الجعفري: العراق والسعودية يواجهان معا الخطر الداعشي
    الجمعة 22 مايو / أيار 2015 - 19:15
    بغداد (IMN) - قال وزير الخارجية إبراهيم الجعفري أن السعودية تواجه الخطر الداعشي كما يواجه العراق، وأنها ليست بمعزل عن هذا المحيط الاقليمي، فيما أشار  في مقابلة مع المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي إلى أن التوجه إلى روسيا لايعني مقاطعة اميركا، وأن الخمول الاميركي في ضرب داعش يعود للدعم الايراني للحكومة العراقية في حربها ضد عصابات داعش الارهابية، ودعا الجعفري إلى تحقيق مصالحة عملية لا ورقية ومؤتمرات، وبين أن الامن والاقتصاد ابرز التحديات التي تواجه العمل الحكومي، ورفض  مبدأ تحقيق التوازن في وزارة الخارجية على أساس المهنية والاداء الوظيفي قائلاً : هذا حلم لايتحقق ودعاء لايستجاب .

    IMN- كيف ترى العلاقات الدبلوماسية بين العراق والسعودية؟

    الجعفري: العراق، لديه رؤية دبلوماسية تقوم على أساس اقامة العلاقات المتواصلة ويبتعد عن الانقطاع الدبلوماسي مع دول المنطقة التي تربطنا معها حدود جغرافية، أو تلك الدول التي تتجاوز الحدود ونلتقي معها مابعد الحدود الجغرافية ونلتقي معها في الحد الإنساني، السعودية كما تعرف لدينا معها علاقات دينية واجتماعية وقومية، وهي بلد محوري في المنطقة، واقامة العلاقات معها باتت ضرورة أساسية، لذلك اتفقنا مع جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز على ضرورة توسيع العلاقات بين العراق والسعودية خلال هذه المرحلة الحساسة التي تشهدها المنطقة، وبوابة العمل الدبلوماسية تمر عبر افتتاح السفارة السعودية في العراق، التي تمر الآن في الاجراءات الفنية، بعد أن سُمي السفير.

    IMN- نفهم من حديثك أن السعودية غيرت من سياستها اتجاه العراق؟

    الجعفري: لنتحدث بلغة المصالح العراق والسعودية بلدان متجاوران لايمكن لهما أن يتقاطعان أكثر من ذلك ولابد  أن نؤكد أن داعش التي لاتصادق أحد ولاتجامل دولة ومصلحتها أمام كل الاعتبارات وهدفها لايأتي إلا عن طريق الدم والقتل واستباحة المحرمات، وهي تستهدف السعودية سواء بالعمليات الارهابية أو عبر أذرعها الاعلامية، ومن الضروري العمل بين البلدين على ضبط الحدود ومنع تدففق المتطرفين، ونحن نسعى إلى اقامة العلاقات الدبلوماسية لدعم الحرب ضد داعش مع جميع البلدان التي تواجه خطر داعش العالمي.

    IMN- هل يعني ذلك أن العراق يسعى إلى اقامة علاقات جادة مع جميع الدول؟

    الجعفري: العراق من جهته يسعى إلى ذلك ويتفاعل مع أي دولة تسعى إلى دعمه في هذه المرحلة، لاسيما وهو يخوض حربا بالنيابية عن دول العالم مع عصابات داعش الارهابية  وقد استجبنا لكل الدعوات لزيارة بلدان العالم، بالمقابل بادرنا إلى إجراء مقابلات ولقاءات مع الوزراء، وصحيح أن هذه اللقاءات هدف لكنها ليست كل الهدف، لأن اللقاءات بوابة لتعميق العلاقات .

    IMN-هل زيارة رئيس الوزراء إلى روسيا يعني تحول ملفي التسليح والتدريب من واشنطن إلى موسكو؟

    الجعفري : لقد انتهت الزيارة بنجاح وفي العرف الدبلوماسيي لايعني أبدا عندما تعمق علاقاتك مع البلدان المتخاصمة سياسياً  أن تخسر أحد المتخاصمين، إن ارتفاع مستوى الزيارات إلى موسكو ليس بالضرورة الخصومة مع البيت الأبيض، روسيا مستعدة لدعم العراق سواء في مجال التدريب أو في مجال التسليح أو في المجالات الانسانية الاخرى، وقد مهدنا في وزارة الخارجية لزيارة رئيس الوزراء الأخ حيدر العبادي مع الروسيين، وهذا لايعني أبدا يأس العراق من واشنطن فيما يتعلق بدعمها عسكريا ومعلوماتيا في الحرب ضد داعش.

    IMN- لكن هناك عتب عراقي على ضعف الدور الاميركي في حرب العراق ضد داعش؟

    الجعفري :صحيح الدور الاميركي في هذا الملف لايتناسب مع حجم التحديات التي يواجها العراق في ظل حربه ضد عصابات داعش الارهابية، كما أن بين بغداد وواشنطن علاقات واتفاقيات امنية والاميركون أنفسهم هم ضحايا الارهاب ،فقد انطلق الارهاب بعد سبتمير في 2001 عندما استهدفت برجي التجارة من هناك بدأ الارهاب يتعولم ليقبع في سوريا وينتشر في العراق، ومن دون شك أننا نعمل على تعزيز التنسيق الامني مع واشنطن خلال المرحلة الحالية وبالحقيقة هناك هامش مرونة وتفاهم بين حكومتي بغداد وواشنطن بشأن الحرب ضد داعش ومواجهة الجماعات الارهابية.

    IMN- هل تعتقد أن واشنطن أعطت ظهرها للعراق على خلفية تواجد ايران على الأرض ؟

    الجعفري : لا اعتقد أن واشنطن تنظر إلى الأمور من هذه الزاوية، لاسيما أنها تدرك أن ايران دعمت العراق بالخطط والمستشارين بعد أحداث حزيران مباشرة وساعدت العراق في مواجهة داعش والتحول من الخط الدفاعي إلى الخط الهجومي، وأن التحالف الدولي تشكل متأخرا في شهر ايلول الماضي، وأنا استغرب من أن ينتقد البعض دعم  إيران للعراق في حربه مع داعش، بينما هو يدعو جميع الدول لمقاتلة داعش، إن إيران دولة تربطنا معها حدود كبيرة، وهي تخاف على مصالحها أيضا في حال لو انتشر داعش بالقرب من حدودها الجغرافية.

    IMN: هل انت موافق على دخول الحشد الشعبي إلى الأنبار؟

    الجعفري : بالتأكيد هذا القرار حيوي وأساسي، لأن الحشد الشعبي  ليس إفرازا مذهبيا ولا مناطقيا ، بل هو افراز وطني وليس له صبغة طائفية كما تحاول بعض وسائل الاعلام الترويج لذلك، وذهاب الحشد الشعبي إلى الأنبار سيقلل من تضرر المحافظات المجاورة، لاسيما بغداد وكربلاء وبابل المحاذيات للانبار، وعلينا أن لانختزل بعض الأصوات المنتمية للمحافظة ونقول هذا رأي المحافظة، وإن هناك دعوة جماعية من الأنباريين لدخول الحشد الشعبي وتطهير الرمادي من الدواعش خلال مدة زمنية قصيرة.

    IMN- ماهو مصير الحشد الشعبي ومستقبله ؟

    الجعفري : الحشد الشعبي تحول إلى مؤسسة منظمة في كثير من مفاصله، وهو قوة ساندة وفعالة ومؤثرة في المجتمع، وقد تمكنت من تلافي أخطاء المؤسسات الأمنية والعسكرية، وهي مؤسسة مكملة للقوات الأمنية وداعمة لامنفصلة.

    IMN- لنتحدث قليلا ً بشأن مشروع المصالحة الوطنية، خلال الشهر الماضي قُدّم مشروعان للمصالحة أحدهما  للنائب محمود المشهداني والاخر للشيخ أحمد الكبيسي ماموقفكم منهما ؟

    الجعفري : بصراحة ، أنا مع المصالحة السياسية وكما قلت أن داعش لاتمثل السنة، أقول داعش كيان غريب لاصديق له ولايمكن التصالح معه، وكل مشروع يهدف إلى تحقيق المصالحة ندعمه ونؤيده شريطة أن يكون قابلاً للتطبيق على أرض الواقع، وليس مشروعا ورقيا.

    IMN- لكنك لم ترد على المشروعين بشكل رسمي ؟

    الجعفري :ما يخصّ مشروع الدكتور محمود المشهداني لايتعلق الأمر بي، بل يتعلق بتوضيح مفهوم المصالحة وأطرافها وشروطها، ورأيي قد لاتكون له أي أهمية مقارنة برأي جميع الأقطاب المتصالحة، وبالخصوص مشروع الشيخ الكبيسي، فإن الرجل لم يرسل لنا بعد مشروعه لتحقيق المصالحة، وسمعنا عن المشروع فقط في الإعلام، وإن مشروع المصالحة يستند إلى أمرين صيغة المشروع وحامله، أي أنه لايمكن أن نبتعد عن حامل المشروع ومدى مقبوليته بالمجتمع العراق، وبصراحة  الشيخ الكبيسبي له مقبولية بحسب علمي وعليه ملاحظات معينة.

    IMN- هل لديكم خطوط حمر بشأن المتصالح معهم ؟

    الجعفري : لدينا كثير من القضايا التي تتعلق بالمصالحة الوطنية، أبرزها أنه لايمكن أن يكون يتحول المتصالح معه من عدو مباشر إلى حاكم مباشر وصاحب قرار دون أن يندمج في المجتمع ويتحول سلوكه وعقله وذهنه من عملية الهدم إلى البناء، فضلا عن أننا نعي ضرورة الاثار النفسية والمعنوية للشخص الذي نتصالح معه.

    IMN- يقول المراقبون والمتابعون لعمل وزارة الخارجية أن التوازن فيها مفقود، وأنها سابقا تمثل الكرد فقط، رأيك في ذلك؟

    الجعفري : هذا قد يكون موجودا في السابق، لكن في الوقت الحاضر انظر للموظف على أساس كفاءته وقدرته المهنية بعيدا عن انتمائه سنيا كان ام شيعيا عربيا كان أم كرديا،إن النظرة الطائفية او القومية ومحاولات البعض لتحقيق هذه النظرة في وزارة الخارجية حلم لايتحقق ودعاء لايستجاب عندي ابداً.

    IMN: هل أنت راضٍ عن أداء السفراء في ايصال قضايا العراق، ولاسيما الجرائم الداعشية لدول العالم؟

    الجعفري: نحو في حالة تنامي في وزارة الخارجية، يعني أن الجهود التي نبذلها الان تختلف عن الجهود السابقة فالخط البيانية في ارتفاع لا انخفاض، لكن ليس ذلك هوطموحي، فأنا أخطط أن تتحول هذه الوزارة إلى مجس نابض ينقل العراق من حال العزلة إلى حال التواصل، ليس فقط مع الحكام بل مع الشعوب والجالية العراقية، وأن يكون السفير في أي بلد هو بمثابة محرك مستمر يتحرك باستمرارية لتعزيز العلاقات وايصال القضايا العراقية إلى دول العالم بما يتناسب مع التحديات والمخاطر التي تتعرض لها البلاد.

    IMN- هل ستستمر في رئاسة التحالف الوطني؟

    الجعفري : استطيع أن اقول إننا في التحالف الوطني تحولنا إلى مؤسسة سياسية فاعلة وأن رئاسة التحالف ليست صعبة عندي، صحيح أنني الان منشغل بملف العلاقات الخارجية وهو من أبرز ملفات الحكومة ولايقل أهمية عن الملف الأمني والعسكري، لكنني مستعد في حال رغب الاخوة في التحالف الوطني أن استمر في إدارة التحالف لحين الاتفاق على اسم معين يؤدي هذه الوظيفة المهمة  خلال المرحلة الحالية.

    IMN- تتحدث دائما عن وجود تحديات كبيرة تواجه الحكومة ، ماهي تلك التحديات ؟

    الجعفري : صحيح ،هناك تحديان الأول أن  الحكومة التي اسميها بـ”الملائكية ” تشكلت  في ظرف أمني استثنائي سقطت فيه العديد من المدن، والتحدي الثاني انخفاض أسعار النفط وتدهور اقتصاد البلاد، الأمر الذي يتطلب تكاتفا سياسيا وتعاضدا اجتماعياً لمواجهة هذه التحديات.

    IMN- كيف ترى العلاقات بين بغداد واربيل ؟

    الجعفري:العلاقات بين بغداد واربيل رفع عنها التشنج وهي في طريقها لأن تأخذ طريق التفاهم بدلا من طريق التنافر والابتعاد، واعتقد ان كلا الطرفين يعملان على تحقيق الاتفاق المبرم بعيدا عن المشاكل والتصريحات المتصاعدة التي توسع فجوة الخلافات والتقاطعات، لذلك فإن المسألة بين بغداد واربيل تشبه في الوصف مسألة تدوير الأموال من جيب إلى جيب لشخص واحد بمعنى أنه لافائدة أن تأخذ من أخيك أموالاً كثيرة، وهو يمرّ بأزمة اقتصادية كبيرة واتصور أن هناك تفاهما بين اربيل وبغداد لحل الخلافات القائمة بصورة شفافة.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media