بغداد, الموصل (الصباح) - تزامنا مع استمرار تدفق تعزيزات القوات الامنية والحشد الشعبي على محافظة الانبار وتفقدها من قبل وزير الدفاع بجولة ميدانية، تعهد قياديون في الحشد بمفاجأة عصابات "داعش” بضربة قاصمة وبخطط واسلحة نوعية تدخل المعركة لاول مرة، وبينما تضرب هذه القوات طوقا على مدينة الرمادي تحاول عصابات الارهاب فك الحصار عنها عبر هجمات تنفذها في منطقة المضيق شرق المدينة، فيما شهدت قواطع العمليات في نينوى وصلاح الدين والانبار تكبيد العدو خسائر فادحة بالافراد والمعدات ابرزها مقتل عشرات القياديين بقصف مقر اجتماعهم في مبنى القنصلية التركية بالموصل، يأتي ذلك توازيا مع الانتصارات المتوالية المتحققة في احياء مدينة بيجي ودخول مصفى النفط فيها.

    التحشيد يتسارع 
وتمهيدا لانطلاق عملية تحرير الرمادي وباقي مدن محافظة الانبار، اكد عضو مجلس محافظة الأنبار طه عبد الغني،ان الايام الثلاثة الماضية شهدت تصاعد وتائر وصول تعزيزات القوات الأمنية والحشد الشعبي الى قضاء الخالدية .
في هذه الاثناء تفقد وزير الدفاع خالد العبيدي القوات الامنية والحشد الشعبي المنتشرة في قاعدة الحبانية وناحية الخالدية يرافقه وفد ضم محافظ الانبار صهيب الراوي ومسؤولين في الوزارة بينهم قائد طيران الجيش ومعاون رئيس أركان الجيش للعمليات وقائد القوات البرية وكبار ضباط وزارة الدفاع”. وافاد بيان للوزارة ان العبيدي التقى بالمرابطين في ساحة القتال ومتطوعي الحشد المتواجدين هناك .
واعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت ان وزير الداخلية اتخذ اجراءات سريعة بإعادة تنظيم الشرطة المحلية في محافظة الأنبار، مشيراً إلى انه تم ايضا اتخاذ اجراءات سريعة بمحاسبة المقصرين ومكافأة الشجعان.

إدخال أسلحة جديدة
الى ذلك افاد المتحدث باسم الحشد الشعبي احمد الاسدي، ان الاستعدادات لمعركة تحرير الرمادي ما زالت تجري على قدم وساق وتم تهيئة الوسائل الممكنة لتحقيق النصر، فيما أكد أنه ستتم مفاجأة تنظيم "داعش” بصورة كبيرة بالأسلحة والخطط وطريقة العمليات العسكرية.  وقال في تصريح صحافي: ان المختصين يضعون خطة التحرير نظراً للطبيعة الجغرافية والمنطقة ولديهم تصورات كاملة عن كل الاحتمالات ونوايا "داعش”، مشيراً الى ان الأمور تسير وفقاً لمعطيات الخطة الموضوعة، مرجحاً وصول اسلحة جديدة ستسخدم في هذه المعركة، وتابع الاسدي "لدينا تنسيق عالٍ مع قائد عمليات الانبار وان القائد العام هو من يشرف على المعركة وسيشترك أهالي الانبار فيها”، مؤكداً "سنفاجئ التنظيم مفاجأة كبيرة بالأسلحة والخطط وطريقة العمليات العسكرية.  كما شدد القيادي بالحشد يوسف الكلابي، على ان قوات الحشد مهيأة لدخول الرمادي وستكون المعركة قاصمة ونهائية بالتعاون مع أبناء العشائر التي رفضت ونبذت الارهابيين، لافتا الى ان المعركة في الانبار ستختلف عن تحرير صلاح الدين.

انتصارات بيجي
وعلى اثر دحر عصابات الارهاب في قاطع بيجي،  سلمت القوات الخاصة ثلاث مناطق محررة من دنس الدواعش الى الشرطة المحلية لمسكها.  وقال قائد القوات الخاصة العميد الركن معن السعدي لـ(المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي): ان هذه القوات فككت أكثر من خمسين عبوة ناسفة في مناطق الحي العسكري وتل الجراد والسكك، وتم تسليم مهام تلك المناطق إلى الشرطة المحلية لمسك الأرض وترتيب الأوضاع فيها تمهيداً لإعادة النازحين اليها.  وبين السعدي ان القوات الخاصة مسنودة بالحشد الشعبي تستعد لشن هجوم على منطقة الـ600 والمناطق المحيطة بها لطرد الدواعش منها.
وقال المتحدث باسم العمليات المشتركة العميد سعد معن في بيان صحافي: ان القوات الأمنية دخلت مصفى بيجي بعد تحرير كامل الطريق باتجاه المصفى وتكبيد العدو خسائر كبيرة في الاعداد والمعدات.
وأحرزت القوات الأمنية والحشد الشعبي على مدى الأيام الماضية تقدماً كبيراً في قاطع بيجي، وتمكنت من تحرير نحو 70 بالمئة من القاطع.
وكان الامين العام لحركة عصائب اهل الحق قيس الخزعلي، اعلن ان عملية مشتركة مع قيادة عمليات صلاح الدين نفذت لفك الحصار عن مصفى بيجي ضمن عمليات «لبيك ياعراق» الأولى، مؤكدا ان العملية اسفرت عن فك الحصار عن المصفى وتحرير 300 جندي كانوا محاصرين فيه.

محاولة لكسر الطوق
وافاد مصدر امني في محافظة الأنبار، بان مواجهات واشتباكات عنيفة اندلعت، صباح امس الجمعة، بين القوات الأمنية المسنودة بمقاتلي العشائر من جهة وعصابات داعش من جهة اخرى في منطقة المضيق شرق الرمادي، بمختلف الأسلحة والمعدات، في محاولة من هذه العصابات للتمدد وكسر الطوق الذي تضربه القوات الامنية حول المدينة.
وعلى اثر ذلك، نقل (المركز الخبري لشبكة الإعلام العراقي)  عن اللجنة الامنية في مجلس محافظة الانبار، قولها: ان فوجين من قوات الشرطة الاتحادية وصلا الى منطقة حصيبة الشرقية شرقي مدينة الرمادي ليقفا على خط الصد الثاني لضمان كثافة النيران ضد العدو.  واكدت ايضا ان ستة آلاف مقاتل من ابطال الحشد الشعبي ينتشرون حاليا بمواجهة المنطقة نفسها.

العشائر تنظم صفوفها
من جانبه قال عضو مجلس الانبار، راجح العيساوي: ان اغلب عشائر الانبار بدأت بإعادة تنظيم الصفوف للبدء في شن عمليات مساندة للقوات الامنية ضد عصابات داعش الارهابية، مبينا لـ(المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي) ان عشائر البو سودة والبو علوان والبو عامر والبو فهد رفعت تنسيقها مع القوات الامنية بشأن الاشتراك في عملية تحرير محافظة الانبار من عناصر داعش الارهابية.  ووصف العيساوي القوات الامنية والحشد الشعبي التي وصلت الى المحافظة بالمتمكنة من تحرير مدينة الرمادي بوقت قصير لكن هناك مراعاة بشأن احتمال وجود عائلات تتخذها داعش دروعا بشرية.

قتل قيادات «داعش»
وتكبدت عصابات داعش عشرات القتلى والجرحى وخسائر فادحة بالمعدات في جميع قواطع العمليات، ومنهم قياديون عرب واجانب  بقصف جوي للتحالف الدولي على مبنى القنصلية التركية التي تشكل مركزا مهما لداعش في منطقة الجوسق جنوبي الموصل. وافاد مصدر امني  مسؤول في شرطة نينوى، لمراسلة "الصباح”، بان امس الجمعة، شهد قيام التحالف الدولي بقصف مبنى القنصلية التركية وهو من اهم المراكز التي يقطنها ابرز قياديي "داعش”  من العرب والاجانب. واشار المصدر الى ان القصف اسفر عن مقتل واصابة 56 ارهابياً بينهم 22 قياديا عربيا واجنبيا واصيب 16 اجنبياً اخرين جرى نقلهم بعجلات اسعاف الى مستشفيات الموصل، مبينا ان القصف الذي طال القنصلية ولد احباطا كبيرا جدا في صفوف عصابات "داعش” التي قامت بمنع المرور في تلك المنطقة واغلقت منافذها من كل الجهات.
وقصفت طائرات التحالف الدولي ابرز اربعة معسكرات لداعش في تلعفر والبعاج وسنجار غرب الموصل،  ما أسفر عن تفجير عشرات الاسلحة والاعتدة والصواريخ المتواجدة فيها وقتل 34 عنصرا من القياديين المشرفين على هذه المعسكرات، مبينا ان القصف شمل معسكرات (الملك لله) و(الخلافة) و(المعتصم بالله) ومعسكر(الجهاد)، مشيرا الى ان السنة الدخان تعالت بالسماء ودام دوي الانفجارات نحو الاربع ساعات.
واكد بيان لوزارة الدفاع، قتل مسؤول الجناح العسكري لولاية تنظيم «داعش» في ناحية الكرمة، الارهابي ابو عبد الله الشامي السوري الجنسية، الى جانب  قتل القياديين بالتنظيم الارهابي ابو ادم الصومالي وابو نبأ المقدسي وهو اردني الجنسية، وتكبدت عصابات «داعش» عشرات القتلى ومختلف المركبات والمعدات في مناطق شمال تكريت وغرب سامراء وبيجي ضمن محافظة صلاح الدين، وشملت ايضا مناطق الخالدية وبروانة والقائم وشرق الرمادي ضمن محافظة الانبار.