العراق يحصل على أسلحة وطائرات وصواريخ ومعدات حرب العصابات
    السبت 23 مايو / أيار 2015 - 06:17
     سعد السماك: بغداد, موسكو (الصباح) ــ  رسمت زيارة الـ 24 ساعة التي قام بها رئيس الحكومة حيدر العبادي الى روسيا, الخطوط العريضة للتعاون "العراقي- الروسي" في المجالين العسكري والاستثماري, اذ اشارت مصادر خاصة الى  تسلم العراق لطائرات واسلحة قتالية للجيش والشرطة لمكافحة الارهاب.
    وفي حين تعهدت بغداد بتوفير المناخ المناسب لهذا التعاون رغم الصعوبات, اكدت موسكو انها "لن تشترط" كغيرها من الدول في امداد العراق بالسلاح كونه في طليعة الدول التي تحارب  داعش.
    في غضون ذلك, رأى عراقيون ان زيارة العبادي لموسكو "ورقة ضغط" على الجانب الاميركي الذي لم يف بالتزاماته في عقود التسليح مع العراق, حيث ارجع الروس اصرار الجانب العراقي للتعاون مع بلدهم عسكريا الى التزامهم بكل العقود المبرمة بين الجانبين, بينما لم يبد الجانب الاميركي اعتراضا في بحث العراق عن مصدر تسليح اخر.
    لقاءات منفصلة جمعت بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي, وكل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, ورئيس الوزراء ديمتري مدفيدف, وممثلي الشركات العامة الروسية, ركز العبادي فيها على ان هدف الزيارة هو زيادة التعاون العسكري والعمل في مجال النفط مع الجانب الروسي.

    مباحثات ثنائية
    بحث الجانبان "العراقي والروسي" تطوير العلاقات الثنائية, وجهود مكافحة الارهاب وقضايا التعاون العسكري والفني والاقتصادي وجميع المجالات التي تخدم البلدين الصديقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
    كما تم استكمال المباحثات في الجوانب التفصيلية الخاصة بالنفط والطاقة الكهربائية والنقل والثقافة والصناعة والسكن والزراعة والبيئة، والفرص المتاحة للشركات الروسية للعمل والاستثمار في العراق.
    واعرب العبادي عن امله, بحسب بيان لمكتبه, بان تجعل العلاقات العراقية الروسية المنطقة والعالم أكثر أمنا واستقرارا في ظل مواجهة عصابات داعش الارهابية، مؤكدا ان الهدف من زيارة الوفد العراقي هو توسيع العلاقات الثنائية وزيادة التعاون القائم في الجوانب العسكرية والاقتصادية والنفط والطاقة والنقل وغيرها، وزيادة حضور ومشاركة الشركات الروسية في بناء العراق.

    تذليل عقبات
    وفي حين تعهد رئيس الوزراء بتوفير ظروف ملائمة ومناسبة لعمل الشركات الروسية في العراق وتذليل العقبات التي تقف في طريقها, اشار لرؤسائها وممثليها الى ان العراق حقق اعلى انتاج للنفط في تاريخه ولديه فرص استثمارية كبيرة, مؤكدا لهم ان فرص العمل والاستثمار مستمرة ومتاحة في معظم المحافظات على الرغم مما يواجهه العراق من ارهاب, منوها بان الحكومة اتخذت اجراءات جادة لتحقيق الشراكة مع القطاع الخاص ومواجهة الروتين الذي يعيق الاستثمار وتقديم تسهيلات كبيرة في السفر وفتح الابواب للمستثمرين في قطاعات النفط والكهرباء والنقل وغيرها.
    واوضح رئيس الوزراء ان "داعش" لم ولن يحقق نصرا ستراتيجيا وكل ما حققه هو ثغرة حصلت في الرمادي لأسباب يجري التحقيق بها ومحاسبة المقصرين وتكريم المقاتلين الشجعان المتميزين، لأن ما حصل كان انسحابا من غير أوامر وخلافا لأوامرنا بمسك الأرض".

    دعم روسي
    من جهته, اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, ان العلاقات بين روسيا والعراق تتطور بشكل ناجح على الرغم من جميع المشاكل الاقتصادية وتطورات الأوضاع في الدول العربية, لافتا الى ان حجم التبادل التجاري ازداد بـ10 أضعاف خلال السنتين الماضيتين رغم الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد العالمي وقضايا المنطقة, مبينا ان الشركات الروسية تعمل في العراق وتنفذ على أراضيه مشاريع كبيرة، ويدور الحديث عن استثمارات بقيمة مليارات الدولارات.
    هذا وجدد رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيدف, دعم بلاده للحكومة العراقية واستعدادها لتطوير قدرات القوات العراقية, مشيرا الى اهمية تفعيل اللجنة "العراقية-الروسية" في مجالات التعاون العسكري والفني والاقتصادي والمجالات الاخرى.

    بلا شروط
    من جهة اخرى, يرجع مساعد الرئيس الروسي للتعاون العسكري التقني فلاديمير كوزن, ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, اصرار العراق على استمرار عقود تسليح دفاعية مع روسيا رغم اعتراض واشنطن, الى امرين: الاول ما يؤكده كوزن من ان كل العقود المبرمة مع العراق يجري الوفاء بها من الجانب الروسي, والثاني ما يعلنه لافروف عن "عدم طرح روسيا كباقي الدول شروطا اضافية لتوريد الاسلحة الى العراق, وباقصى قدر ممكن, لكونه, كما حال سوريا, في طليعة الدول التي تحارب الارهاب".

    صفقة أسلحة
    مصدر حكومي, اكد لـ"الصباح", ان الزيارة بحثت موضوع تسليم العراق الأسلحة ضمن العقود المتلكئة المبرمة بين البلدين قبل اعوام, فضلا عن تطرق الجانبين الى استعراض الأوضاع الإقليمية ومحاربة الإرهاب والعلاقات الثنائية.
    وكشف المصدر,عن ان الزيارة تمخض عنها التوقيع بالأحرف الاولى على تسليم أسلحة للعراق في غضون الأيام المقبلة يقدر ثمنها بأكثر من ٣ مليارات دولار, لافتا الى ان العراق قام بتسديد جزء من قيمتها بالمدة الماضية بينها مروحيات قتالية من نوع مي (24) وصواريخ مضادة للعربات والأشخاص ومنظومة من طراز بانتسير ( S1I) .

    توقيع عقود
    وقال المصدر, ان الصفقة تأتي ضمن توجه الحكومة باتخاذ موقف مستقل في تجهيز القوات العسكرية بالأسلحة للدفاع عن البلاد من الغزو البربري الذي يتعرض له.
    وبحسب المصدر ايضا, فقد وقع وزير الداخلية محمد سالم الغبان, على اتفاقيات امنية مع الجانب الروسي تتعلق بحاجات محددة لقوات الداخلية التي تعاني من نقص في معدات قتال حرب العصابات والتدريب والكشف عن المتفجرات ووسائل للاتصالات والمراقبة بينها طائرات مسيرة من اجل تحسين قدرات الاستخبارات.
    وقالت مصادر في وزارة الدفاع الروسية, نقلا عن احد أعضاء الوفد العراقي, لـ"الصباح": ان طلبات العراق التسليحية تشكل ٥٠ بالمئة من التوريد الروسي للعام 2015, كاشفا عن تطلع العراق لشراء أسلحة متطورة بضمنها طائرات ميغ ٣١ و ٣٥ التي تعد من احدث وأسرع الطائرات الحربية في العالم.

    أولوية أميركية
    وبشأن تعليق الجانب الاميركي على الموضوع, تؤكد المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف, في مؤتمر صحافي, تفهم الادارة الاميركية سعي رئيس الوزراء حيدر العبادي لتعزيز العلاقات بين العراق والعديد من دول العالم، مشيرة الى ان العراق يملك الحق في شراء معدات قتالية من روسيا ودول أخرى لتلبية احتياجاته الدفاعية المشروعة.
    وشددت هارف على أهمية أولوية البرنامج الاميركي لتسليح العراق باعتبار أن واشنطن تزود بغداد بأسلحة لا تستطيع أي دولة أخرى في العالم تقديمها لها.
    يشار الى ان رئيس الوزراء حيدر العبادي عاد الى بغداد امس الجمعة, مختتما زيارته الى موسكو, التي استمرت يوما واحدا.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media