مع الناشطة المدنية من تورنتو الكندية إيمان بكتاش ودعم النازحين
    الخميس 2 يوليو / تموز 2015 - 19:51
    كمال يلدو
    كاتب وإعلامي عراقي مغترب
    كان إحتلال داعش للموصل وبلداتها  وطرد مئات الآلاف من ابناء المنطقة ونزوحهم الى قرى وبلدات في محافظات اقليم كردستان، فعل الهزات الأرتدادية على كل الجاليات العراقية المنتشرة في العالم، ومنها في كندا حيث بادرت للقيام بالعديد من الفعاليات من اجل التضامن مع محنة النازحين، أو لتقديم المساعدات الممكنة لهم. وللوقوف على ابرز تلك الأعمال كان هذا اللقاء مع الناشطة في مجال العمل مع المنظمات المدنية السيدة إيمان بكتاش حيث بدأت كلامها بالقول: منذ أكثر من تسعة شهور أطلقت مجموعة من منظمات الجالية العراقية في مقاطعة اونتاريو الكندية، وبالتحديد في مدينة تورنتو (الجمعية العراقية الكندية، تيار الديمقراطيين العراقيين، البيت العراقي في لندن اونتاريو ومنظمة "نعم للعراق" ) حملة وطنية وانسانية كبرى ، للتضامن مع ضحايا حرب عصابات داعش و (الفاشية الدينية الجديدة)، ولتحويل تلك المأساة الى حركة جماهيرية واسعة وموسعة وطويلة الأمد، وهي تلقى المزيد من التأييد مع الوقت. وعند سؤال الناشطة إيمان بكتاش عن مدى التجاوب من قبل الجالية قالت: في البداية كانت الناس مترددة من صدق ندائنا ونوايانا، لكن تمكنا بعملنا  الطوعي الجاد وانضمام الكثير من الشابات والشبان الينا من كسب ثقة الجالية التي بادرت الى التعبير عن مدى التصاقها بالوطن وتضامنها مع محنة النازحين حيث كانت الحصيلة:
    ١) في الحملة الأولى  جرى تجميع ١١،٨٣٥ كغم من الملابس التي وضعت في (٧٥٠) صندوق وشحنت الى البصرة بغية توزيعها على النازحين الذين لجأوا الى بغداد والحلة والفلوجة والرمادي
    ٢) الحملة الثانية جرت بعد نجاح الأولى بحوالي شهر وجرى فيها تجميع حجم مقارب وضع في (٧٤٠) صندوق وشُحنت عبر تركيا بغية توزيعها على النازحين في دهوك وأربيل وكركوك وسنجار وألقوش، مع مبلغا ماليا بلغ (٣٧ ألف دولار)
    ٣) ونعمل منذ فترة في الحملة الثالثة، والتي ستتركز على جمع الأموال من ابناء الجالية وارسالها الى الجمعيات والأشخاص الذين نتعامل معهم وسط النازحين، آخذين بنظر الأعتبار اعتماد مبدأ الشفافية في عملنا، واصدار وصولات الأستلام في كل مراحل تقديم التبرعات وصولا الى توزيعها واستلامها من قبل النازحين، ولعل الأمر المهم هنا هو ايصال المبالغ المرصودة بغية شراء المراوح الهوائية والمكيفات لمقاومة حر الصيف اللاهب هناك. ونعمل الآن لتشكيل هيئة تعني بمساعدة النساء اللواتي تم تحريرهن من داعش عبر أخذهن للعيادات الطبية والنفسية وتقديم المعالجات الآنية وللتخفيف عن معاناتهن.
    وللوقوف أقرب من عمل هذه الجمعيات كان لابد من التعرف على عدد العاملين وتمويلهم وطرق تحركهم فأجابت السيدة إيمان بكتاش بالقول: ما يجمعنا أولاً كوننا عراقيين، ونعالج محنة عراقية. من هنا كان هذا العمل اصلا، وكل الذين معنا هم متطوعين، بغض النظر عن الساعات التي يقضوها إن كان في جمع المواد العينية او التوجه للعوائل والمؤسسات، لا بل لابد هنا من تسجيل الشكر لأحد ابناء الجالية الذي منحنا (بيتا) مؤقتا مكننا من خزن المواد التي جمعناها، اضافة الى الأخوة اصحاب الشركات ورجال الأعمال العراقيين الذين سهلوا عبر (شاحناتهم الكبيرة) من نقل المواد، وبصورة عامة كانت ملحمة وطنية خالص، اختلطت فيها الدموع احيانا، والفرح احيانا اخرى ونحن نرى حجم التضامن والتعاطف من ابناء وبنات الجالية مع مسعانا الأنساني هذا. لقد تضاعف عددنا وكذلك مع التبرعات منذ ان نشرناها في وسائل التواصل الأجتماعي بالأنترنيت والفيس بوك.
    اما عن الجهات التي يجري التعامل معها في الوطن فقالت: بالحقيقة اعتمدنا على علاقاتنا مع بعض منظمات المجتمع المدني العراقي وخاصة "رابطة المرأة العراقية" وشخصيات وطنية معروفة بنزاهتها اخص منهم بالذكر : (فكتوريا يلدا ـ دهوك، نازك كشميدن، كفاح كنجي، أبو روزا الحرافيش، مهند سنجاري، حسن عزيز، سميرة القس يونان في القوش، د. أزهار جابر في الحلة والزميلة ماجدة الجبوري اثناء تواجدها في العراق) وربما اناس آخرين قدموا ويقدموا لنا المساعدة في العراق في توزيع هذه الأعانات على النازحين، وتحمل اعباء ذلك من جيوبهم الخاصة. كما نعمل جاهدين على ايجاد قناة للتواصل مع الدكتور مزاحم مبارك (الطبيب المجاني) لمحاولة امداده بما يحتاج من ادوية في عمله الطبي الأنساني مع النازحين.
    وعند سؤالها عمّا إذا كانت هناك جهات اخرى غير عراقية قد ساعدتكم او قدمت التبرعات فأجابت السيدة إيمان بكتاش : إن كل ما جرى كان بأيدي عراقية خالصة، وبالحقيقة اننا فخورين بذلك، ليس هذا فحسب، بل اننا نتعامل مع الكل هنا وفي العراق، ولا نفرق بين النازحين على اساس طوائفهم وأديانهم، وأذكر باعتزاز تبرع منظمة (مريان الخيرية) العراقية ب ٦٥ صندوق ومبلغ مالي لدعم النازحين، ولا بد لي من تسجيل أسمى آيات الشكر والتقدير الى جاليتنا الغالية، الى كل من ساهم ودعم وعمل وتبرع لأنجاح حملتنا، وبالحقيقة فإن موقفهم كان (رفعة للراس) كما يُقال. اما عن افضل طريقة للتواصل معنا ومع حملتنا لدعم اهلنا النازحين، ضحايا ارهاب داعش والميليشيات فهو عن طريق موقعنا الألكتروني:
    http://icsociety.ca/index.php/ar
    او بزيارة صفحتنا الألكترونية على موقع الفيس بووك:
    https://www.facebook.com/pages/Iraqi-Canadian-Society-of-Ontario-/33834675627673

     بالترابط والتنسيق مع حملة "معاً" العراقية العالمية، إذ يوجد فيها رقم حسابنا المصرفي الذي يمكن تحويل الأموال اليه رسميا، او عن طريق الجمعيات المشاركة في حملتنا هذه وأعضائها المعروفين في الجالية وأذكر بعضهم : ( رياض الامام، علي اللامي، سالم يوسف ، حنان الشيخلي و نوال ناجي يوسف) وآخرين اعزاء معهم. وبالحقيقة اننا نسعى الى استغلال كل المناسبات للأعلان عن مشروعنا الأنساني من أجل:
     إعادة النازحين الى ديارهم، وترميم جروحهم النفسية والجسدية، احلال السلام في العراق والمناطق التي تُطهّر من قوى الظلام والأرهاب، وتوفير فرص عمل للنازحين ودعمهم من اجل عودتهم الى حياتهم الطبيعية، وفي مسعانا هذا نعتمد على الخيّرين من جاليتنا العزيزة وعلى قوى السلم الشقيقة والصديقة في كندا والعالم.
    ***
    سيرة شخصية: السيدة إيمان حميد بكتاش من مواليد العاصمة بغداد، درست الأبتدائية والمتوسطة فيها وتخرجت من الأعدادية المركزية. حاصلة على شهادة الماجستير في حقل الفلسفة وعلم النفس.غادرت العراق عام ١٩٧٩ووصلت الأرض الكندية عام ١٩٩٩. تعمل في المنظمات المدنية، فهي رئيسة الجمعية العراقية الكندية، ورئيسة حملة "معا" لدعم النازحين في العراق، كذلك هي عضوة ناشطة في التيار الديمقراطي، اضافة لعملها الوظيفي اليومي.
    أما امنيتها للعراق فتقول: أن يُحسن العراقيين في اختيار ممثليهم للبرلمان، وأن تَنتج الأنتخابات القادمة برلماناً وحكومة عابرة للآفات السامة الثلاث، المحاصصة الحزبية والفساد الاداري  والطائفية المقيتة.

    كمال يلدو
    تموز٢٠١٥
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media