هم عياله .. نحن عيال الله وأحباؤه
    الأربعاء 1 يوليو / تموز 2015 - 18:45
    حسن الخفاجي
    "الكَرعة تزامط بشعر بنت عمها" هكذا يقول المثل العراقي . لإصابتنا بالجفاف والتصحر والصلع القيادي ، منذ إطاحة الشهيد عبد الكريم قاسم إلى ألان ، لذلك ترانا نُيَمم وجوهنا صوب كل قائد شجاع ونزيهة يلتصق بهموم شعبه ويشعر بمعاناة الفقراء منهم . نبحث في سجل العظماء والخالدين ونعقد المقارنات ، مرة برئيس الاورغواي الزاهد خوزيه موخيكا الذي دخل القصر الرئاسي وحوّل أكثر من ثلاث أرباعه إلى سكن للفقراء وتبرع ب٩٠ بالمائة من راتبه للفقراء والجمعيات الخيرية وظل يتنقل من والى القصر بسيارته الفولكس وأجن الزرقاء موديل عام ١٩٨٣وظلت معه بعد انتهاء فترة رئاسته. مرة أخرى نقارن ساستنا بالرئيس الإيراني السابق احمدي نجاد الذي لم يرتدي خلال فترة حكمه غير سترة هزلت من كثرة الاستخدام ، عندما يئسنا من إيجاد شبيه بنزاهة وزهد هؤلاء القادة صرنا نبحث عن قائد بمواصفات مانديلا ليعيد ألينا عراقنا بكل مكوناته تحت خيمة واحدة ، لم نعثر على شبيه بمانديلا .

     بحثنا عن قائد قوي وشجاع يعيد للعراق كرامته ويحافظ على خيراته  كالرئيس الفنزولي  الراحل هوغو شافيز، ظل شافيز حلمنا لكثرة "الخرنكعية"  من حولنا. لا زلنا  نحلم بعراقية مثل كيفية  تلد لنا عبد الكريم قاسم جديد !!.

    يأسنا والجدب ضرب رؤوس ساستنا قبل ان يضرب أرضنا وعم الصلع والقرع إرادتهم ولم يبق للعراقيين ما يقارنون به ساستهم إلا غترة أمير الكويت وعكال وزير داخليته !.

    من كتب عن زيارة أمير الكويت لمكان التفجير في مسجد الصادق ليقارنها بتقاعس واعتكاف  رئيسنا معصوم عن ممارسة مهامه الدستورية فهم محقون، أما من روجوا لزيارة أمير الكويت  ليجعلوا منه ملاكا طاهرا، ليغطوا على الجريمة وعلى تقصير حكومة الكويت في حماية شعبها وتقاعسها في لجم التيارات التكفيرية  التي استغلت سكوت الحكومة الكويتية  لتجعل من الكويت خزانا بشريا وماديا لكل الحركات والمنظمات الإجرامية التكفيرية . من قاموا ويقيمون بجمع الأموال وإرسال المقاتلين والانتحاريين إلى العراق وسوريا ومن يحرضون على الفتنة الطائفية ، هم برلمانيون وسياسيون وأساتذة جامعة. بالأمس القريب كان  شافي العجمي وهو أستاذ جامعي يفتخر بذبحه لأطفال شيعة سوريين ولم تجري له حكومة "طويل العمر" أمير الكويت شيئا ، أدرج  شافي العجمي على قوائم الإرهاب الأمريكية أعتقل لساعات في امن الدولة الكويتية وأطلق سراحه في حين يحكم بالحبس لسنوات او يغيب من يتعرض "للذات الأميرية لصاحب السمو طويل العمر" أمير الكويت أو ولي العهد. اعتقال النائب السابق والمحرض الأول على الفتنة في الكويت  وليد الطبئطبائي قبل ساعات جاء بسبب تعرضه "لذات ولاية العهد "مثلما قال بيان وزارة الداخلية الكويتية.

    خالد العصيمي العتيبي الممول الرئيسي ومالك قناة صفا التحريضية التكفيرية هو تاجر كويتي عمه عضو مجلس الأمة السابق ناصر صنهات العصيمي ماذا عملت حكومة "طويل العمر"  أمير الكويت لمن تحرض قناته على قتل الشيعة  كل يوم؟ وهو ما حصل "لعيال أمير الكويت"  من شيعة الكويت. 

     قبل جريمة التفجير كانت الاجتماعات الداعمة لداعش علنية وشبه علنية والسيارات التي ترفع أعلام داعش تجوب بعض شوارع الكويت و"طويل العمر" لم يفعل شيئا.

    الغزل بزيارة أمير الكويت وكلمته "هذوله عيالي" بلغا حدا لا يمكن السكوت عنه ،ان يتغزل الكويتيون بأميرهم فهذا شأنهم ، أما أن  يتغزل عراقيون بأمير الكويت وتعمم كلمته "هذوله عيالي" عراقيا ويكتب تحتها: "الكويتيون أبناء الأمير نحن أبناء من؟".

    لهؤلاء أقول: العراقيون اغلبهم فقراء منذ فجر التاريخ ، الفقراء هم أبناء الله وأحباؤه. حبانا الله بوالد حنون علينا هو الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم ، لكن آباء وأجداد من يقتلوننا الآن باسم الطائفية  قتلوه تحت شعارات القومية والوحدة العربية، وسيقتلون أولادنا تحت عناوين جديدة إن تخلينا عن قتالهم. لم يبق لنا غيرالله، نصبح من اقرب مقربيه وجيشه لو اطحنا بالظلمة الفاسدين السراق من ساستنا، لا أن نترك أمرنا إلى الله دون ان نعمل.

     المنظمات الدولية التي تهتم بحقوق الإنسان تسكت وتغض الطرف وتتساهل مع مرتكبي الجرائم، لكنها تدعي دائما الحرص على حقوق المجرمين. السعودية تقتل وتحاصر ٢٢ مليون يمني  منذ أكثر من ثلاثة  أشهر ولم تتجرأ الأمم المتحدة على إدانتها ولو لمرة واحده. ضحايا الدواعش وأسرهم لم تفعل لهم الأمم المتحدة  ما يكفي  للتخفيف عنهم، بينما تبعث مبعوثا لها ليحث  رئيس مجلس النواب العراقي كي يبقوا على ما أسموه: "الطرق القانونية" لتنفيذ أحكام الإعدام والتشديد للإبقاء على مصادقة رئيس الجمهورية  "كضمانة" لما يعتقدان انه حلقة رئيسية لتطبيق العدالة.

    الغريب ان السيد رئيس مجلس النواب تماهى مع المبعوث الاممي ودعم جهوده ، كل ذلك يحدث كي لا يسير قرار مجلس الوزراء باعتبار مصادقة وزير العدل  كافية لتنفيذ الأحكام بالإرهابيين الدواعش. 

    عشرات الآلاف من العراقيين  استشهدوا بسبب التفجيرات ومثلهم استشهدوا في ساحات المجابهة مع الدواعش ، ستة ملايين عراقي شردوا ومثلهم ، أو أكثر ثكلوا بأعزاء ، العراق مستباح كل هذه الماسي والكوارث لم  تثني المبعوث  الاممي و رئيس مجلس النواب العراقي والسيد الرئيس فؤاد معصوم من وضع العراقيل أمام تنفيذ حكم الإعدام بـ١٦٠ محكوما بالإعدام من الإرهابيين ،علما ان هؤلاء من اغلب مكونات الشعب العراقي. 
    الم اقل لكم  إن الله وحده هو أب للعراقيين ولا احد غيره.

    الكويتيون  عيال الأمير ونحن  عيال الله وأحباؤه  وهو ارحم بعياله .

    "الرياء ولاء تقدمه النقيصة  للرذيلة "
     
    حسن الخفاجي
    الأربعاء 1 / 7 / 2015
     Hassan.a.alkhafaji@gmail.com
    التعليقات
    1 - هواهم داعشي وفكرهم بدوي
    شيروان    01/07/2015 - 20:26:1
    انني واثق ثقة كبيرة من ان حكام المملكة الوهابية وتوابعها من دول الخليج (باستثناء سلطنة عمان) يفضلون داعش واخواتها على الشيعة (وفي كل الاحوال)، حتى وان اصبحت تلك الكيانات والتنظيمات الارهابية المسرفة في التوحش تهديدا فعليا مباشرا لعروشهم، اذ ان هوى هؤلاء الحكام داعشي وفكرهم يستقي من نفس المصدر وهو العقلية البدوية المنغلقة على ذاتها والرافضة لما سواها.
    2 - يسلم ثمك
    د محمد الخفاجي    01/07/2015 - 22:53:2
    اصبت كبد الحقيقة يا ابن العم
    3 - Good work
    Najib Albaghdadi    02/07/2015 - 03:58:4
    Dear Hassan Thank you very much for this excellent article , please keep the good work and GOD will help Iraq and the Iraqis.
    4 - ولكن المقارنة ممكنة
    عامر    02/07/2015 - 19:49:3
    أتفق مع الأخ الكاتب تماما ولكن من حق الناس أن نتساءل لما دماؤنا رخيصة ؟ وأول من يستريح دماؤنا هم سياستنا وساستنا السفلة والا 1700 من الشهداء ما استحقت الحكومة العراقيين أن تلاقي اهاليهم بتمسح عنهم القهر والعوز ونار الفراق لقاءات قلوبهم لست معني بأمير الكويت ولكنه سلك سلوك إنساني أشيد به عالميا عندما ظهر باكيا وحافيا ليدخل مسجد الصادق ع بعد للحظات من الجريمة وهذا الموقف وحد الكويت لا ليس فيهم أبو براطم الاخونجي ولا ممثل الأمم المتحدة جاسوس الماسود
    5 - الحمد لله
    فراس العراقي    02/07/2015 - 19:59:5
    احيانا من هول ما اراه اشك باني اطلب المستحيل واني اسرح بخيالي واطلب امور غير واقعيه عندما اقرا مقالك اعرف اني مازلت محتفظ قواي العقليه ولم اجن الحمد لله
    6 - خالف شروط التعليق
    ...    02/07/2015 - 21:39:3
    ...
    7 - خالف شروط التعليق
    ...    02/07/2015 - 21:59:1
    ...
    8 - !
    علي    03/07/2015 - 07:49:5
    رحم الله الشريف الرضي عليه السلام حيث قال: حزى الله الشدائد كل خير لاني عرفت بها عدوي من صديقي تصرف امير الكويت كان ممتازا خصوصا عندما اجهز واعتقل هؤلاء والخلايا النائمة من التكفيرين ويحاول الان تعديل القوانين وبتر اي يد تحاول العبث في امن الوطن والشعب هكذا توحد الشعب الكويتي بخندق واحد ضد التكفير الارهابي السعودي تحديدا بينما في العراق زعماء شيعة يسمسرون بدماء اهليهم وجماهيرهم وزعماء سنة يتامرون على العراق وشعبه ومسؤولين كرد وهذا ليس مني ولكن ما يقوله سفراء غربين في بغداد وهذه تحتاج الى الحشد والوعي كي نصفيهم من خلال الانتخابات القادمة
    9 - خالف شروط التعليق
    ...    03/07/2015 - 20:39:4
    ...
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media