شعب وادي الرافدين يعيش، ومنذ ان طمس الاحتلال الاعرابي المتوحش والمتخلف حضارته الرافدينية، كالذي يشق طريقه في غابة كثيفة ومظلمة تملأها وحوش ضارية تفتك به كل حين. وكلما توقف لحظة ليتدبر امره انهالت عليه هذه الوحوش وأخذت تقطع أوصاله. وكلما وصل محطة في مسيرته هذه وأعتقد ان عذاباته قد انتهت انهالت عليه وحوش الغاب بضراوة اشد فتكا مما لقيه في المحطة السابقة.

يا أبناء وادي الرافدين، يا بناة أول واعرق حضارة في العالم، ونحن نعيش وسط هذا الجو من الإرهاب الداعشي الوهابي، أعداء الامس هم نفسهم أعداء اليوم، وفقداننا لهويتنا وتمزقنا الى شيعة وسنة واكراد واليزيدين وتركمان والى اخره من هذه الهويات التي فرضتها علينا مسيرتنا التراجيدية، علينا اليوم ان نجابه وبكل شجاعة الإجابة على سؤالين مصيرين.

السؤال الأول: هل نريد الاستمرار على ما نحن عليه؟ وما نحن عليه هو فقدان الهوية الوطنية، الوهابية ودواعشها تفتك بنا ذبحا وحرقا وسلبا وبيعا لنسائنا في سوق النخاسة، حفنة من أبناء الوطن باعوا أنفسهم للوهابية وفتحوا الطريق للأوباش الساقطين ليتوغلوا داخل بلدنا ليقوموا بقتلنا وسلبنا واغتصاب نسائنا، أحزاب دينية عميلة ومتخلفة تدير دفة الحكم وتقوم بنهب قوتنا حتى ينعموا هم وعوائلهم في لندن وباريس وواشنطن، عشائرية مستفحلة تتقاتل فيما بينها وتسبي نساء بعضها البعض، وجود سنة وشيعة يعني وجود الطائفية المقيتة.
السؤال الثاني: إذا كنا لا نريد العيش تحت هذه الأوضاع المقيتة. ونريد الدفاع عن وجودنا المهدد، وحضارتنا العريقة التي هي هويتنا فلم يبقى امامنا الا الانتفاضة العارمة لأزاحة كل هذه المخلفات وأجراء انتخابات رئاسية خالية من أي شعارات دينية، وكتابة دستور لا ينص على أي دين رسمي للدولة. وينص على ان العراق سومري اكدي بابلي آشوري. وان العراق جزء من العالم المتحضر. وان يخرج العراق من العصور الوسطى المتخلفة ويدخل القرن الواحد والعشرين.