حـصـاد المـتـنـبـي (17 نيسان 2015)
    الأحد 26 أبريل / نيسان 2015 - 08:04
    عبد الزهرة الطالقاني
    تشكل مجموعة الفعاليات والنشاطات الثقافية في جمعة المتنبي مشهدا ثقافيا مثيرا للدهشة ، فهذا الشارع اصبح فعلا قبلة للكثير من المثقفين والفنانين والكتاب والصحفيين ، فسوى معرض الكتاب الأسبوعي الذي يمتد على طول الشارع بآلاف العناوين وبأسعار لا تكاد تصدق بحيث ينافس أي معرض للكتاب ، فان هناك نشاطات متعدده ومتنوعة ، وعلى ذكر معارض الكتاب ، فان شبكة الاعلام العراقي وإدارة فندق المنصور ميليا اقاما معرضا للكتاب يومي 11-12- نيسان الجاري ، كما تم افتتاح معرض الكتاب السنوي  في معرض بغداد الدولي للفترة 16-22 نيسان ، المركز الثقافي البغدادي الذي اصبح واحدا من اهم المعالم الثقافية والتراثية في العراق ،  وهو مع مبنى القشلة اللذان تم تأهيلهما وصيانتهما من قبل محافظة بغداد بالتعاون مع وزارة السياحة والاثار إضافا الى الثقافة العراقية الشيء الكثير ، ومنحاها مساحة مهمة لتزداد فعالياتها ونشاطاتها ، وقد وفرا لها البيئة المناسبة لتلك الفعاليات.
    ففي الجمعة التي وافقت في السابع عشر من نيسان 2015 كان في المركز الثقافي وحده (20) فعالية ثقافية توزعت على (11) قاعة مع خمس فعاليات كانت في باحة المركز وهذا الكم من الفعاليات في يوم واحد يكاد يكون مستحيلا في أي مكان اخر ، هذا اذا علمنا ان إدارة هذه الفعاليات وتنفيذها كانت بجهود منظمات المجتمع  المدني ، ولذلك عمدت إدارة المركز الثقافي البغدادي الى إقامة نشاطين في القاعة الواحدة بتقسيم الوقت من التاسعة صباحا وحتى الثانية عشرة والنصف ظهرا .
    فقد شهدت قاعة العلامة حسين علي محفوظ  ندوة فكرية ، كانت بعنوان ( الدين حاجة للبشرية ام عبء عليها) ، بمشاركة السيد جعفر محمد حسين فضل الله وادار الندوة الدكتور محمد الواضح ، وقد نظمها منتدى فيض للثقافة والفكر ، وشهد مسرح سامي عبد الحميد المهرجان السنوي الثاني لرابطة المجالس الثقافية البغدادية بمناسبة يوم التراث العالمي ، بينما احتضنت القاعة التشكيلية معرضا للفنان محمد السبع بعنوان يسالونك عن بغداد ، وعرض مجموعة لوحات هي عبارة عن تخطيطات بقلم الجاف ، وقلم السوفت ، وهذا اللون من الفنون انتشر مؤخرا واشغل مساحة لاباس بها من الفن التشكيلي العراقي ، مارسه عدد من الفنانين منهم الفنان محمد السبع .
     وعودة الى الفعاليات الثقافية التي شهدها المركز الثقافي البغدادي ، حيث استقبلت قاعة نازك الملائكة اصبوحة شعرية اقامتها مجموعة شعراء المتنبي ، شارك فيها تسع شعراء حيث ألقوا قصائدهم الشعرية بألوان وموازين مختلفة ، كما استقبلت القاعة ندوة حول برنامج (مصححون) النقدي ، اقامتها مؤسسة الورشة الثقافية ، في حين أُقيمت في قاعة عالم الاجتماع علي الوردي فعاليتان ، الأولى محاضرة عن التنمية البشرية للأستاذ باسم سبتي اقامتها رابطة بغداد الثقافية ، والثانية ندوة للمركز الوطني للدراسات والإصلاح القانوني بعنوان ( منظومة قانونية تضمن حرية التعبير والراي) ، والتي  تضمنت أربعة محاور ، كان المحور الأول حول قانون حرية التعبير عن الراي والتجمع والتظاهر السلمي ، والمحور الثاني حول قانون حق الحصول على المعلومة ، والثالث حول المواد العقابية التي تجرم النشر في قانون العقوبات العراقي ، اما المحور الرابع والأخير فكان حول قانون جرائم المعلوماتية .
    وشهدت قاعة الفنان ( جواد سليم) فعاليتين أيضا ، الأولى احتفاء بمجموعة من الفنانين العرب المشاركين بمهرجان بابل الدولي .. والفعالية الثانية كانت جلسة للملتقى الثقافي للاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ، وثم استضافة الناقد بشير حاجم وادار الجلسة الروائي صادق الجميل ، هذا وشهدت قاعة العلامة ( مصطفى جواد) ندوة بعنوان مختارات نسبية للشيخ حمود المحمداوي ، اقامتها رابطة الانساب وتوثيقها في العراق ، وندوة أخرى بعنوان ( مرحلة مابعد التغيير وحقوق الانسان في العراق للأستاذ حسين العادلي ) ، اقامتها مؤسسة شمس لحقوق الانسان ، وشهدت قاعة الفنان (محمد غني حكمت) مجموعة معارض تراثية لمناسبة يوم التراث العالمي ، أقامها تجمع لقاء الاشقاء ، وفي قاعة ألف ليلة وليلة عرضت رابطة السينمائيين العراقيين فلم "المنعطف" للمخرج جعفر علي ، وفي قاعة الشناشيل أقامت رابطة آفاق بغداد فعاليات تراثية .
    هذا وشهدت باحة المركز خمس فعاليات ، هي عبارة عن معارض فلكلورية وفنية وتراثية وفعاليات للرسم الحر امام الجمهور ، ومعرضا للطوابع واخر للعملات ومجموعة معارض للاكسسوارات ، وثلاثة معارض للكتاب ، اقامتها دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة ، ودار المامون للترجمة والنشر ، والمركز العلمي العراقي. انه مهرجان ثقافي شامل يحار المرأ أحيانا أي النشاطات يحضر ، وايها  يترك ، فتراه ينتقل ليغرف من هذه القاعة شيئا ، ومن القاعة الأخرى شيئا اخر . ان زائر المتنبي يوم الجمعة يعود بحصيلة ممتازة من المعرفة الثقافية ، اذا كان قصده ونيته التزود بالثقافة ، وان كان غرضه المتعة ولقاء الأصدقاء فانه ينال مراده ، أيضا لذلك يحق لنا ان نقول ( عمره خسارة الما يزور المتنبي ) مع الاعتذار (للسلمان) الذي طالما اشتقنا اليه .

    عبدالزهرة الطالقاني
    القاهرة
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media