"ستار" يبصق في وجوه كثيرة!
    الخميس 21 مايو / أيار 2015 - 15:36
    د. غسان نعمان ماهر الكنعاني
    باحث عراقي مغترب
    الشهيد ستار المحمداوي
    يقول الخبر المنقول من موقع "شفقنا":
    " عُدّ ستار المحمداوي أصغر شهداء الحشد الشعبي فهو من مواليد (2000) ورغم صغر عمره إلا أنه أبى إلا أن يذود عن العراق بدمه ملبياً نداء الجهاد والمرجعية الكريمة".

    ما أن قرأت الخبر حتى قفزت في ذهني الجملة أعلاه:
    "ستار يبصق في وجوه كثيرة"...

    فهذا الشاب الذي في أول عمر المراهقة وللتو قد اجتاز سن التكليف الإسلامي الشرعي (إمارات البلوغ الجنسي أو إتمام 15 سنة هجرية، أيهما يحصل أولاً)، ربما لم يتكلم كلمة واحدة ذات بال منذ أن تطوع في الحشد الشعبي وحتى فوزه بالقدح المعلى – الشهادة في سبيل الله والوطن، ولكنه بموقفه إنما "بصق" في وجوه كثيرة كالحة، عيونها زائغة تخبرك عن قلوب سوداء ملؤها الحقد والانحراف (فإن العين باب إلى القلب كما يقولون، أما ترى كيف ننظر في عين الشخص عندما نحادثه)...

    لقد "بصق ستار" في وجوه:
    1- القوات العسكرية الرسمية من شرطة الأنبار الذين هربوا بدلاً من الدفاع عن مدينتهم.
    2- الضباط من الجيش الرسمي الذين أعطوا أوامر بالانسحاب وهربوا.
    3- أعضاء البرلمان العراقي الذين لم يزالوا يشتمون مضحي الحشد الشعبي، بشكل أو بآخر، أكثره مقنع ولكنه مفضوح تماماً.
    4- شيوخ عشائر يشتمون مضحي الحشد الشعبي، ومنهم "ستار" القادم من مدن بعيدة، بينما هم يمارسون الشتم والنضال الجديد من فنادق في أماكن التآمر.
    5- شيوخ دين يطالبون – بكل وقاحة وغياب للتقوى – بعدم دخول "ستار" وإخوانه الأنبار، لتحرير أراض عراقية يعتبرها هؤلاء الشيوخ ملكاً لجماعتهم وحسب.
    6- ساسة "خريطي" وشيوخ عشائر "أخرط" وشيوخ دين "أشد خرطاً" يصفون "الحشد الشعبي" بكلمة "الحشد الشيعي"، فكأنهم يحفرون والتراب يقع على رؤوسهم لو دققوا قليلاً بهذه الكلمة!
    7- من كانوا يسمون "ستار" وجماعته بالخنازير، فهذا "الخنزير الشهيد" الذي يقاتل عنكم وأنتم آمنون "أطهر" منكم... ولله قول مظفر النواب: "إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم".
    8- من وقفوا على الملأ يقولون: "لن يدخل عبد الزهرة الأنبار"، فهذا "ستار" يمثل "عبد الزهرة" الذي صار أهالي الأنبار الكرام، من شيوخ دين حقيقيين وشيوخ عشائر أصحاب غيرة حقيقية ومواطنين أبرياء مشردين في كل مكان، يستصرخونه للمشاركة في تحرير أرضهم...
    وسيدخل "عبد الزهرة" الأنبار وغير الأنبار، أتعلمون لماذا يا "داعش" المقنع؟
    لأن:
    عبد الزهرة = عبد الزهراء
    عبد = مولى
    الزهراء = فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين
    إذاً، بالاستعاضة
    عبد الزهرة = مولى الزهراء (ع)
    وبما أن،
    الزهراء (ع) = زوجة علي (ع) الذي هو كما نص النبي (ص) ((من كنت مولاه فعليٌّ مولاه))، أي هو "مولى المؤمنين" (مولى تطلق على السيد والعبد، فعلي (ع) مولى وعبد الزهرة الذي يمقته الأغبياء مولى أيضاً)؛
    و = أم "أولي الأمر" الذين أمرنا بطاعتهم في القرآن، وأطاع "عبد الزهرة" هذا الأمر
    فإن،
    عبد الزهرة = المسلم المطيع لأمر القرآن في طاعة أولي الأمر (عليهم السلام)
    فمن اختار "أبا البراء البلجيكي" أو "أبا هريرة الأمريكي" (هذه أسماء حقيقية لبعض الهمج الوهابية في منطقتنا اليوم) على "عبد الزهرة" فله ذلك، ولكن يوم القيامة سيرى أين يقف أولئك المجرمون القتلة وأين يقف "ستار-عبد الزهرة"، وعندها – نقول لهذه الوجوه التي "بصق عليها ستار" – ما نقرؤه في التنزيل المبين:
    ((يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ، فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ، فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ))
    إي والله، ((كفرتم بعد إيمانكم)) فلم ينفعهم الإيمان الأول وقد ارتكبوا هذه الجرائم المروعة التي ألحقتهم بالكافرين، ومن أيدهم بقول أو فعل، وأعانهم بقول أو فعل، فهو معهم، وسيسودّ وجهه بعد أن اسودّ قلبه.
    نعوذ بالله من سوء الخاتمة.
    وسلام الله وتحياته على الشاب "ستار" وإخوانه الذين قضوا دفاعاً عن الوطن والمواطنين والمقدسات.

    ملاحظة:لم أذكر في قائمة الذين "بصق" ستار في وجوههم أبطال ومناضلي "الكيبوورد" ممن يملؤون الفيسبوك والتويتر والإيميلات، لأنهم أصغر من أن يبصق عليهم "ستار".

    غسان نعمان ماهر السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media