شيزوفرينيا سياسية
    الأحد 26 أبريل / نيسان 2015 - 08:45
    أياد السماوي
    من استمع إلى كلمة رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلّحة العراقية حيدر العبادي في احتفالية يوم الشهيد التي أقامها المجلس الإعلى الإسلامي , والتي ادّعى فيها عدم وجود مؤيد لتنظيم داعش بين أهل السنّة في العراق وأنّ تنظيم داعش لا يملك رجالا عراقيين وأغلب عناصره من الأجانب , سيصل إلى نتيجة قاطعة أنّ الرجل مصاب بمرض انفصام الشخصية السياسي , والمعروف بالشيزوفرينيا السياسية , فمثل هذا الرأي لا يقوله حتى المخبول علي حاتم السليمان أو المسعور ناجح الميزان , وليس رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلّحة الذي يمتلك كل المعلومات , فإذا كان التصريح الذي أدلى به قائم على معلومات قدّمتها له الأجهزة الأمنية والاستخبارية عن هذا التنظيم الإجرامي , فهذه هي الطّامّة الكبرى , لأنّ تنظيم داعش هو تنظيم إرهابي سنّي مئة بالمئة , ويشّكل العراقيون من أبناء العشائر العراقية تسعين بالمئة من هيكل هذا التنظيم , وقد استطاع هذا التنظيم خلال فترة الاعتصامات التي قادها السياسيون ورجال الدين وشيوخ العشائر السنيّة أن يستقطب الغالبية العظمى من أبناء عشائر الغرب العراقي السنّي , وكل التقارير الاستخبارية تؤكد أنّ من يقود هذا التنظيم الإجرامي , هم ضباط النظام الديكتاتوري السابق في الجيش العراقي والأجهزة الأمنية وفدائيي صدّام .
    والقول بأنّ اغلب عناصر هذا التنظيم الإرهابي هم من الأجانب , تدحضه أعداد قتلاهم في ساحات المعارك , فالقتلى الأجانب لا يشّكلون خمسة بالمئة من مجموع قتلى هذا التنظيم , وإذا كان رئيس الوزراء يمتلك معلومات تدحض هذا الكلام , فليعلن للشعب العراقي أسماء الإرهابيين الذين نفذّوا جريمة العصر سبايكر , وكم هي أعداد الأجانب بينهم ؟ , إنّ هذا التصريح الذي أدلى به رئيس الوزراء قد شّكلّ صدمة للرأي العام العراقي ولذوي الشهداء والضحايا من أبناء الشعب العراقي , وهو بحد ذاته تبرئة للإرهابيين من دماء أبناء الشعب العراقي ومجاملة مشبوهة لدواعش السياسة على حساب الدم العراقي , وانبطاحا مخيفا قد تترّتب عليه قرارات سياسية خطيرة تتعلق بالمطالبات السنيّة اللامشروعة , والتي من شأنها إعادة تسويق داعش والبعث المجرم إلى الجيش والأجهزة الأمنية بذريعة أنّ داعش هم أجانب وليسوا عراقيين , وأنا واثق تماما أن عامة الشعب العراقي يعلم علم اليقين أنّ ما قاله رئيس الوزراء في احتفالية يوم الشهيد عن داعش , هو نفاق سياسي محض وخداع للشعب العراقي , ولا أحد يعرف ما الغاية من تبرئة القتلة المجرمين الدواعش وما المصلحة الوطنية في ذلك ؟ وليس لنا أن نقول سوى إنها الشيزوفرينيا السياسية .

    أياد السماوي
    المنتدى الإعلامي الحر في العراق 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media