هل ستحدث معجزة ... فنرى الاصفاد في أيدي مسعود برزاني واسامة النجيفي ...؟؟!!
    الخميس 25 يونيو / حزيران 2015 - 21:42
    أ. د. حسين حامد حسين
    هل كانت مفاجأة لاي أحد عندما وردت اسماء تلك القيادات سياسية كالسيدين مسعود برزاني واسامة النجيفي في تسريبات وثائق ويكيليكس وتواطئهما مع النظام الارهابي السعودي....؟ ألجواب باعتقادنا... هو النفي طبعا. فالعراقيون ومنذ زمن بعيد طغى بهم اليأس لكي يجدوا مسؤولا حكوميا قادرعلى ان ينتفض لردع ما نراه من أهوال وأفعال وممارسات خيانية ضد المجتمع العراقي كما تم كشفه مؤخرا عن هذين الرجلين أو غيرهما. فلو ان بشاعة هذه الجرائم السياسية والارهابية والمؤامرات على الشعب العراقي ، قد حدثت في وطن اخر غير العراق ، فلربما ان شعب ذلك الوطن قد قام بهدردماء هؤلاء السياسيين. ولكن مشكلتنا في العراق ، تتلخص ان شعبنا وخلال الاثنتى عشرة سنة الماضية، ظل مفتقرا الى القيادة الشجاعة التي لا تخشى في الله لومة لائم فتستطيع الانقلاب على الاوضاع القائمة والسيطرةعليها من خلال قيامها باعلان حالة الطوارئ وتعليق الدستورلسنة واحدة مثلا، فيتم القضاء على نظام التحاصص هذا الذي دمر العراق وشعبه وأذله وأهانه لما يحمله من هذا القدر الفظيع من السوء ونشر الهوان وعدم توفير العدالة في المجتمع . كذلك ، فان النتيجة التي خرج بها العراقيون ، ان نتائج السماح لممارسات الفساد والافساد ودعم الارهاب وترك البغاة المجرمين من السياسيين الذين امتهنوا شعبنا أحرارا طلقاء ، كان ايضا نتيجة ان الحكومات العراقية ومنذ 2003، لم تكن تمتلك ارادتها السياسية الحرة. بل انها ، وكما عليه الحال اليوم ، تدار من قبل قوة خارجية تمسك بتلابيبها وهي قادة على ازاحتها بجرة قلم اذا ما تجرأت على التصرف بوطنية او من اجل حقوق وارادة شعبنا!!... وإلا ، هل كان ليستطيع أمثال السيد مسعود برزاني اوالسيد اسامة واخاه اثيل النجيفي وغيرهم أن يكونوا بهذه القسوة المفرطة من الكراهية والاستهتار وتبني خيانات عظمى ضد ارادة شعبنا و بهذا الجحود الوطني وصلف المواقف ، وبدون ان تسمح لافعالهم تلك القوة الخارجية ؟؟!!
    فلسوء الحظ ، أن الوطن العراقي ألذي أصبح اليوم ، ليس سوى مستنقع ملوث تنموا وتتكاثر فيه جراثيم وميكروبات وامراض سرطانية يحملها سياسيون مؤبونين ذوي عقول سادية ونفوس مريضة متطرفة الاهواء والشهوات المريضة تتركز على وسائل الثراء والجاه والسلطة، قد قاد كل ذلك الى انجاح اهداف هؤلاء وغيرهم في تدمير الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى وصلت الحياة الى حافة الهاوية.  فالحياة العراقية اليوم على وشك ان تلفظ انفاسها نتيجة لازدياد حالات اليأس في المجتمع . وعلى الخيرين من كتاب ومثقفين واحرار العمل على ممارسة التثوير السلمي للهمم الوطنية والارادات وايقاظ المعنويات المتراجعة. فالتمادي ضد حياة العراقي وكرامته ومحاولات تيئيسه امام مواقف الصمت للحكومة وعدم تبنيها لتطبيق القوانين الرادعة ضد تكرار الخيانات العظمى والتي يمارسها بعض السياسيين الخونة من جهة، والانصياع الى اهداف الكتل السياسية البعثية وتحت مسميات المصالحة الوطنية ، في وقت تمارس فيه هذه الكتل السياسية البعثية أدوارا للطعن في وطنيتها وولاءها للعراق وما عاناه الشعب من خلال احكام ارتباطاتها بدول خارجية كالنظام الارهابي السعودي ، كل ذلك ، قد أوصل الاوضاع السياسية الى حدود مأساوية . فمن اجل اصلاح هذه المأسي السياسية والاجتماعية ، يتوجب القيام بتحفيز نشاطات الجماهيرللمطالبة بالضرب بيد من حديد على الرؤوس الخائنة التي تتبنى اهداف الدول المعادية للعراق كالنظام الارهابي السعودي وتركيا وقطر والاردن من اجل تغيير المسارات السياسية والواقع الخياني المزري الذي وصل اليه بعض السياسيين في خياناتهم لاسقاط النظام الجديد.
    فاليوم تكشف وثائق ويكيليكس عن ممارسة مسعود برزاني واسامة النجيفي أدوارا تأمرية جديدة لصالح النظام الارهابي السعودي من خلال تجنيدهما لتنفيذ اهدافا محددة كان من بينها تجنيد السيد مسعود برزاني لدورخياني لاسقاط حكومة السيد المالكي المنتخبة انذاك . فكان مؤتمر أربيل سيئ الصيت انذاك برئاسة مسعود برزاني والبعض الاخر من ابطاله "غيرالميامين" ، امثال السادة اسامة النجيفي واياد علاوي وصالح المطلك وعمار الحكيم ومقتدى الصدر وعادل عبد المهدي وظافر العاني وغيرهم ، بسيوفهم الصدأة المثلومة. والغريب ان جميع هؤلاء قد كوفؤا بتكريمهم وبلا حياء في حكومة السيد العبادي نتيجة لوقوفهم ضد رئيس الوزراء المنتخب ، ومؤازرتهم لرئيس الاقليم في هذه المؤامرة السعودية – البرزانية القذرة التي تم الكشف عنها في وثائق ويكيليكس ، حيث كان ذلك المؤتمر محورا لنشاطات مشبوهة للتهديد بسحب الثقة عن الحكومة بحجة ان حكومة المالكي لا تتعاون مع حكومة الاقليم ...!!! حيث يكفيك فخرا يا نوري المالكي انك وقفت بشجاعة ضد هؤلاء ، وبقدر ما كانت تسمح لكم ظروف الحصار الجبان الذي تبنوه هؤلاء الافاكون ضدكم .

    كذلك كشفت وثائق ويكيليكس ان لاسامة النجيفي كان دورا خيانيا في تجنيده أيضا من قبل النظام الارهابي السعودي للمشاركة في جريمة تواطئه مع داعش واسقاط الموصل واحتلالها من قبل داعش، فكان اجر خيانته العظمى تلك حوالي ستمائة مليون دولارا ...ألم نقل ان الشرف اليوم أصبح سلعة تباع ويشترى لدى السياسيين ؟؟ 
    فالاحداث الكثيرة قد برهنت وبما لا يقبل الشك ، ان كلا من مسعود برزاني واسامة النجيفي مع اخرين على شاكلتهما ، ومن خلال مواقفهما الخيانية التي اساسها الكراهية والولاءات الخارجية للسعودية وتركيا وقطر والاردن من اجل استمرارعدم استقرارالوطن العراقي وتمزيقه ثم تقسيمه الى دويلات كردية وسنية وشيعية ، قد مكنت مسعود برزاني من النجاح في تمرير كذبة الانفصال واستغلاله تلك الكذبة استغلالا بشعا في ابتزاز الحكومات. كما ولا يزال يمارس مسعود تلك الكذبة كلما دعت حاجة الاقليم للابتزاز في سبيل الخروج من مأزقها الاقتصادية التي من اسبابها العملية ، هواستحواذ السيد رئيس الاقليم شخصيا على ثروات الاقليم  من اجل عائلته وعشيرته على حساب تجويع الشعب الكردي . فالبرزاني لا يزال يبتز حكومة العبادي على الرغم من كل الظروف الاقتصادية الحرجة التي يمر بها العراق ، وخصوصا في وقت لا تزال رواتب ومخصصات قوى وطنية عسكرية رسمية جبارة كالحشد الشعبي و كذلك رواتب عوائل الشهداء ، لم تصرف لهم حتى هذا اليوم !!
    أما السيد اسامة النجيفي المكلف بتبني مشروع جو بايدن والهادف الى تقسيم العراق،  فلطالما أثبتت مواقفه الخيانية ضد شعبنا في تنفيذه لاجندات اوردغان واحلامه المريضة في تقسيم العراق ، وتأتي اليوم تسريبات وثائق ويكيليكس لتفضح اسامة النجيفي مرة اخرى في خياناته العظمى للوطن العراقي مع برزاني وعلاقة كل منهما بأهداف وأدوار النظام الارهابي السعودي في دعمه لداعش ضد شعبنا من وقتل ودمار.
    وافتضاح دور كل من برزاني والنجيفي في تنفيذ اهداف النظام الارهابي السعودي اليوم يجب ان يكون حافزا وطنيا لحكومة العبادي للقيام بمسؤولياتها الوطنية والمبادرة فورا لتقصي الحقائق واعلان النتائج على شعبنا. فقيام السيد العبادي بما تقتضيه مسؤولية حكومته امام شعبنا ومن وجوب مقاضات كل من السيدين مسعود برزاني والنجيفي ومقاضات النظام السعودي أيضا ، وفق مبادئ الدستور والقوانين العراقية السائدة وتوجيه تهمة الخيانة العظمى لكل من البرزاني والنجيفي رسميا من اجل ترسيخ مبادئ العدل والمساواة امام شعبنا امام تهمة تجنيدهما من قبل مملكة الارهاب ومحاولات اسقاط حكومة المالكي ، والمشاركة في سقوط الموصل واحتلال داعش لها، انما نعتبره من أقوى المطالب الشعبية اليوم ، والتي سوف لن يحمد عقباها اذا ما تم الالتفاف على هذه الخيانة الوطنية أوتسويفها.    
    لقد بلغ السيل الزبى، ووصلت الاوضاع حدا لا يمكن السكوت عنه أمام خيانات السيدين مسعود برزاني واسامة واثيل النجيفي وسياسيين اخرين من خلال التجاوزات على السيادة العراقية ، ونصبهم انفسهم كبؤر لقوى سياسية في السلطة من خلال اعتمادهم على قوى خارجية داعمة لهم، مما يجعل من هؤلاء الموصومين بعارالتأمر والخيانات ، مجرد مرتزقة تسرح وتمرح وتتأمر من اجل اسقاط النظام العراقي ، وخصوصا بعد ان هيئوا واقعا مزريا لعراق يتخلى عن ارادته ويتم تحجيمه وجعله بؤرا للفساد والافساد والتخريب والفوضى ووأد القيم والاخلاق الاجتماعية . اننا نرفض رفضا قاطعا ان يصبح العراق مجرد حدودا باهتة وجغرافية مهددة بالفناء. فعراقنا يجب ان ينتفض على واقعه ويرفض بقاءه هيكلا محطما غارقا بالدم وبيئة للجرائم البشعة طالما بقي هؤلاء في مواقع السلطة.
    كما وان العراق ونظامه السياسي يجب ان ينهيا ما يشجع على أشاعت هذه الفوضى والفساد والارهاب فيه من خلال تواجد هذه الكتل السياسية البعثية والتي شجعت أمثال السيدين مسعود برزاني واسامة النجيفي ان يكونا عميلين للنظام الارهابي السعودي ولتركيا، وجعلت من الوطن العراقي ساحة للفوضى وللمتاجرات بالارواح البريئة . كفانا صمتا على ما يفعله مجرموا الكتل السياسية من خيانات . منذ اثنتي عشرة سنة وبدون توقف ، والحياة العراقية تسير من سيئ الى أسوأ!! فعلى حكومة العبادي ان تنهض وتتحمل مسؤولياتها وتواجه بقوة وشراسة كل هذا الذي يحدث من خيانات عظمى من قبل مسؤولي السلطة.   
    حماك الله يا عراقنا السامق... 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media