مصلحة العراق مع المحور الروسي الإيراني السوري
    الجمعة 22 مايو / أيار 2015 - 08:29
    أياد السماوي
    لم يعد هنالك مجالا للاستمرار والوثوق بالدور والوعود الأمريكية , ولم يعد لدينا متّسع من الوقت في الوقوف متفرجين على ما يقوم به الحلف الأمريكي السعودي الإسرائيلي في المنطقة , فأهداف هذا الحلف الشيطاني التي تنفذها داعش , أصبحت واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار , فلم يعد من المنطق ولا من الحكمة ولا من المصلحة الوطنية أن نلهث كالكلاب وراء السراب الأمريكي , ومن لم يؤمن أنّ داعش هي أداة هذا الحلف الشيطاني وذراعه في تدمير بلدان المنطقة وتقسيمها , فعليه أن يتنّحى جانبا , وهذا الكلام موّجه بشكل خاص للقائمين على رسم وإدارة ملف السياسة الخارجية العراقية , فقد بات واضحا أنّ أمريكا لن تقوم بتسليح العراق بالطائرات المقاتلة الحديثة ووسائل الدفاع الجوّي والأسلحة الثقيلة التي تؤّمن للعراق الدفاع عن أرضه وسمائه وأمنه واستقراره ونظامه السياسي , ولم يعد خافيا على أحد أنّ التحالف الدوّلي الذي تقوده أمريكا في الحرب على داعش هو أكذوبة يراد منها تمرير المشروع الصهيوني في المنطقة وتمكين داعش من الاستمرار بقضم الأرض شيئا فشيئا حتى تتمكن من احتلال بغداد وإسقاط النظام القائم , كما ولم يعد خافيا على أحد أنّ أمريكا تسعى لتقسيم العراق إلى ثلاثة دويلات متناحرة ومتقاتلة على الحدود والمياه والثروة , ولم يعد سرّا أنّ أمريكا وإسرائيل والسعودية هي في حالة حرب مباشرة مع الشيعة في المنطقة , فالذي يهدد الأمن الإسرائيلي ليس داعش والسعودية ودول الخليج وتركيا , بل هي إيران وسوريا وحزب الله في لبنان والشيعة في العراق واليمن .

    وفي المقابل يلمس القاصي والداني ما تقوم به الشقيقة إيران من دعم في تقديم السلاح والعتاد والرجال للعراق في حربه القائمة مع داعش ذراع أمريكا وإسرائيل والسعودية في المنطقة , والتضحيات الجسام التي تقدّمها بالرغم من الحصار الجائر المفروض عليها , وإذا ما أردنا أن نقف على حقيقة الدورين الأمريكي والإيراني في العراق , فهذا سيقودنا إلى استنتاج خطير أنّ الولايات المتحدّة الأمريكية قد انحازت بالكامل لمعسكر أعداء العراق , فالواقع يقول أنّ كل الوعود الأمريكية بالحفاظ على وحدة العراق وأمنه ونظامه القائم , ما هي إلا أكاذيب تختبأ ورائها أهداف شيطانية خطيرة , ولهذا فالمطلوب من القيادة السياسية العراقية أن تضع مصلحة العراق العليا فوق كل الاعتبارات وتغيّر من سياستها الخارجية الحالية , ومصلحة العراق هي في الانضمام  للحلف الآخر , الروسي الإيراني السوري , وأي تباطئ في الانضمام لهذا الحلف سيكون على حساب أمن واستقرار البلد واستمرار نزيف الدم العراقي الشيعي , فليس هنالك من بديل أو خيار آخر , فالحرب الطائفية التي تقودها السعودية ودول الخليج وتركيا في المنطقة , لم تترك لنا مجالا لاختيار الجانب الوسط , فالحرب المستعرة رحاها الآن تدور على أراضينا ومدننا , والدماء التي تسيل يوميا هي دماء أبناء شعبنا , ولا بدّ من اتخاذ القرار الصائب قبل فوات الأوان .

    اياد السماوي
    المنتدى الإعلامي الحر في العراق
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media