هروب التحالف الدولي من المعركة
    الجمعة 22 مايو / أيار 2015 - 18:01
    جابر الشلال الجبوري
    ليس من الانصاف القول أن الجيش العراقي قد هرب من معركة الأنبار وقبلها الموصل، فالجيش العراقي يعمل ضمن تحالف دولي شكلته الولايات المتحدة الأمريكية ويضم العديد من البلدان الأوربية والآسيوية والعربية لمقاتلة الدواعش، هروب الشرطة المحلية في الأنبار متوقع وكذلك خيانة الضباط (السُنة) متوقعة أيضاً لعدة أسباب معروفه للجميع، ومؤامرة سقوط الموصل وبيعها من قبل محافظها أثيل النجيفي انكشفت للقاصي والداني ولم يعد هناك أي خجل من هؤلاء الخونة الذين يتآمرون على العراق ووحدته وشعبه جهاراً نهاراً، ولكن الأمر المحيّر في هذا المجال هو كيفية انهزام وهروب التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا أمام نفر من اللصوص وقطاع الطرق من مجرمي داعش! أليس في هذا الأمر نوع من الغرابة؟ ولماذا تتعمّد الولايات المتحدة الأمريكية غضّ النظر عن مساندة الجيش العراقي عندما يتعرض لهجوم عنيف من قبل الدواعش كما حصل في تكريت؟ ولماذا لم تقم الولايات المتحدة الأمريكية بتزويد العراق بالأسلحة والمعدّات المتطوّرة طيلة السنين الماضية بحيث لم تقدم أي سلاح فعّال للعراق منذ سقوط النظام البعثي الصدّامي المباد ولحد اليوم؟ كما أنها بقيت تماطل في تزويد العراق بالطائرات المقاتلة ولحد هذه اللحظة لم يستلم العراق أي طائرة أمريكية مقاتلة.
     لذلك عندما يعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أنّ سقوط الأنبار يعتبر انتكاسة جديدة للجيش العراقي نقول له كلا وألف كلا إنما هي انتكاسة للتحالف الدولي الذي تقودونه أنتم أيّها المتحدّث نتيجة لمماطلتكم وكذبكم وتعمّدكم في سقوط المدن العراقية كي يستنزف الجيش العراقي قدراته من جراء ذلك، كما أنّ الإعلام الأمريكي الذي أصبح جزءاً منه، يتحدث كناطق رسمي باسم الدواعش/ حيث يصدّق وينشر ويحرّض ضدّ الجيش العراقي والشيعة بحجج واهية وكاذبة، كما أنّ هناك العديد من المراكز البحثية تستضيف الهاربين من العدالة والذين يتقاطرون على واشنطن لبث الأكاذيب والافتراءات ضدّ الحكومة المنتخّبة والشعب العراقي.
     كذلك سمحت  أمريكا لبعض ضباط المخابرات العراقية السابقين  بإصدار مجلة باللغة الانكليزية يتهجم فيها كتّابها على العراق والشعب العراقي متّخذين من قضية التعاون الإيراني مع العراق في صدّ الهجمة الداعشيّة قميص عثمان لبث سمومهم وحقدهم على العراق والعراقيين لكونهم جزءاً من منظومة مخابراتية تعمل لصالح دول خليجية متخلفة هدفها عرقلة المشروع الديمقراطي في العراق، وهنا سنحاول أن نقارن بين الدعم الأمريكي والدولي لعملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية لتدمير اليمن البلد الفقير وبين ماتقوم به أمريكا في العراق، فأمريكا أعلنت بأنها ستقوم بمدّ جسر جوّي لاينقطع لتزويد السعودية بالأسلحة والمعدّات والمعلومات عن الحوثيين الأبطال، وكذلك قامت الولايات المتحدة بتزويد السعودية بثلاثة آلاف طائرة سمتية خلال العشرسنوات الماضية في الوقت الذي تمتنع عن تزويد العراق بذلك على الرغم من تسديد مبالغ تلك الصفقات، أمريكا زودت السعودية بألف طائرة من نوع أف 16 خلال السنوات الماضية ولم تزوّد العراق بطائرة واحدة من هذه الطائرات المتطورة، أمريكا وكل إعلامها يقف اليوم مع العدوان السعودي على اليمن في الوقت الذي لم يتحدّث الإعلام الأمريكي عن المجازر التي تحدث في العراق، وإذا أراد أن يتحدث فهو يساوي بين الضحية والإرهاب.
     وهنا يجب أن نُذكّر لماذا تطلب الولايات المتحدة الأمريكية بتأسيس الحرس الوطني وتدعم من يروّجون لذلك، حيث ظهرت الحقيقة للعيان اليوم بعد تسليم شرطة الأنبار كافة أسلحتها ومعدّاتها إلى الإرهابيين الدواعش والتي ثبت بموجبها صحة تخوّفات الحكومة العراقيّة من تسليح العشائر السُنية والمحافظات السُنية الثلاث في مخطّط للتآمر على العراق، لكون تلك العشائر لاترغب بالعيش بسلام وحرية وديمقراطية.
     إنّ أمريكا وتحالفها هو الذي انهزم أمام داعش وليس العراقيون، إنّ الحكومة العراقية أثبتت صحة معلوماتها عن كل ماقيل عن الخونة والمندسّين من أبناء المناطق الغربية الخونة، وعليه لم يبق أمام الحكومة إلّا أن تعلن عن إدماج جيش الحشد الشعبي بقطعات الجيش العراقي، كذلك فإنّ قرارات الحكومة بإحالة الخونة إلى التقاعد لم تعد مجدية، بل يجب أن تنزل بهم القصاص العادل الذي يستحقونه، كما يجب على أبناء شعبنا العراقي البطل مراقبة النازحين مراقبة متواصلة وإلقاء القبض على كل من يشك في تحركاته وإنزال عقوبة القصاص بحقه ليكون عبرة لغيره.
    بقي أن يعلم الجميع أنه وبعد خراب البصرة كما يقولون واحتلال أكبر مدينتين عراقيتين من قبل الإرهابيين تخرج علينا أمريكا بمباركتها لحشدنا الشعبي وتأييدها لدخوله إلى الأنبار لتحريرها من الإرهابيين، نعم سنحرّر الأنبار ولانحتاج إلى سلاحكم وطيرانكم بعد الآن، فالحشد الشعبي لن يترك الغزاة يحتلون أرضه وينتهكون حرماته، فمنتسبو الحشد الشعبي لديهم غيرة وشرف وكرامة بعكس المشبوهين من أبناء المدن الثورية الانبطاحيين الذين قدموا نساءهم وأعراضهم وزوجاتهم للأجنبي، في الوقت الذي تنزف فيه دماء أبناء الجنوب دفاعاً عن العراق وشرف نسائه وومقدساته.

    جابر الشلال الجبوري
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media