نوري المالكي ...رمزا وطنيا ... وخطا أحمرا بالنسبة للملايين العراقية...!!
    الثلاثاء 30 يونيو / حزيران 2015 - 20:04
    أ. د. حسين حامد حسين
    يتوهم الخونة والجواسيس وسقطة المتاع من هذه الكتل السياسية المجرمة الضالعة في العبث بمصير العراق والتي افتضح امرها تماما وحان وقت حسابها قريبا بلا رحمة باذن الله تعالى ، يتوهموا ان علاقاتهم بانظمة دول الجوار الخسيسة المعروفة قد توفر لهم نوعا من حماية وقوة معنوية للاستمرار في ممارسة الاستهتار والعبث بمصير شعبنا الى درجة نجدهم يتجرؤون على المساس برموز وطنية كبرى كالقائد الوطني نوري المالكي ، لكنهم ، يتناسون ان المالكي هو خط أحمر بالنسبة للملايين التي خرجت لانتخابه، وهي لا تزال رهن اشارته. وان سكوت هذه الملايين امام ما حدث من مؤامرة وانقلاب على الشرعية ، لم يكن نوعا من تردد او خوف هذه الجماهير في النزول الى الشارع والتصدي للمؤامرة وفرض الارادة الشعبية وتغيير الاوضاع في العراق جذريا، بل وربما انشاء محاكم شعبية علنية لكل من سولت له نفسه الانتماء ورمي نفسه في مزبلة تأريخ الخيانة الوطنية العظمى ، ولكن ، دعوة المرجعية الرشيدة للدفاع عن العراق من خلال الجهاد الكفائي بعد ظروف سقوط الموصل ، قد فرضت وحدها تأجيل التصدي لتلك المؤامرة القذرة. فلعنة الله على الظروف التي اجبرت تأجيل يوم الحساب ذاك ، وسمحت لاستمرار هؤلاء الخونة المأجورين في البقاء.
    فالجماهير التي تحدت الارهاب وخرجت بلا دروع الى الشوارع لانتخاب نوري المالكي وتنصيبه قائدا للعراق، سوف لن تجد بدا من نزولها ثانية لتعديل المسارالوطني وتلقين قطعان الخونة ورؤوس الفساد والفوضى والاستهتار ما يستحقونه من مصير ومن دروس لاحترام رموزنا الوطنية.  
    إذ يجب على هؤلاء المأجورين ان يدركوا ، أنه كما المرجعية الدينية هي خط احمر بالنسبة لشعبنا ، فأن نوري المالكي كقائد وطني ، هو خط أحمرأيضا، وكذلك بقية الرموز الوطنية. فشعبنا لا يضحي بوطنيه من اجل اجندات دول الجوار وجواسيسهم . فالقياسات والمقاييس الوحيدة في هذا الجانب من اجل ان تصبح خطوطا حمراء ، هي العمق الوطني للقائد والنزاهة والشجاعة وعفة اليد والتفاف الشعب من حوله.  فهذه مقاييس التأريخ الرئيسية عند النظر الى تقييم القائد الوطني. أما العمالة وبيع الشرف والدوس على الكرامة والانحناء لحكام الانظمة المجاورة ، فهي المقاييس لهؤلاء الذين يطلقون اصواتهم اليوم ضد نوري المالكي. ومن يتصور ان الشعب العراقي قد فقد بوصلة طريقه حتى عاد غير قادر على التمييز بين الانذال والاصلاء ، فهو يعيش في وهم الغرق في غروره كهؤلاء اللصوص الخونة. فقد تم على عراقنا وشعبنا ، فرض معايير غير وطنية وتخلوا من أي شريف ، فتلاقفتها بعض هذه النفوس، لكن ذلك لا يعني ان العراق وشعبه قد تقبل هذا النوع من الذل والاسفاف في القيم ، فاصبحت جزءا من اخلاقه وقيمه أبدا. ان شعبنا العراقي الذي عاش تحت جميع ظروف الموت والدمار، لم يعد ينظر الى الحياة باحترام طالما انه لا يجد في الحياة ما يشعره بقيمة وجوده ولا حتى قيم دينه الحنيف  أو اصالته واخلاقه وعقائده التي توارثها منذ مئات السنين ، فكيف يستطيع بعد كل ذلك ان يصبح جزءا من حياة يدوس عليها الخونة وعلى كل قيمه ، ثم نتوقع منه السكوت الى الابد على الذل والهوان؟؟!!
    فمن يريد ان يجرب حظه العاثر ويتأكد مما نقول حول اصالة شعبنا ، فما عليه إلا ان ينظر الى ما يسطره اليوم ابنائنا في الحشد الشعبي من بطولات تفوق التصور. وعليه ايضا ان يتحمل نتائج مسؤولية محاولته المساس بسمعة المالكي ووطنيته ونزاهته وصدقه ، ثم لينظر ماذا ستكون عليه النتائج ؟؟ فاطلاق التصريحات "العاهرة" ضد الوطنيين ، لا تخجل من تلبسوا بالخيانة وباعوا الشرف والضمير. أو جعلوا من أنفسهم مطية لدول الجوار واسرائيل وداس على شرفه الوطني من اجل الاجر الذليل. وعليه ان يدرك ثمن تصريحاته ضد المالكي في الدعوة لمحاكمته!! فباعتقادنا ، هي ليست شجاعة ، كما وهي ليست شيئا جديدا ان يتهم الخونة والانذال القادة الاحرارعندما يحاولون التخلص منهم لتخلوا لهم الاجواء السياسية من خلال اتهامهم بما يحمله هؤلاء انفسهم من خيانات بينما هم يدركون مقدار احتقار شعبنا لهم .
    واذا أردنا ان نأخذ مثالا بسيطا، فما علينا سوى العودة قليلا الى الوراء ، لنرى كيف كان الخونة البعثيين وغير البعثيين يطلقون الافتراءات والاتهامات ضد الشهيد عبد الكريم قاسم على الرغم من نزاهة الرجل وشجاعته وما صنعه من اجل العراق من قوانين ومشاريع وتشريعات وطنية وما عمله من اجل الفقراء من شعبنا . فهؤلاء ممن يتجرأ وا ويروجوا امام شعبنا تلك الاباطيل ، هو نتيجة افتقارهم للشرف والوطنية ومن اجل احلام مريضة يعيشونها ، وعليهم ان يتحملوا نتائج تلك الدعوات الخبيثة والتي ستجدها الملايين من شعبنا مبررا أكثر من كاف لانتفاضة عارمة ضدهم لم تكن في حساباتهم ، فهم كضفادع تعيش مطلقة نقيقها في مستنقعها الاسن ، فتتطاول على الرموزالوطنية!!  
    والغرابة في أن اليوم ، تعاد نفس تلك الاسطوانة الصدأة المشروخة كما كانت عليه الاحوال قبل اربع اعوام ، عندما كان الحلف اللامقدس برأسة مسعود برزاني مع تابعيه من الكتل السنية البعثيين وانتهازيي الكتل الشيعية ، تمارس ادوارها الحاقدة على حكومة وشخصية المالكي ، فترفع شعاراتها الاجيرة بسحب الثقة عن حكومته، ولكن ما الذي حصل؟ ألم تخب ظنون هؤلاء المرجفون؟ هل سقطت حكومة المالكي؟ وهل كان لحكومته المنتخبة ان تزاح لو لا مؤامرات الشيعة انفسهم على قائدهم المالكي بالدرجة الاولى بالاضافة لتدخلات الولايات المتحدة؟  واليوم ، نجد ان نفس نلك الوجوه البليدة والشخصيات الخؤونة بنفس فحيحها ، وتلجأ الى نفس تلك الاساليب الخبيثة.  فهم ، وعلى طريقة ، الهجوم احسن وسائل الدفاع ، يبادرون بالطعن في رمز وطني يشرف في نزاهته ومواقفه الوطنية وشجاعته ، كل هؤلاء الاشرار الذين فضحتهم تسريبات ويكيليكس. ولكن العار الذي انزرع بدواخلهم اصبح احد سماتهم الشخصية ، بل وأمرا طبيعيا ، فلا يهمهم ان تم وصمهم بالخيانة العظمى.
    ولكن ، من المؤسف ان نرى صمتا من قبل الكتل الشيعية لما يدور من مؤامرات على المالكي. فان كانت هذه الكتل الشيعية لم تتعلم بعد من تجاربها ، وهي مستمرة في عيشها الرغيد على حساب الملايين الشعية، فعليهم ان يدركوا ان القصاص سوف لا يستثني أحدا ممن كانت له مواقف خؤونة ضد أي من الوطنيين .
    فالمؤامرة على المالكي لم تكن جديدة ، وبدأت منذ ان اصبح للادارة الامريكية بعضا من الملاحظات على موقف المالكي منها . ففي حسابات مصالحها تطالب تطابقا بين السياسة العراقية والسياسة الخارجية الامريكية ، وهذا شيئ لا يمكن ان يحصل ولا ان تقبل به أي حكومة حرة منتخبة تنبع قرارتها من سلطة شعبها ومن خلال الانتخابات الحرة. ولوكان المالكي قد سار بسياسته وبما يرضي الادارة الامريكية ، لما كنا قد وجدنا هذا النوع من عدم الرضا ضد حكومته ، ولاصبح مرضيا ، كما هو حال حكومة العبادي اليوم والى درجة ، ان يستطيع فيها رئيس الاقليم من ترشيح من يراه "مناسبا" كقائد القوة الجوية العراقية الذي رشحه ، ثم قبله العبادي. فهذا هو الفرق بين حكومة المالكي وقيم حكومة العبادي امام القيم الوطنية ...!!  قيم
    أن شعبنا لم يكن غافلا في يوم من الايام لهذه الادوار الخيانية والمؤامرات التي يطلع بها هؤلاء كمسعود برزاني واياد علاوي واسامة النجيفي ممن كشفت وثائق ويكيليكس خياناتهم العظمى ، والذين لا يزالوا يجدون في خنوع العبادي وحكومته أجواءا مثالية لحراكهم السياسي ضد كل وطني، أمثال المالكي ، وعدم محاسبتهم ووقف تداعيات مواقفهم التي أوصلت الوطن العراقي الى حافة الهاوية من خلال جرائمهم التي تجد مباركة من قبل حكومة العبادي ، وخصوصا رئيس الاقليم الذي جعل من الاقليم بؤرة لايواء جميع خونة شعبنا والحاقدين على الوطنيين من شعبنا ، وخصوصا في سماحه للتغلغل الاسرائيلي وعلاقاته مع القيادات والخبراء والساسة الاسرائيليين والشركات الاسرائيلية وقبوله حتى لاصدار جريدة اسرائيلية في كردستان. كل ذلك يبرر مسألة نزول شعبنا الى الشارع لتصحيح المسارات التي دمرت سيادة العراق وحولت حكومة العبادي الى مجرد حكومة تتلقى اوامرها من الخارج وتقوم على مبدأ المساومات بين الوطنيين ومع هؤلاء الخونة وغيرهم من اجل استمرار هذه الحكومة المتهرئة.
    ان استهداف شخصية سياسية وطنية كالمالكي ، أمرا فاشل من اساسه. وعلى الذين لا يزالون يحملون في قلوبهم مرض من هؤلاء الخونة من مستهدفيه ، ينبغي الانتظار قليلا لكي يتم الاعلان عن نتائج سقوط الموصل وقراءة الرد الذي بعث به السيد رئيس الوزراء المالكي على اسئلة لجنة الامن والدفاع البرلمانية . أما اذا كان هؤلاء يحاولون اللعب بالنار، فهذه النار نفسها ستحرق وجوههم وتحيلها الى قطع من الفحم في هذه الحياة الدنيا ، ثم يأتي دور الشعب ليقول بعدها كلمته. 
    حماك الله يا عراقنا السامق...
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media