اليمن .. حفاة عراة .. تحت وابل الطائرات
    الثلاثاء 31 مارس / أذار 2015 - 07:13
    د. مؤيد عبد الستار
    يمور اليمن منذ سنوات فوق صفيح ساخن ، وابعد ثورة نتذكرها هي ثورة السلال في الستينات  ، ومن ثم توالت الثورات والحروب واشتبكت  الخناجر والسيوف ، ويوم اعلنت جنوب اليمن دولة عاصمتها عدن ، استطاعت ان تتقدم بضع خطوات الى امام بفضل الدعم غير المحدود من قبل الصين و الاتحاد السوفيتي سابقا ، ولكن التجربة فشلت بسبب التناقضات السياسية في البلد  الذي لا يستطيع الوقوف على قدميه بسبب شتى التدخلات ، واكبرها تدخل الاخ الاكبر،  السعودية في الشؤون الداخلية لليمن .
    تـدخل السعودية في اليمن  معلن وليس خافيا ، ولا احد  يخشى من اعلانه لاسباب عديدة ، اولها ان لليمن شريط حدودي طويل مع السعودية ، يسهم في تنافذ الاحداث وتفاعل الاضطرابات اذا حدثت وانتقالها الى السعودية لتسري كالنار في الهشيم . فالوضع الداخلي في السعودية يغفو  على برميل من البارود ، ولخشية السعودية من تطور الاوضاع في  اليمن الذي سينعكس على الوضع الداخلي فيها ، اضافة الى موقع اليمن الجغرافي المتميز الذي يتحكم باهم منفذ للسعودية على البحر الاحمر ، باب المندب وخليج عدن وبحر العرب .
    لم تستطع السعودية بسبب طبيعة نظام الحكم  فيها بناء علاقات متكافئة مع جيرانها سواء اليمن او العراق او الاردن او عمان ، وظلت تحكم الجزيرة العربية ودولها المتعددة علاقات بدائية تعتمد سياسة تبويس اللحى ، وحل الخلافات على طريقة عزة الدوري ، في اقواله وافعاله المشهورة في المؤتمرات الخليجية ... وتتلخص بطريقة تمسيد الشوارب ... وهالله هالله بها الشارب ...!!
    وفي النتيجة حين يحين الجد ، لا تجد الشارب ولا صاحب الشارب .. البطل  يختفي في حفرة جربوعية في بادية الجزيرة  والباقي تتكفل بانجازه امريكا وكان الله يحب المحسنين .
    ان قيام تحالف عربي بسرعة خاطفة يعد سابقة تحسد عليها الدول العربية او بالاحرى الحكومات العربية ، فالحكومات التي دأبت العمل على طريقة السلحفاة في جميع الشؤون ، شؤون المعاملات مثل انجاز الطرق والجسور او برامج محو الامية او برامج منع الحمل ، او شؤون العبادات  مثل اداء الزكاة ومساعدة اليتامى والمساكين وابناء السبيل ، فرغم توصيات وايات القران الكريم الا ان اشد المتقاعسين في انجاز مثل هذه الاعمال هي الحكومات العربية الاسلامية .
    اما اذا تعلق الامر بالقيام بعمل مفيد لصالح الشعب ، فهو بحاجة لقرون والدليل ان حكومتنا الرشيدة الى اليوم لم تستطع انجاز ملعب كرة قدم واحد في بغداد رغم مضي نصف قرن على انجاز ملعب الشعب الذي نفذ باموال طيب الذكر الارمني كولبنكيان مستر خمسة بالمئة .
    ولا داعي لذكر المزيد من الامثلة ، لان اطفال العالم العربي يعرفون اين تقع غزة واين تقع شرم الشيخ ولماذا مازال الحصار مضروبا على غزة والمعابر مغلقة ، بينما الطرق الجوية مفتوحة للطائرات لتقصف ابناء اليمن السعيد لتسلب سعادتهم .
    ان ابسط الامور ركوب الطائرة وقيادتها نحو هدف مدني وقصفه بعدة قنابل او صواريخ ، وهو ما فعله الطيار الذي قصف هيروشيما بالقنبلة النووية قبل اكثر من ستين عاما ، ولكن شعوب العالم منذ ذلك اليوم حتى الان تلعن ذلك الطيار وتلعن من امر ما قام به من تدمير لمواطنين  لا ذنب لهم راحوا ضحايا ذلك القصف الهمجي المدمر .
    لا نجد اي معنى في توجه الطائرات لقصف الشعب اليمني  ، شعب يبحث عن لقمة خبز فلا يجد سوى الاسلحة بين يديه ، وما عليه الا ان يتقاتل بها ... لماذا ؟ لا احد يعرف  !
     هل تعرفون ..؟
     اجيبونا واجركم على الله !!
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media