كل شعب إن لم يع تاريخه جيدا،يجد نفسه مجبرا على تكرار الماضي المريض المكبل بالأساطير والخرافات
    الأحد 26 أبريل / نيسان 2015 - 19:44
    بنيحيى علي عزاوي
    ناقد مسرحي مغربي الدراماتورج
    إن  الغموض السائد في عالمنا المعاصر ابتداء من مجلس الأمن إلى دول الشمال ودول الجنوب ، يجعلني في متاهات لا حصر لها..اكتشفت غموضا في السياسة المعاصرة وخاصة لدى الدول الكبرى ..غموض وجمود ومصالح مادية ومعنوية لدى أصحاب القرار. غموض أفكار أجدها ملبدة بغيوم قاتمة في الساحة العالمية ..أين غابت أشعة الشموس الزاهية الألوان التي كان يحلم بها الإنسان الكوني الحليم.زمننا الحاضر يا سادة في عالم هذه الغربة المغربة بالاغتراب ،صعُب على الحكيم  المستبصر البحث عن الحلقة المفقودة فيه ،لأن هذا العالم أصبح عبارة عن فعل "التمسرح" عجبا!!!؟ أصبحنا نفهم ولا نفهم..نعي ولا نعي..نفكر أحيانا وأخرى نتيه في غياهب النسيان...تفاءل يلبسه التشاؤم..ما الحل؟سؤال أخاف أن يتناسى مع الروتين اليومي وسياسة الغموض. ألا تروا معي أن زماننا   هذا أصبح ملوثا  بالفيروسات المستحمة بالأشكال والألوان والأيديولوجيات"الشوفينية" المختلفة لغسيل الدماغ؟؟ زمان صار فيه الفهم مخبولا وصرعا مجنونا ..والجهل ريادة في مفاصل الدول وكتابا مرقوما عند شرطي العالم/ مجلس الأمن/...والمباح عندنا وليس عندهم ممنوعا والحرام عندهم حلالا مباحا أما عندنا حراما ويجرم عليه باسم حقوق الانسان.. ..زمن اختلطت فيه المفاهيم لتشع الفوضى الخلاقة  في استباحة النساء والرجال والأطفال على مرأى ومسمع الدول الكبرى والجمعيات الحقوقية باسم تأويل سياسة القرن الواحد والعشرين و"حقوق المثليين وجهاد نكاح المجاهدين"..زمان مزركش مجنون بالجهل والتجهيل . أصبح الجهل تاجا فوق رؤوس القطيع والغباء الخسيس لدى الدول الكبرى لياقة,...زمن فيروسي غريب...صار فيه النهب وسرقت أموال الشعوب كرامة ثم صار فيه الفقر عقابا للحكيم المستبصر وكل من رأى منكرا يريد تغييره حتى مع نفسه تتجسس عليه شياطين الأنس حتى أثناء نومه. زمننا المعتوه  هذا،صار فيه الحرف المتنور جريمة وصارت فيه كلمات المدح والمجاملة صوابا... زمن صار فيه الحر الشريف حمارا والصفيق الحربوات جوادا..زمن ليس كسائر الأزمنة والأزمان..صار فيه المنطق عبثا والأساطير والخرافات أم العلوم و العرف المترهل المسكون بالأخلاق البالية مصدر التشريع...  عجبا لهذا الزمان ،صار فيه التملق وضوحا والتسلق طموحا... صار فيه المبتدأ خبرا والمفعول به فاعلا... صار فيه الماضي مضارعا والمضارع ممنوعا من الصرف عند دول الجنوب فقط..هذا زمن كثرت فيه حروف العلة المعلولة التي ولدت وأنتجت لنا كلمات الاستفهام والتعجب والترجي بكثرة التكاثر في الفضائيات والجرائد والصحف اليومية لكي يزداد صبرنا في فقرنا ولا حق للمستضعفين في نصيبهم من الرفاهة في هذه الدنيا لأنها دار دانية ،وهي دار من لا دار له، وهي مال من لا مال له، هل هذا المنطق يقبله العقل اللدني ؟أو العقل الإلهي؟ الذي خلق هذه الدنيا بخيرات سراء و طائلة سرور ومنفعة هناءة هدوء لجميع خلائقه من البشرية في كل مكان فوق هذا الكوكب الأزرق الجميل..
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media