جبهة النصرة ...هل تنجح أنقرة وباريس باعادة تعويمها بسورية ؟!
    السبت 23 مايو / أيار 2015 - 05:46
    هشام الهبيشان
    كاتب وناشط سياسي/الاردن
    لقد كانت غزوة ادلب ، ومعركة ألامس بمشفى جسر الشغور الوطني بجنوب غرب ريف ادلب الغربي ،هي نقطة البداية لتعويم جبهة النصرة من جديد ،هكذا يقرأ معظم المتابعين ،فتركيا وفرنسا تسعيان اليوم لتبييض صورة جبهة النصرة "احد فروع تنظيم القاعدة بسورية "من خلال دمجها كقوة مسيطرة بما يسمى "بجيش الفتح "وجيش الفتح لمن لايعلم ماهو جيش الفتح ،هو عبارةعن مزيج من منظمات رديكالية الكثير من مقاتليها هم ليسوا سوريين"النصرة –احرار الشام –الجبهة الاسلامية وغيرها "،ولايضم بالمطلق أي فصيل من مايسمى "الجيش الحر "لأن جبهة النصرة قبل عدة أشهر قامت بتصفية جميع الحركات المنظوية ضمن صفوف ما يسمى بالجيش الحر"جبهة ثوار سورية –حركة حزم " بمناطق ادلب كاملة وبعض مناطق ريف حلب .

    ومن خلال تفاصيل  ماجرى من احداث رافقت غزوة محافظة ادلب ،يقرأ بعض المطلعين والمتابعين هنا لمسار ألاحداث العسكرية بالمحافظة ككل وعلى مختلف ساحات المعارك على الارض السورية، أن الهدف من وراء الغزوة ، هي أتاحة الفرصة أمام بعض اجهزة الاستخبارات عسكريآ واجهزة الاعلام سياسيآ واعلاميآ لاعادة تبييض وتعويم جبهة النصرة من جديد وترتيب اوراقها بالداخل السوري وتجميع قواها بالشمال السوري،لأسقاط مفاهيم جديدة على دور الجبهة بسورية ،والسعي لأعادة أحياء وشرعنة دورها كمثثل للمجاميع الرديكالية المسلحة بسورية .
     
    اليوم من الواضح ان مسعى بعض الدول "تركيا –فرنسا "لاعادة تعويم جبهة النصرة من جديد ،قد نجح مرحليآ ببعض المناطق بشمال سورية ،وهذا النجاح لاتسقط مفاهيمه بجنوب ووسط سورية  فبعد المعارك الكبرى التي نجح بها الجيش العربي السوري بتحرير مساحات واسعة من مناطق ريفي حماه الشمالي والغربي والتي كانت بمعظمها تخضع لسيطرة جبهة النصرة ،وبعد معارك وانجازات الجيش بالقلمون ،يمكن القول ان حركة جبهة النصرة بوسط  سورية اصبحت محدودة وهذا الأمر ينطبق الى حد ما على اجزاء من الجنوب السوري .

    وعند الحديث عن الجنوب السوري فهذه الجبهة شهدت معارك كبرى وخصوصآ بمدن تتصل جغرافيآ مع العاصمة دمشق وريفها، فهناك بمدن درعا والقنيطرة وريفهما دارت معارك كبرى ، ويبدوا واضحآ من خلال  الحديث عن تصعيد المعارك مستقبلآ بالجنوب السوري  انه بهذه المرحلة  بدأ ظاهرآ  للجميع قوة التحالف بين جبهة النصرة كبرى الفصائل المسلحة بالجنوب السوري وبين الاسرائيليين ، الذين يديرون ويتحكمون ويدعمون ويمولون ويسلحون معارك بعض المجموعات المسلحة ومن ضمنها جبهة النصرة بالجنوب السوري وخصوصآ بمدينة القنيطرة وريفها وذلك بدأ واضحآ من خلال معارك بلدات تل كروم و البعث وخان أرنبة بمدينة القنيطرة، فمع تجدد هذه المعارك برز الى الواجهة عمق التحالف بين النصرة والاسرائيليين.
     
    ختامآ ، أن عملية تعويم جبهة النصرة ترتبط بمجريات معارك  واسعة وشاملة تسعى الجبهة وبدعم تركي –فرنسي  لأنجازها بالمراحل المقبلة ،مع العلم ان هذه المعارك التي تسعى الجبهة لأنجازها  لها مجموعة محددات ظرفية وزمانية ومكانية، وليس من السهل التنبؤ بمسار حركتها او طبيعة وكيفية الحسم فيها، وخصوصآ بعد فتح جبهة النصرة وتحت غطاء جيش الفتح وبدعم تركي -فرنسي  لمعارك واسعة في عموم المنطقة الشمالية و الغربية لسورية ، والهدف من هذه المعارك كما يتحدثون هو منع أي فرصة تسمح باختراق ما ينجزه الجيش العربي السوري يعطي القيادة السياسية السورية أوراق قوة جديدة ، ومن هنا سننتظر مسار المعارك على ألارض وخصوصآ بالآسابيع الاربعة المقبلة  ، لنقرأ مسار المعارك بوضوح بعيدآ عن التكهنات ، مع التأكيد على ان الجيش العربي السوري مازال يمسك بزمام المبادرة بمحيط  محافظة ادلب  وبداخل مدينة حلب وبعض أريافها وهو ألان يخوض معارك على مشارف بلدات ريف المحافظة، وبذات ألاطارفالجيش العربي السوري حصن ريف حماه الشمالي وخصوصآ بلدة مورك عسكريآ خشية من اي اختراق لمحيط بلدة مورك الاستراتيجية مستقبلآ ،وهو اليوم يستكمل معارك تحرير القلمون ،ويستمر بتوجيه ضربات محكمة وبحرفية عالية لتحركات جبهة النصرة بمحافظتي القنيطرة ودرعا واريافهما جنوب سورية .....


    hesham.awamleh@yahoo.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media