سنن التاريخ وحتمية التغيير .. نوّاب العراق نموذجا
    الخميس 2 يوليو / تموز 2015 - 19:39
    أبو فراس الحمداني
    كاتب ومحلل سياسي
    "النظام الرئاسي هو الذي كرس حكم الدكتاتورية في العراق حيث تمركز السلطة والثروة بيد شخص واحد او جهة واحدة) !!!؟؟؟؟؟ بهذه الكلمات اختصرت النائبة ليلى الخفاجي ازمة وعي برلماني شاركها فيه العديد من نواب التحالف الوطني ... موقف تشعُرُ معه بالمرارة  والأسى على الشعب العراقي عندما يكون نوابه  في البرلمان بهذه الدرجة من السطحية و لايفرقون بين نظام رئاسي  مستبد دكتاتوري يأتي عبر الدبابة والانقلاب ويغير القانون بجرة قلم !!! وبين النظام الرئاسي الديمقراطي الذي يطبق في أعرق الديمقرطيات في العالم ،،، والذي لايمكن ان يأتي بالاستبداد كما صرح بذلك اكثر من نائب شيعي ؟؟    السيد عباس البياتي يقول ان النظام الرئاسي يتطلب  تغييرا للدستور المتفق عليه وهو غير ملائم لخصوصية المجتمع العراقي  ،  أو يفرط بحقوق الاغلبية كما يدعي السيد عمار الطعمة  ، الرئيس المنتخب ايها السادة ياتي بالارادة الشعبية عبر الاستفتاء ويمثل ارادة الامة ،،ولايمكن لنظام الحكم الرئاسي المطبق في فرسا مثلا مهد الديمقراطية أو في امريكا لايمكن ان يخلق مستبداً كما تدعي احزابنا الحاكمة !!!!  لان الرئيس يعمل ضمن صلاحيات دستورية وبرقابة مجلس نواب منتخب وتحت وصاية سلطة قضائية ومٓحكمة دستورية عليا. بل ماتقومون به هو استبداد كتل باكملها خلقت بالتالي نظاما فاسدا  لايشبهه اي نظام في العالم ؟؟؟ 
    فأذا اخذنا النظام   الرئاسي الامريكي كمثال ،،، فالسياسات التي يقترحها الرئيس في الولايات المتحدة لا بد من موافقة الكونجرس عليها وإصدارها على شكل قوانين. ولا يخرج قانون من الكونجرس حتى يقره مجلسا الكونجرس (النواب والشيوخ) بنفس الصيغة. . وسلطة الرئيس في استخدام حق الفيتو أو في رفض التوقيع على أي قانون ليست مطلقة، ففي حالة استخدام حق الفيتو على الرئيس إعادة القانون إلى الكونجرس الذي يمكنه بأغلبية الثلثين (في المجلسين) إصداره كقانون دون الحاجة إلى موافقة الرئيس،،كيف يمكن اذن ان يقود النظام الرئاسي الى الاستبداد !! وأي نموذج ديمقراطي أستند اليه نوابنا الافاضل غير تشبثهم المهين بمواقعهم التي حصلوا عليها عبر نظام الغنائم الذي دمر المشهد السياسي في العراق !!!! 
    ،نحن كعراقيين لم نخترع الديمقراطية وقمنا باستيرادها من المجتعات المتحضرة  وعلينا أن نُطبقها  كما هي بدون تزوير أو تشويه  ،،، هنالك مجموعة نُظُم  للحكم  معمول بها في العالم ،، ملكي دستوري ،، أو جمهوري برلماني ،،،أو نظام رئاسي برلماني  ،،،نظام رئاسي  فيدرالي ،، نظام كونفدرالي ،، وكل هذا النظم صالحة أذا طُبقت باشتراطاتها المعروفة وعلينا ان نختار أحدها اذا كانت النوايا صادقة في بناء دولة ديمقراطية  ،،، بعيداً عما يحصل في العراق من فوضى سياسية لا علاقةٓ لها باي تجربةٍ ديمقراطية في العالم ،،،، العراقيون يريدون نظام  حُكمٍ رشيد  ،، يعيد للدولة هيبتها وللشعب سُلطتِهِ  ،، ولايسمح بتقسيم الدولة الى محميات حزبية ،،لانريد نظام يستبيح اموال الشعب  ويسترخص دماء الناس  ويفرط بكرامتهم  تحت مُسمى الديمقراطية ،
    ،، فاذا كان  التحالف الوطني يعتبر التقسيم  مرفوض تماماً ويمثل كارثة وطنية بالرغم من ان الدولة الكردية على وشك الاعلان عن نفسها !!! ،،  ويعتبر النظام الفيدرالي أضعاف لسلطة الدولة و تكريس للطائفية !!!!!! ويرى  في تطبيق النظام الكونفدرالي  حرب اهلية !!! واذا كانت قوى التحالف ترفض النظام الرئاسي بدعوى انه يقود للاستبداد ويعيد العراق للحكم الدكتاتوري !!! وليس امامنا كعراقيين وفق نظر الطبقة السياسية الحاكمة  الا الاستمرار في نظام التوافق والمحاصصة واستمرار هذه الفوضى وضياع الحقوق وهروب السراق من المحاسبة وانعدام المسؤولية ،،
     اتمنى ان تقوم قيادات التحالف بدراسة التاريخ جيداً وان تتوقف عند التجارب التي تعارضت مع أرادة الناس   ،، وأن لا يٓصرَّ  البعض على اغلاق الأُفق السياسي،،،، لان الوضع القائم أصبح مرفوضاً جملةً وتفصيلاً ولم يعد بالامكان تجميله وترقيعه  ،، واللعبة اصبحت على المكشوف ،، النظام التوافقي لايخدم الا مافيات الفساد الحاكمة وتغييرهُ أصبحَ  ضرورةً وطنية حقيقة على السياسيين ادراكها قبل فوات الاوان  ،،، فالشارع العراقي يطالب عبر مواقع التواصل الاجتماعي منبره الوحيد !!! بنظام رئاسي يٓسمح بأنتخاب الرئيس من الشعب بشكل مباشر بعيداً عن هيمنة الكتل والاحزاب  ،،وعلى البرلمان ان يرضخ لمطالب الشعب ويغير الدستور بماينسجم مع ارادة العراقيين ،، لامع رغبة الكتل ومافيات الفساد المستبدة ،،،التي ستحترق مع أول  شرارة للتغيير.......

    ابو فراس الحمداني
    كاتب وأعلامي 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media