قراءة دراماتورجية في حروف العلة
    السبت 23 مايو / أيار 2015 - 05:44
    بنيحيى علي عزاوي
    ناقد مسرحي مغربي الدراماتورج
    في هذا الزمان الموبوء بجنون مرض الأبقار من سلالة الأباليس الأشرار، كثرت في مناخنا حروف العلة وحروف الجار المجرور  المستحمة بالفيروسات المختلفة الألوان ، صفيقة البنية ذوات وجوه مسطحة الأشكال،تحولت بعد أن اشتد ساعدها،إلى حروف العلة المعلولة وجحدت للأستاذة الكبار الذين علموهم قليلا من نظم القوافي فكان رد جميلهم لمن اكتشفوهم هجاء هجوا هجوعا .. للأسف كثرت في كل جزء من العلم حروف العلة المعلولة التي نخرت أجسادنا  حتى  ترهلت من هذا الحال المعفن  ومستحيل الواقع المحال.. وحتى على مستوى مشاعرنا الإنسانية تبلدت وقيل ماتت حاسة مناعتها سببها حروف العلة المعلولة ختمتها برجس نجس مارج من نار، أنتحب القلب وتشوش العقل وحار في زئبقية حروف العلة وتابعتها حروف الجر وفي جيدها حبل الوصولية ولا ولن تخاف الله ولا تأبه للعار... حار العقل في لولبة حروف العلة المعلولة في اتخاذ أي شكل من أنواع النضال.. والتصدي لها بالمرصاد  في ألهنا الآن..حروف العلة تتصدر المشهد في كل المجالات وفي مفاصل الدولة لها صولجان وسلطان ...ثم تجدها في كل الميادين الثقافية والفنية وحتى الاجتماعية الأسرية تجدها ملولوبة ملائكية الإطار ...مشكل كبير ينتاب الضمائر الحية وهم قلة، مع حروف العلة وتابعتهم حروف الجر في عالمنا الموبوء بجنون مرض الأبقار على جميع المستويات، يصطدم  الحكيم وكل متأمل وطني حر في واقعنا المر المعيشي باستمرار..  حروف العلة المعلولة  مصيبة من مصائب الدنيا في هذا الزمان المعقد الإطار،يئس في معالمه المصير ،ولا من منقذ مبصر بصير،في انقاد ما يجب انقاده لإعادة صياغة الواقع من جديد ليتخلص المجتمع من مرض جنون الأبقار..لكن الخوف استوطن القلوب وغابت فرحة العيد...استفحل العهر الفكري المركب بالمصلحة المادية والمحاباة ..والمحسوبية والاخوانية  وانصر أخاك ظالما أو ظلوما..!! هل حقا تراثنا محملا بالعدل والمساواة؟؟حروف العلة وتابعتهم حروف الجر لا لون ولا شكل لها تجدها باستمرار حتى في تأملاتك مع ملكة خيالك تنغصك وتشكك في تشكيك الشك مثلها كمثل إبليس هو يراك وأنت لا تره وإذا أحسست بريحها الزئبقي يلف حولك عطر مسك وريحان جميل فائح فواح مثله كمثل جنة جنان، يدوخك وتنساب انسيابا وتنسى ما أنت باحث عنه من خصائص الجمال..حروف العلة لها قدرة فائقة في عالم التكنولوجيا ،بلمح بصر تعطر الجو حتى لا تستنشق رائحتها الزئبقية ثم يمكن لذوي الحاسة السادسة تلمسها من خلال تحولها إلى أحباب وأصحاب و أقارب تسمع سانفونتيهم الناصحة النصوح المزركشة بعلم الكتب الصفراء من شيوخ سليط اللسان والتي تقول: إن القرين يتسلط على من يعشق العشق العذري لامرأة شاعرة ذات أفنان وسمو جمال بديع الكمال..ضلعها أعوج وهي من أخوات الشيطان.احذر هي من حطب القارعة وما أدراك من القارعة فحذار من صهد النار.. والعكس بالنسبة للمرأة إذا صار غرامها لشاعر مغوار مطوع الكلمات وأرضخ قلبها لينا جميلا وائتلف بينهما الهيام الروحي للأرواح المجندة بالتمام.. ثم يستفاض من هيامها العذري  نور فواح بإذن من الرحيم الرحمن، المفعم بمشاعر أنثوية زاهية بديعة في سمو جمال الورد والزهور ، حيث يستشعرك فحيح أنوثتها بعز فصل الربيع الممتدة ظلاله في فجر بلجة الصباح...وفجأة تصدم  الأنثى بعويل الكتب الصفراء وتتراجع عن العاشق الصدوق الولهان.. لأنها استمعت لمنولوجها الداخلي، يحدثها خلسة إبليس ويقول لها احذري إن الشعراء في كل واد يهيمون، يكذبون وللنساء لغاوون ..آه!!! ما أقبح حروف العلة حينما تجد قطيع الأنعام تنهب خيرات الوطن بدون حسيب ولا رقيب  حلم الأحلام!!!..منذ زمان قديم جدا تسكن حروف العلة في دواتنا حتى نخرت أفكارنا بالخرافات وعلمتنا بأمر الآمر القاهر أن لا نوظف حروف النفي وجمل الشك والتشكيك  وإلا ارتكبنا معصية وإثم الآثمين في الدنيا والآخرة ....ما أغرب وأعجب العجاب في حروف العلة لتأويلها لتأويل التأويل وتخريفها  في الدفع بعامة الناس أن يغضوا النظر عن الجمال وسحر التجميل وتهديد العقول بالوعد والوعيد...والله سبحانه كما نعلم جميل ويحب الجمال ومن أقوالهم براء،... حروف العلة وتابعتهم حروف الجر متواجدة في كل مكان وزمان وفي كل الميادين..في الصحافة تجدها سباقة إلى الإشاعات الملفقة ضد حروف الاستبصار..حروف العلة حاضرة ناظرة ، وفي الصدارة عند مجلس الأمن وفي الأمم المتحدة ناضرة...وفي الجمعيات الحقوقية والجمعيات الخيرية مبكرة مناصرة.ثم حتى في مؤسسات المجتمع المدني تتصدر الصدارة وتسبق السابقين العارفين بعلم اليقين ..حروف العلة لا تعرف النوم والتهاون والتكاسل حيث تتخذ موقف من كل نابغة في الجدل المتقن في علم اليقين..... حروف العلة لها صراع دائم ومستمر مع أصحاب المناعة الذين سيصححون حروف العلة مستقبلا بتلقيحها لقاحا عجائبي وتتحول إلى كلمة "الغلة"..يا أسفاه وأحر عقلاه !!!لكي نضيف نقطة فوق العين صعبة المنال..لا تدركها إلا الأبصار المتبصرة!للأسف هي قلة صاحبة البرهان!!!يا رب متى تتكاثر جينات العباقرة في العالم لتتصدى لحروف العلة المعلولة وتصحح عقول حروف الجار المجرور في أنحاء المعمور.،..
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media