داعش ذو الأرواح السبعة
    الثلاثاء 28 أبريل / نيسان 2015 - 08:43
    نوري عباس
    -أن داعش هو الروح الأخيرة للبعث العراقي ذو الارواح السبعة وداعش هي الشهيق والزفير الطائفي البغيض الذي تعيش عليه العديد من العشائر والمناطق في العراق وهو شبح بوجهين ، وجه اسود يحمل السلاح ويذبح الأبرياء ووجه رمادي يصرخ في اروقة البرلمان وشبكات الاعلام متباكيا على سرقة الثلاجات والبطانيات من قبل الحشد الشعبي.

     ان داعش ليست فريقاً رياضياً للهواة بل هي خلاصة تجربة عسكرية لضباط عراقيين  أمتهنوا القتال وتمرسوا على حرب الشوارع وتدربوا منذ نعومة اضفارهم في القادسية وفي حرب الكويت على القتال  وخرّجوا اجيالا اكثر شراسة ووحشية منهم ، تعودوا على رائحة الدماء ورؤية الاشلاء لا يؤمنون بالحوار ولا يرغبون بالهدنة ، كانوا امراء في اكبر مؤسسة في العراق فاصبحوا لا يجدون عملا سوى القتل والذبح بعد انهيار مؤسستهم وكسبوا من الخبرة في القتال ثمان سنوات مالا تكسبة  جيوش في عشرات السنوات .

    رجال اشداء قاسية قلوبهم بل لا قلوب لهم ،  لا يهمهم ان يدمروا كل مدن العراق واحدة بعد الأخرى ويحولوها إلى تراب  ولا يهمهم لو قتلوا كل اطفال العراق ورجاله ونسائه واحدا بعد الآخر ولا يهمهم لو حولوا كل مدن العراق إلى سبايكر كبرى ولا يهمهم النصر ولا الهزيمة فمهنتم القتل والحرق والتدمير .

     ان داعش ليست عصابة مأجورة تعمل من اجل الدولار فقط بل هي فكر يغذيه الدين المنحرف ويشحنه الحقد المقدس ويدفعه إلى الذهاب إلى جهنم بدعوى الذهاب إلى الجنة ويجذ جذوره القوية في العقل الباطن ويجد جذوره في معركة الجمل وفي فكر الحجاج و في فكر مذابح القرون الوسطى بين الكاثوليك والبروتستنات ايضا .

    ان داعش ليست جمعية تعاونية صغيرة لبناء المساكن في تكريت او عصابة من مزوي النقود في الأنبار او مجموعة من المهربين في الموصل  بل هي  منظمة اقليمية عالمية يبرز وجهها القبيح في ليبيا ونيجيريا ومصر وفي اليمن و وسوريا وباكستان و تمدها الدول المتخمة بالبترول بأنهار من الدولارات وتخطط لها اصحاب العقول الكبيرة في البيت الأبيض وفي لندن وباريس بهدوء وبُعد نظر ويضحكون وهم يرون المسلمين يقتل بعضهم بعضا بالأسلحة التي يبيعونها لهم .

    ان داعش هي وحش زئبقي بعشرات الرؤوس تقطع راسه في تكريت فيطل عليك في الأنبار وتقطع رأسه في الأنبار فيطل عليك في الموصل .
    ان داعش لا يعالج بمعارك كلامية ولا يمكن القضاء عليه بجيش نظامي تقليدي ان داعش بحاجة إلى استمرار زخم قوات لا نهاية لها بدت طلائعها منذ تشكيل الحشد الشعبي لرجال تركوا مدنهم وقراهم  من اجل تحرير وطنهم وهم الذين طالما اتهموا بعدم الوطنية واثبتوا تفوقهم الساحق في صلاح وفي جرف النصر والقصور الرئاسية بسلاحهم الخفيف ، قوة مؤمنة بهدفها مضحية من اجل قيمها تكون ظهيرا قويا للقوات العسكرية في الجيش والشرطة وسندا لها في الهجوم والدفاع ومسك الارض .

    ان معارك الأنبار ماكان لها أن تستمر كل هذه المدة لو شارك فيها رجال الحشد وماكان لها ان تقدم هؤلاء الشهداء الابرار لو تواجد رجال الحشد فيها منذ بديتها ان تحرير الوطن  -كل شبر من الوطن - ليس بحاجة الى اجازة من احد .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media