العرب الفاسدين ، وبالا على المسلمين والعرب . فقد حاول هذا ألنظام الوهابي من قبل حماية حسني مبارك من القصاص العادل الذي كان الشعب المصري يطالب به لمصير حسني مبارك لما عاث في مصر من فساد. كما ولن ينسى الشعب المصري تهديدات الملك السابق عبد الله من اجل مبارك المخلوع ، وعروضه لإيوائه . وكذلك توفيره الحماية أيضا لزين العابدين ألذي سرق أموال الشعب التونسي . والمواقف السعودية هذه تذكرنا بمواقف رئيس الاقليم في ايوائه للمجرمين السياسيين العراقيين الذين كانوا يقفون وراء دعم الارهاب وسرقة الثروة الوطنية ، ويلجؤون الى الاقليم ، وهم لا يزالون في حمايته ، تماما كما يفعل النظام السعودي الوهابي مع رؤساء الحكومات العربية الفاسدة .
     
    ففي العراق وبعد سقوط النظام البعثي في 2003 ، وبحجة مقاتلة المحتلين ألامريكان الذين أطاحوا بالنظام المقبور ، كشف النظام السعودي عن وجهه القبيح من خلال سلوك ارهابي اجرامي بحيث برهن على أنه ألاكثرهمجية ولاإنسانية ضد شعبنا العراقي في تصديره الآلاف المتطرفين السلفيين الوهابيين من العرب والاجانب، وتشجيع علمائه الوهابيين باصدار الفتاوى التي تبيح قتل الشيعة وهدر دمائهم ، تماما كما تفعل داعش اليوم. فالنظام السعودي المجرم ، لا يزال يعتقد ان في تدميرالعراق وتخريب حضارته وتهديم أضرحة ألائمة الاطهار ، عملا اسلاميا بطوليا . كما ويعتبر أن الفتك بالشيعة بحجة ألجهاد ضد الغزاة الامريكيين وباسم الاسلام ، هو خدمة وتوافقا وتطبيقا لعقيدته الوهابية الضالة ، وما برح متحالفا مع ارهابي القاعدة وفلول البعث الفاشي العراقي ، ويمدهم مع انظمة قطر وتركيا والاردن بالدعم المادي واللوجستي. ولكن ، بعض السياسيين العراقيين من الشيعة والسنة ، لا يزالون يدينون بالولاء لهذا النظام الارهابي الكافر ويمثلون استمرار تحديهم لشعبنا من اجل تلك العلاقة النفعية مع النظام ، وسيأتي الدور في النهاية  على هؤلاء الخونة قريبا ان شاء الله .    

    والمعروف عن النظام السعودي الوهابي وفي كل الازمان ، أنه طالما أبدى تعاطفا بلا حدود مع كل رئيس دولة أوسياسي كبير يعمل ضد شعبه ابتداءا من شاه ايران الى صدام الى أياد علاوي الى الرؤساء العرب الذين تم استأصالهم في ألانتفاضات الشعبية في الربيع العربي . وكذلك ، كان الارهاب السعودي ولا يزال يفتك بالاكثرية الشيعية في البحرين والتي ثارت على الملكية هناك ، حيث وجدنا مسارعة النظام السعودي بارسال قوات (درع الجزيرة) الى البحرين لقمع الانتفاضة الشعبية وقتل الشعب البحريني ألاعزل (الروافض) وارتكاب ألمجازر ضدهم ، لانهم كانوا يطالبون بالعدالة والمساواة في حقوقهم أمام القانون اسوة بالاقلية الحاكمة .
    والنظام السعودي ، لم تشرف علاقته بالانظمة العربية أوالمسلمة ، ما عدا عملائه حصرا. فالعلاقة معه ، أثبتت أنها لا تزيد هؤلاء سوى امتهانا واحتقارا لهم بين العرب والمسلمين . فهذا النظام الذي يشن اليوم حرب ابادة ضد الحوثيين في اليمن ، هو نفسه الذي لم نجد له مواقفا مشرفة مع الفلسطينيين في الدفاع عنهم ضد ألاحتلال الاسرائيلي لارضهم ، سواءا في الماضي والحاضر. لكنه بالتأكيد ، قد برهن على انه  السباق دائما لكل موقف من شأنه أن يلحق الاذى والفرقة وعدم الانسجام بين العرب والمسلمين . فهل سمع أحدنا مثلا أي مواقف مشرفة من قبل هذا النظام لدعم أبطال حزب الله في انتصارات معاركهم البطولية مع اسرائيل؟ ألم تكن كل أمجاد هذا النظام المجرم ، قد تمثلت ربما في قسوته وبطشه في قتل الجنود العراقيين العزل المنسحبين من الكويت بعد طرد المقبور صدام ؟ 

    فبهذه الروحية القاسية المتوحشة يستمر النظام السعودي الوهابي في عدوانه الاثيم اليوم على اليمن الشقيق وبشكل علني ، خالعا عقال رأسه ليقف حاسرا بلا حياء وبهذا الشكل السافر، ليؤكد خسة النظام وجبنه وكفره بالاخوة العربية والاسلامية التي يدعيها ، وقصفه الشعب اليمني الثائر من الحوثيين "الشيعة" مضيفا الى سجله الاجرامي استهتارا اخر بالدين والاخلاق العربية.

    النظام السعودي الوهابي اليوم ، يبرهن مرة اخرى انه ليس سوى مصدرا لبشاعة النظام الذي لا يجيد سوى تصدير الارهاب الطائفي وقتل الشعوب الحرة ، فالحكام السعوديين قد تجردوا من إنسانيتهم وأستمرؤا سفح دماء اخوتهم العرب المسلمين ، وفي لامبالاتهم في دوسهم على ذممهم بعد ان تحالفوا مع بعض الشياطين من العرب ، في حقد وضغينة خصوصا ، ضد الشيعة واباحة قتلهم ؟

    سنبقى نترقب بلهفة ثورة الشعب السعودي البطل بوجه حكامه الفجرة والذين في ازاحتهم تكمن مرضات الله تعالى ، ونتطلع الى نهضة ألاحرار من الشعوب العربية ليضعوا حدا لطغيان ألانذال من حكامهم .

    حماك الله يا عراقنا السامق... 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media