بيان السفير لقمان الفيلي حول مشروع قرار لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي
تعتبر الولايات المتحدة من أقرب حلفائنا في حربنا المشتركة ضد كيان داعش الارهابي. ان الشراكة المتكافئة بين العراق والولايات المتحدة قائمة على أسس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل ضمن اتفاقية الإطار الستراتيجي بين البلدين. ولا يعكس مشروع القرار الذي صادق عليه مجلس النواب اليوم أي وجه من أوجه هذه الشراكة التي تجسدت بالتضحيات التي قدمها الطرفان في القتال ضد العدو المشترك. وما يثير استغرابنا ايضاً ان يأتي مشروع القرار في نفس الوقت الذي تعمل فيه قواتنا المسلّحة، بقيادة رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، على تدريب وتسليح قواتنا من أبناء عشائر الانبار لتحرير مناطقهم من سيطرة ارهابيي كيان داعش
تجدر الاشارة الى ان مشروع القرار هذا لا يعكس موقف الولايات المتحدة تجاه العراق منذ عام 2003 ولحد الان ولا يعبّر عن سياسة الإدارات الامريكية المتعاقبة منذ ذلك الحين. ولا يمثل حقيقة العلاقة القوية التي تربط بين البلدين والتي قامت على أساسٍ من القيم الديمقراطية
المشتركة. ولكنه، ومع الأسف، قد تسبب في حالة انعدام الثقة لدى بعض العراقيين ممن ليس لديهم إطلاع واضح على طبيعة الاجراءات في الكونغرس الأمريكي وساد لديهم اعتقاد بان مشروع القرار هذا سيتحول الى قانون ملزم يهدف الى تعزيز الانقسام واثارة الفتن في بلدنا العزيز.
ان حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي الائتلافية تمثل جميع الكتل السياسية والمناطق في كل انحاء العراق. ويتخذ قادتنا حالياً قرارات صعبة في مواجهة تهديد كيان داعش الإرهابي لبناء عراق تتوحد وتزدهر في ظل رايته جميع مكونات شعبنا من عرب واكراد وتركمان وشيعة وسنة ومسيحيين وغيرهم من الأقليات الأخرى على حد سواء.
بوضع هذا الهدف الستراتيجي نصب اعيننا فإننا نرفض وبكل قوّة عوامل الفرقة والانقسام التي تحملها بعض فقرات مشروع القرار هذا والتي لا تعبر عن الواقع داخل العراق ولا عن الروح الوطنية التي تلعب دوراً جوهرياً في دحر كيان داعش.
ان حكومة العراق الجديدة بقيادة رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي ملتزمة بتوفير جميع الموارد التي يحتاجها أبناء العراق الغيارى لتحرير مناطقهم من سيطرة تنظيم داعش بالعمل من خلال ومع قوات الامن العراقية. ان تحريض مكونات الشعب على بعضها البعض، كما يفعل مشروع القرار هذا، لن يؤدي إلّا الى إضعاف وحدتنا وفسح المجال لتنظيم داعش وغيره من المتطرفين للتغلغل بين صفوفنا.
نظراً لجميع الأسباب التي تم ذكرها، وفيما يمر مشروع القرار هذا بالقنوات التشريعية المختلفة فإننا عازمون على العمل مع الأعضاء الرئيسيين في الكونغرس الأمريكي والادارة الامريكية لتعديل هذه المادة وايصال أولويات الحكومة العراقية وتعزيز رؤانا المشتركة.
Search form
Search this site